"ميديا سكوب".. نافذة فضائية للهروب من قبضة أردوغان
قناة أسستها مجموعة من الصحفيين الشباب الأتراك، للإفلات من قبضة أردوغان، وتقديم الوجه الآخر للمشهد العام في البلاد.
من رحم القمع، ولدت «ميديا سكوب» لتكون متنفساً للرأي المخالف في تركيا.. قناة تلفزيونية مستقلة، أسستها مجموعة من الصحفيين الشباب الأتراك، للإفلات من قبضة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وتقديم الوجه الآخر للمشهد العام بالبلاد.
ورغم ضآلة إمكانياتها، إلا أن القناة تصدر محتوى نموذجياً يحتذى به من حيث الحياد والموضوعية، وتبث عبر وسائل التواصل الاجتماعي، باعتبارها متنفساً في واجهة هيمنة أردوغان على صناعة الرأي العام المحلي.
من رحم القمع
إذاعة «فرانس إنتر» الفرنسية، سلطت الضوء على هذه القناة، قائلة إنه "في ظل سيطرة حزب الحرية والعدالة على 90% من وسائل الإعلام التركية، ولدت ميديا سكوب من رحم القمع لتصبح متنفساً للمعارضة، وتعمل في حياد تام».
وتحت عنوان «ميديا سكوب.. تلفزيون مستقل في مجال إعلامي تحت السيطرة»، أشارت الإذاعة الفرنسية إلى أن حزب أردوغان يسيطر على الغالبية العظمى من وسائل الإعلام، وذلك منذ محاولة الانقلاب الفاشلة عام 2016.
ولفتت إلى أنه أغلق نحو 150 وسيلة إعلام و120 صحيفة، فضلاً عن اعتفال الآلاف من الصحفيين، ولم يتبق خارج السجن سوى الموالين منهم له، ممن يغطون حملته الانتخابية.
قناة قشعت النمطية التي بات عليها الإعلام التركي الصادح بشعارات موحدة، تمجد أردوغان، في مشهد بات مملاً وروتينياً وخالياً من أي موضوعية أو مصداقية.
الإذاعة الفرنسية أشارت إلى أن"أردوغان يأمل في إعادة انتخابه مرة أخرى في أصعب انتخابات يخوضها في تاريخه، والتي ستجرى الأحد المقبل، وذلك منذ انتخابه للمرة الأولى رئيساً للوزراء عام 2003، وتداول السلطة مع الرئيس السابق عبدالله جول حتى عام 2014".
وبفضل تلاعبه بالدستور وفوزه بالحصول على "نعم" للتعديلات الدستورية، أنشأ أردوغان نظاماً رئاسياً محكماً، ليغدو رئيساً بلا منازع، قبل أن يعلن انتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة، لإحكام قبضته على مفاصل البلاد.
ورغم أن التغطية الإعلامية للمشهد السياسي في تركيا أضحت منصبة بأكملها لتلميع صورة أردوغان، إلا أن خبراء يجزمون أن الحملة الرئاسية الحالية من أصعب ما يخوض الرجل، بل أصعب بكثير من أكثر توقعاته تشاؤماً، بفضل توحيد صفوف المعارضة".
ووفق استطلاعات الرأي لنوايا التصويت، فإن أردوغان لن يفوز بالجولة الأولى، وسيدخل الجولة الثانية في 8 يوليو/تموز، الأمر الذي يثير ذعر أردوغان ويدفعه لمزيد من إحكام قبضته على وسائل الإعلام، للترويج له.
صوت يكسر الرداءة
وفي خضم الرداءة المطبقة على المشهد الإعلامي التركي، ولدت «ميديا سكوب»، وهي إحدى المحطات التلفزيونية المستقلة التي أسسها نحو 20 صحفياً في إسطنبول عام 2015، وتبث عبر وسائل التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"بريسكوب" و"يوتيوب".
لا تمتلك القناة محطة تلفزيونية ضخمة، ولا أية علامة تشير إلى مدخل الاستوديو المثبت في حي نائٍ في إسطنبول، حتى إن صوت بث نشرة السابعة مساءً يبدو وكأنه رنين الهاتف.
ورغم الإمكانيات المتواضعة، إلا أن "ميديا سكوب" تعطي دروساً في الصحافة، في التغطية الإخبارية الموضوعية والحيادية، والمتكاملة لجميع جوانب الحدث المؤيد والمعارض.
موضوعية ودقة ومصداقية تجعل القناة على حداثتها وكأنها منبر إعلامي عريق ذو إمكانيات ضخمة، حتى إنها الوسيلة شبه الوحيدة في تركيا التي تستضيف مرشحي المعارضة، وفي نفس الوقت تغطي لقاءات أردوغان.
و"ميدياسكوب" غير محسوبة على وسائل الإعلام المعارضة الصورية، ولكنها ليست موالية للنظام، إنما تقف في مفترق الطرق تماماً، حيث الحياد والموضوعية، فهي لا تتملق النظام وتغطي عوراته، ولا تهلل للمعارضة وتصنع «شو» وهمياً.
هي قناة خارج التصنيفات الضيقة، وعابرة للانتماءات التي تقتل الموضوعية، وتحول الإعلام إلى بوق دعاية لهذا الطرف أو ذاك.