فرماجو يحاصر البرامج الساخرة.. تضييق واعتقالات وتهديد
معدو ومقدمو البرنامجين الساخرين "كلمان" و"فالياها قرنكا" تعرضوا لمضايقات واعتقالات من قبل حكومة الرئيس الصومالي محمد عبدالله فرماجو
يواصل الرئيس الصومالي محمد عبدالله فرماجو سياسات التضييق على حرية الرأي والتعبير ووسائل الإعلام في البلاد وصلت إلى حد الاعتقال والاعتداء وتهديدات بالقتل، أحدثها ما تعرض له معدو ومقدمو البرامج الساخرة في الإذاعات والقنوات المحلية التي تنتقد بشكل ساخر سياسات الحكومة الفاشلة.
- فرماجو يهرب من مساءلة قادة ولايات الصومال بإفشال اجتماع نيروبي
- قادة ولايات الصومال يجتمعون بنيروبي لمواجهة ديكتاتورية فرماجو
وذكر "حسين عبدلله محمد" الصحفي في شبكة "كلميه" للإعلام في تصريح صحفي أنه تعرض لاعتداءات والتهديد بالقتل من قبل القوات الحكومية 3 مرات متتالية عند نقطة تفتيش لحرس القصر الرئاسي في مقديشو، آخرها كانت مطلع الأسبوع الجاري.
وأضاف "حسين" أن حرس جنرال في الجيش الصومالي اعتدى عليه وهدده بالقتل وأطلق عدة طلقات على سيارته، ما أدى إلى إلحاق ضرر بالسيارة بعد أن نجا من الطلقات النارية التي أطلقها الجنود صوبه.
وأكد الصحفي الصومالي أن استهدافه كان عمدا، لكونه يعمل في شبكة "كلميه" التي تذيع أحد أشهر البرامج الساخرة المعروف بـ"كلمان"، الذي يتناول أخطاء الحكومة، ويظهر نقاط ضعفها وفشلها في كثير من المجالات، مشيرا إلى أن هذه المضايقات تستهدف حرمان الصحفيين من حقهم في تغطية أحداث مجتمعاتهم وبلادهم.
وعلمت "العين الإخبارية" من مصادر صحفية موثوقة، أن وزير الإعلام الصومالي "محمد عبدي ماريي" طلب من الكوميدي المشهور "أودي عبدله" بالانسحاب من برنامج "كلمان" الساخر، وحذّر من العواقب في حال تجاهله التحذيرات الموجهة إليه لوقف المشاركة في هذا البرنامج الذي يظهر فضائح الحكومة التي يترأسها فرماجو.
كما أشارت المصادر إلى واقعة أخرى، وهي إبلاغ وزير الإعلام الصومالي الأديب والكوميدي الشهير مكي حاج بنادر بطلب الحكومة بانسحابه من البرنامج الساخر "فالياها قرنكا"، الذي يبثه التلفزيون المحلي "يونيفرسل"، والذي عرض في عدد من حلقاته موجات سخرية تجاه سياسات الرئيس فرماجو.
وفي السياق ذاته، أكد الصحفي في شبكة "غوب جوغ" الإعلامية علي آدم مؤمن، عقب إطلاق سراحه من السجن وهو أحد ضحايا فرماجو، أنه تم اعتقاله لمدة تزيد عن 3 أيام دون المحاكمة وهذا مخالف للدستور الصومالي.
واشار "علي" في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن هناك صحفيين فرّوا من البلاد خوفا على أرواحهم نتيجة عملهم الصحفي، كما أن هناك مضايقات وتهديدات واعتداءات جسدية يتعرض لها الصحفيون.
وأوضح الصحفي الصومالي إلى أن ما تعرض له من اعتقال غير شرعي لن يثنيه من ممارسة عمله الصحفي في نقل المعلومات والتحقيقات رغم التهديدات والمضايقات.
بدوره، يرى المحلل السياسي الصومالي عبدالقادر حسن أنه يجب على الحكومة أن تستفيد من البرامج الساخرة لتصحح أخطاءها والعمل على القانون الذي يضمن حق المواطن في التعبير عن رأيه.
ولفت إلى أن المضايقات والتهديدات ستزيد الطين بلة، في بلد مثل الصومال الذي يسعى إلى التعافي من تداعيات الحروب الأهلية التي جاءت نتيجة السياسات الديكتاتورية.
وأضاف المحلل السياسي أنه يجب ضمان أمن الصحفيين وضمان حقهم في نقل الحقائق والأخبار، ووقف كافة أشكال المضايقات التي يتعرض لها الصحفيون من قبل حكومة فرماجو منذ وصولها إلى سدة الحكم قبل أكثر من عامين.
الجدير بالذكر، أن برامج السخرية للتنوير والتوعية تلقت إقبالا واسعا من قبل المجتمع الصومالي، لأنها تكشف الستار عن فضائح حكومة فرماجو ومساعديه بشيء من الفكاهة والكوميدية.
aXA6IDMuMTQ0LjEwOC4yMDAg جزيرة ام اند امز