قد حان الوقت لإعادة النظر في التعامل مع قطر من قبل جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي، ولا بد من أخذ موقف يلزمها بالتوقف عن هدم الدول العربية
بات موضوع دعم قطر للإرهاب واضحا للجميع، وكل يوم تزداد مخططات قطر لإسقاط المزيد من الدول العربية، وقد أثبتت التقارير الاستخباراتية أن قطر قد أنفقت المليارات على ما يسمى بالجيش المصري الحر، حيث تم الاتفاق على تأسيس وتدريب هذا الجيش في منطقتي سرت ودرنة الليبيتين، ويسعى هذا الجيش المزعوم للقضاء على الجيش المصري.
صحيفة واشنطن بوست تحدثت في عام 2013 أن قطر لجأت إلى توظيف مواطنها عبد الرحمن النعيمي كمستشار للعطاء الخيري وتعيينه في مناصب رفيعة المستوى وخاصة في جمعيات خيرية تدعمها الحكومة رغم الاتهامات ضد النعيمي بتقديم الدعم للقاعدة في كل مكان، وخاصة في العراق وسوريا عبر جمعيات خيرية، إلى حد أن الولايات المتحدة صنفته بأنه أكبر ممولي تنظيم القاعدة.
التليجراف البريطانية كذلك اتهمت قطر بتقديم الدعم للمتطرفين في ليبيا عبر شحن الأسلحة إلى الجماعات المتطرفة في سرت وبنغازي الليبيتين، علاوة على أن مجلس الأمن الوطني الأمريكي اقترح على الرئيس الأمريكي السابق أوباما سحب القاعدة العسكرية الأمريكية من قطر وذلك لتورطها في تقديم الدعم المستمر لميليشيات العناصر المتطرفة في كل من ليبيا وجبهة النصرة في سوريا والعراق، علاوة على مناصرتها جماعة الإخوان المسلمين في جمهورية مصر العربية بشكل مستمر ومتزايد، علاوة على استخدام قطر كقاعدة دبلوماسية لحركة طالبان الإرهابية الأفغانية، وهذا في حد ذاته تعدٍ صارخ لأمن وسلامة المنطقة بأكملها.
قد حان الوقت لإعادة النظر في التعامل مع قطر من قبل جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي، ولا بد من أخذ موقف يلزمها بالتوقف عن هدم الدول العربية
وحينما اندلعت الأزمة في ليبيا في عام 2011 وجدت قطر لنفسها مكانا خصبا لتمويل الإرهاب والعبث بأمن المنطقة من جديد، فاعتمدت على بعض الفئات ضعيفة النفوس، وأغرتهم بالأموال ووعدتهم بتبوؤ المكانة الرفيعة في المستقبل القريب بشرط استخدام السلاح في تدمير الوضع القائم في ليبيا، أملا من قطر أنه بإمكانها احتلال ليبيا والسيطرة على خيراتها الوفيرة، فقدمت المال والسلاح وخاصة للإخوان المسلمين في شتى بقاع ليبيا، ولا يخفى على أحد الدور القطري في دعم الإرهابيين والميليشيات المسلحة في ليبيا وخاصة لمجموعات عبد الحكيم بالحاج المقاتل السابق في تنظيم القاعدة في أفغانستان ورئيس المجلس العسكري في طرابلس.
وعلى الرغم من الجهود التي بذلتها مصر والإمارات والقوى الإقليمية الأخرى في لم الشمل بين الأطراف المتنازعة في ليبيا، نجد أن قطر تقود تحركات واسعة ودؤوبة لعرقلة وإفشال تلك المبادرات للم الشمل الليبي، لأن لم الشمل ليس في مصلحة قطر، وقد وضح ذلك بدعوة عميل قطر الإخونجي علي الصلابي لتقديم مبادرة حوار في الجزائر من شأنها إفشال مبادرة مصر للم الشمل وذلك بدعم من قطر.
وفيما يبدو أن الخيانة في قطر تتوارثها أبناء الأسرة الحاكمة؛ فقد تم بث تسجيل صوتي بين العقيد معمر القذافي الرئيس الليبي السابق وبين حمد بن خليفة الرئيس القطري السابق يقول الأخير فيه إن "جميع أطراف المعارضة في الدول العربية وخاصة المملكة العربية السعودية نحن على علاقة بها ونحن من يتسبب في إزعاج الأسرة الحاكمة في السعودية"، ثم تأتي تصريحات تميم الأخيرة التي يثمن فيها علاقته بإيران، تلك الدولة الأولى في رعاية الإرهاب العالمي، ولا ننسى أن دعم قطر للإرهاب وخاصة الإخوان المسلمين كان له دور كبير في حادث تفجير مانشستر، حيث أكدت الشرطة البريطانية أن الانفجار الذي وقع في قاعة مانشستر آرينا للحفلات شمالي البلاد، تبين أن الإرهابي الذي فجر نفسه شاب يدعى "رمضان" من أصل ليبي يعتنق الفكر الذي يعتنقه الإخوان المسلمين الذين تدعمهم قطر.
من أجل كل هذه الجرائم التي قامت وما زالت تقوم بها قطر الخائنة للعرب ولكل المواثيق الدولية والإنسانية، فإنه قد حان الوقت لإعادة النظر في التعامل معها من قبل جامعة الدول العربية ومن قبل مجلس التعاون الخليجي، ولا بد من أخذ موقف يلزم قطر بالتوقف عن هدم الدول العربية.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة