بعد سقوط أندرو.. هل حان دور هاري وميغان؟
تشهد العائلة المالكة البريطانية واحدة من أكثر مراحلها حساسية منذ عقود، بعدما قرّر الملك تشارلز الثالث تجريد شقيقه الأمير أندرو من ألقابه الملكية وإبعاده عن مقرّ إقامته في وندسور.
هذه الخطوة غير المسبوقة أعادت إلى الواجهة، بحسب مجلة نيوزويك، التساؤلات حول مصير الأمير هاري وزوجته ميغان ماركل، وما إذا كان الدور سيأتي عليهما لاحقًا.
ويأتي هذا التطور في إطار سياسة التغيير التي يقودها الملك تشارلز الثالث، والتي بدأت تظهر معالمها بشكل جلي من خلال التعامل الحاسم مع قضية الأمير أندرو وإبعاده عن دائرة الضوء الملكي.
ويشير مراقبو الشؤون الملكية إلى أن الجدل حول ألقاب هاري وميغان لم يبدأ اليوم، بل يعود إلى عام 2020 عندما قرر الزوجان التخلي عن مهامهما الملكية والانتقال للعيش في أمريكا الشمالية.
وقد تصاعدت حدة هذا الجدل بعد سلسلة المقابلات والتصريحات الناقدة التي وجهها الزوجان للمؤسسة الملكية، لاسيما المقابلة الشهيرة مع أوبرا وينفري التي كشفت فيها ميغان عن تعرضها للتنمر من قبل موظفي القصر، وإبداء بعض أفراد العائلة الملكية مخاوفهم بشأن لون بشرة طفلهما قبل الولادة.
وتكمن الآلية القانونية لتجريد الألقاب الملكية في ما يعرف بـ"المراسيم الملكية"، وهي أداة دستورية قديمة تخوّله، بناءً على نصيحة وزارية، منح الأوسمة والألقاب أو سحبها، ومنح المدن مكانة "المدينة الملكية"، بل وحتى المصادقة على القوانين.
وقد أسفر تطبيق هذه الآلية، في حالة الأمير أندرو، عن سحب ألقابه وإبعاده عن مقر إقامته في وندسور، مما أثار تساؤلات حول إمكانية تطبيق الإجراء ذاته على دوق ودوقة ساسكس.
ويواجه هاري وميغان ضغوطًا متزايدة من الرأي العام البريطاني، حيث طالب عدد من قراء الصحف البريطانية بتجريدهما من ألقابهما الملكية، مؤكدين على ضرورة ذلك للحفاظ على هيبة المؤسسة الملكية.
ويؤكد مراقبون أن القرار المتعلق بالأمير أندرو قد شكل سابقة مهمة، تثبت أن العائلة المالكة لم تعد تتردد في اتخاذ قرارات صارمة تجاه أعضائها الذين يشكلون عبئًا على سمعة المؤسسة.
ورغم هذه التكهنات، فإن الوضع القانوني للأمير هاري يختلف عن حالة الأمير أندرو، حيث يحتفظ هاري بمكانته في خط ولاية العرش البريطاني، إذ لا يزال يحتل المرتبة الخامسة في ترتيب الوصول إلى العرش.
كما أن عملية تجريد النجل الأصغر للملك من لقب "الأمير" تتطلب إجراءات أكثر تعقيدًا، بينما يمكن سحب لقب "الدوق" بشكل أيسر عبر آلية "المراسيم الملكية".
ويبقى المستقبل السياسي للزوجين هاري وميغان مرهونًا بتطورات عدة، لعل أبرزها ردود الفعل الشعبية والبرلمانية، ومدى استمرار هاري وميغان في انتقاد العائلة المالكة، وقدرة الملك تشارلز الثالث على تحقيق التوازن بين مشاعر الأبوة ومسؤوليات العرش.
وفي كل الأحوال، فإن العاصفة التي أثارها قرار تجريد الأمير أندرو تظل مؤشرًا على أن المؤسسة الملكية تدخل مرحلة جديدة من المراجعة وإعادة الهيكلة.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTYxIA== جزيرة ام اند امز