بالصور.. مذيع إماراتي يخطف قلوب المصريين بإنقاذ الطفلة روميساء
"أهلاوي ولّا زملكاوي؟".. كانت أول جملة وآخر جملة في قصةٍ أبطالها مذيع رياضي إماراتي تحوّل إلى نجم للإعلام الإنساني
"أهلاوي ولّا زملكاوي؟".. كانت أول جملة وآخر جملة في قصةٍ أبطالها مذيع رياضي تحول إلى نجم للإعلام الإنساني وطفلة ذات 11 شهرا، تحولت من مريضة بعيب طبي نادر إلى سليمة ومُعافاة في 4 ساعات فقط.
منذر المزكي شكّل نموذجا للإعلام المحترم في عيون المصريين، كما عبّروا بمواقع التواصل الاجتماعي، وجه المذيع الإماراتي الذي قد لا يكون معروفا لدى جميع المشاهدين في مصر وخارج منطقة الخليج، في لحظة واحدة تحوّل إلى نجم من نجوم الإنسانية بسبب قرار شجاع اتخذه فورا أثناء تصويره حلقة خاصة ببرنامج "على السكة" المذاع على قناة أبوظبي الرياضية.
المزكي حوّل تقريره الرياضي الذي كان يسجله في مدينة الإسكندرية الساحلية المصرية، ضمن تغطية البطولة العربية لكرة القدم، إلى تقرير إنساني بحت بمجرد أن رفض والد الطفلة الوقوف للتسجيل معه والإجابة عن سؤاله (أهلاوي ولّا زملكاوي)، مبررا رفضه بجملة قصيرة مقتضبة وموجعة في الوقت ذاته، هي: "مفيش وقت للرياضة.. بنتي تعبانة".
عرض المزكي في اللحظة نفسها تكفّل القناة والبرنامج بعلاج الفتاة، إلا أن والدها رفض وشكرهما، وما كان من فريق "على السكة" إلا أن تتبع الرجل، كما ورد في التقرير الذي أذاعته قناة أبوظبي الرياضية، وطلب منه الصعود معه إلى بيته، وطلب منه أن يشرب معه "الشاي"، وهو تصرف اجتماعي سائد لدى جموع المصريين.
رحّب والد الطفلة واسمه سمير، بضيوفه، ثم بدأ الحديث عن ابنته روميساء وشرح حالتها الصحية، وقال إن لديها عيبا خلقيا في المعدة لا يجعلها تستطيع الإخراج بشكل طبيعي، وأجريت لها جراحة وهي ابنة 3 أيام، ومن المفترض أن تجري جراحة أخرى، إلا أن الإمكانيات المادية لديهم لا تسمح"، فما كان من منذر إلا أن جدد مطلبه بأن فريق العمل يريد مساعدته وقال: "إحنا مش هنسيبك، وهذه بنتنا، وهنطلع على المستشفى".
واصطحب المزكي سمير وطفلته إلى أحد المستشفيات التابعة لجامعة الإسكندرية، لإجراء الجراحة، وقال الطبيب المعالج الطبيب هيثم رشوان، إن الطفلة تعاني عيبا نادرا، وهو نقص خلايا عصبية، فلا تستطيع التبرز بصورة طبيعية، لافتا إلى أن العملية ستشهد "استئصال القولون كله"، وهي حالة نادرة وعملية صعبة.
وخضعت روميساء للجراحة لمدة 4 ساعات، وسط آمال بأن تستقر حالتها وتتعافى خلال 24 ساعة من الإفاقة، وأمام باب المستشفى، وقف الأب شاكرا المزكي، الذي ردّ عليه: "هدفنا ما تعلمناه من دولة الإمارات، أن الاستثمار في الإنسان هو الأهم من تعليم وصحة وعلاج وكل شيء، وبالجملة نفسها التي بدأت بها القصة، أيضا انتهت، ليعاود المزكي تكرار السؤال الذي طرحه في بداية تقريره على الأب: "أهلاوي ولّا زملكاوي؟"، فيجيب مبتسما: "أهلاوي".