الغنوشي - سعيد.. هل يتجنب رئيس تونس فخ الإخوان؟
ترتيبات غير معلنة للقاء مرجح بين الرئيس التونسي قيس سعيد وزعيم الإخوان راشد الغنوشي في خطوة يخشى أن تقود سيد "قرطاج" نحو "فخ" التنظيم.
ترتيبات يجريها لطفي زيتون القيادي السابق بحركة "النهضة" الإخوانية التي يتزعمها الغنوشي، وتأتي بعد قطيعة استمرت لنحو عام، واتهم فيها سعيد الغنوشي بحبك المؤامرات ضده والتخطيط لاغتياله بالتعاون مع أطراف أجنبية.
لقاء مرتقب كشف عنه الغنوشي في تدوينة له عبر موقع فيسبوك، قد يفتح المشهد في تونس على سيناريوهات جديدة وسط تساؤلات حول محتوى الحوار ومدى استعداد سعيد لإبرام "صفقة" مع رئيس البرلمان، بعد مسار من الصراع المفتوح.
ويرى متابعون أن أي لقاء متوقع بين سعيد والغنوشي ستكون له تداعيات على حكومة هشام المشيشي التي يطالب الرئيس باستبعادها من المشهد السياسي كشرط لإجراء حوار وطني.
فخ الإخوان
في الأثناء، يحذر نشطاء مقربون من سعيد من الوقوع في فخ الإخوان المتهمين بتعكير المناخ السياسي للاستفادة من استدامة الأزمة.
سعد الدين العلوي، الناشط في حملة قيس سعيد الرئاسية، يرى أن حركة النهضة هي المستفيدة الوحيدة من استمرار الأزمة السياسية في تونس، معتبرا أن أي لقاء لن يكون مجديا دون الاتفاق على استقالة الحكومة وحل البرلمان والذهاب لانتخابات تشريعية مبكرة.
وقال العلوي، في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن الرئيس التونسي يشترط حلا جذريا لأزمات البلاد، بدءًا بتعديل الدستور من نظام برلماني إلى رئاسي، وصولا إلى إزاحة هشام المشيشي من على رأس الحكومة.
وسبق أن عبّر سعيد، في كلمة مقتضبة، عن استيائه من عدم اتّعاظ الفاعلين السياسيين في تونس من التاريخ وعدم فهمهم دخول تونس مرحلة جديدة.
وأوضح أنّه دعا إلى التفكير في تصوّر جديد يجعل تونس تتجاوز الأقفال الموضوعة في كلّ فصل من الدستور، وذلك خلال حوار وطني يتم فيه تشريك الشباب.
جليد لا يذوب
من جانبه، قال الكاتب الصحفي التونسي بسام حمدي، إن اللقاء المرتقب بين سعيد والغنوشي لن يحمل الجديد على مستوى إذابة الجليد بين الرجلين، خاصة أن "الهجمات الإلكترونية" لعناصر الإخوان لم تتوقف منذ أكثر من سنة.
وتقود حركة النهضة عمليات إعلامية ممنهجة عبر الشبكات الافتراضية لمهاجمة قيس سعيد، يقودها رفيق عبد السلام صهر راشد الغنوشي.
وتابع حمدي، لـ"العين الإخبارية"، أن اللقاء المرجح يفتقد للشروط الموضوعية لكي يكون ناجعا، أولها اتهام سعيد للغنوشي بالتخابر مع جهات أجنبية والتخطيط لاغتياله، وهي نقاط تجعل من أي لقاء فاقدا للفاعلية والجدوى في الوقت الراهن".
وأضاف أن سعيد أثبت منذ وصوله للرئاسة في تونس بأنه يرفض الصفقات التي تدار في الغرف المغلقة، فضلا عن رفضه المطلق للنظام البرلماني الذي تتشبث به حركة النهضة.
ويحكم تونس نظام لا يعطي صلاحيات واسعة لرئيس الدولة منذ سنة 2014، الأمر الذي فتح المجال أمام حركة النهضة للتحكم في اللعبة السياسية وحبك مناوراتها وفقا لأجنداتها الخاصة.
ومن الحلول التي يطرحها سياسيون في تونس استبعاد الغنوشي من المشهد باعتباره عنوانا رئيسيا في الأزمة منذ 10 سنوات، في دعوات تتقاطع مع المعارضة الجذرية للإخوان من قبل أحزاب وتيارات بالبلاد.
واعتبر البرلماني عن "الكتلة الديمقراطية"، محمد عمار، في تدوينة عبر فيسبوك، أن تونس تعيش حاليا أحلك أزماتها الاقتصادية والاجتماعية والصحية والسياسية.
والكتلة تضم 38 نائبا بالبرلمان من أصل 217، وتجمع كلا من حركة "الشعب" ذات التوجهات القومية، وحزب التيار الديمقراطي (اجتماعي).
وأكد عمار أنه أمام الوضع الراهن الذي يمكنه أن يعصف بالتجربة الديمقراطية وإدخال البلاد رسميا في الفوضى الخلاقة، يمكن للفاعلين السياسيين رسم خارطة سياسية تنطلق بالدعوة لاستقالة المشيشي في البرلمان، واقتراح ثلاثة أسماء يختار من بينهم الرئيس قيس سعيد الشخصية الأقدر، لأنه لا يمكن بأي حال أن تنقسم السلطة التنفيذية ويتواصل العراك بين رأسيها.
كما اقترح تشكيل حكومة مصغرة ومسيسة ببوصلة واضحة لا تترشح للانتخابات القادمة، مشددا على ضرورة استقالة رئيس البرلمان راشد الغنوشي.
aXA6IDMuMTQyLjUzLjE1MSA= جزيرة ام اند امز