منذ تصريحات أمير قطر، ظهرت عينات رخيصة، تهاجم المملكة بشكل وقح، من جنسيات عربية، استجابة للريال القطري، ومغازلة للريال السعودي، لكن السعودية أكبر من أحلامهم الوضيعة
المرتزقة، تجار الأزمات، أسوأ أنواع البشر الذي يتخذون من الابتزاز سوقا للربح.. يأتون بأشكال وطرائق مختلفة، بعضها مفهوم، وغيرها مبطنة، بل إن بعضهم يخلق الأزمة ليستفيد منها، الميزة أن المتلقي صار ذكيا، قادرا على الفرز والتمييز، وفهم المنطلقات.
أجبن أنواع المرتزقة هم العاملون في حقول الثقافة والإعلام، يبزغون بمسميات غير منتهية، محلل ومستشار وخبير، يصعدون على الأزمة، يتخذون موقفا مناهضا في البداية حتى تتم استمالتهم لاحقا.. الأسلوب قديم، قديم جدا، لكنه ينجح أحيانا، لكن الأهم أن الحكومات على وجه الخصوص صارت أكثر وعيا، في التعامل مع هذا النوع من المنتفعين.
خلال أسبوع، منذ تصريحات أمير قطر، التي قالها وتراجع عنها، أو بالأصح هرب منها، ظهرت عينات رخيصة، جلها معروف، من مواقف سابقة، وقليل منها جديد، اهتدى للرخص حديثا، يهاجمون المملكة بشكل وقح، من جنسيات عربية، استجابة للريال القطري، ومغازلة للريال السعودي، لكن السعودية أكبر من أحلامهم الوضيعة، في هذا السياق، يفترض أن نقول إن الدولة التي لا تستطيع الدفاع عن نفسها، وتستأجر المرتزقة لفعل ذلك، بصفات وأشكال مختلفة، لا ترتقي لأن تكون دولة.. ولا شرح أكثر.
منذ تصريحات أمير قطر، ظهرت عينات رخيصة، تهاجم المملكة بشكل وقح، من جنسيات عربية، استجابة للريال القطري، ومغازلة للريال السعودي، لكن السعودية أكبر من أحلامهم الوضيعة
تاريخ المرتزقة مع المملكة ليس وليد اليوم، عمره بعمر الدولة، وحاضر مع كل إنجاز ومنعطف، استخدموا كل الوسائل الممكنة، فتحوا المؤسسات الإعلامية ومراكز الأبحاث، واتخذوا من العواصم الغربية مقرات لهم، أوجدوا جيوشا إلكترونية، وخلقوا شخصيات مزيفة وهمية، ألبوا واستضافوا، فشلوا.. وسقط كل من دعمهم وراهنوا عليه، وتنقلوا من داعم لآخر، تكرر فشلهم، وتلاشى الداعمون، وبقيت السعودية، تنمو وتكبر، وتقود.
أهم هذه العينات معروفة، ويمكن رصدهم بسهولة، من قبل المتلقي قبل المقالة، لكنهم أقل قدرا من أن تتم الكتابة عنهم، وليس مستغربا أن يتواجدوا بكثرة الفترة المقبلة على كافة المنصات، ويرسلوا الصراخ والعويل.. لكن الأحداث والتدابير ستكون أسرع منهم. سيغيبون سريعا. ستسحقهم الحقيقة، والقوانين الدولية. الغد ليس ببعيد.
أخيرا.. وهذا الأهم، الرخيصون لا يمكن أن يكونوا غير ذلك، حتى مع التقادم.. لأنهم يعرفون الثمن، لا القيمة؛ وهنا تكمن المشكلة. والسلام..
نقلا عن "الرياض" السعودية
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة