في احتفال عراقي بذكراه: جبرا إبراهيم جبرا لم يكتب فيلم "الرسالة"

الناقد علي الفواز يقول إن استعادة ذكرى جبرا هي استعادة لوعي إنساني عميق، ولأثر مهم من فعلنا الثقافي، ظلت روائحه عالقة على أوراقنا
أكد مشاركون في ندوة أقامتها دار المدى ببغداد، السبت، أن الكاتب والشاعر العراقي الفلسطيني جبرا إبراهيم جبرا هو من ترجم حوار فيلم "الرسالة" للمخرج الراحل مصطفى العقاد، لكنه لم يكتب الفيلم كما يعتقد البعض.
وأحيت الدار ذكرى الأديب والمترجم والفنان جبرا إبراهيم جبرا، خلال جلسة أدارها الباحث رفعت عبدالرزاق، وشارك فيها مجموعة من نقاد الأدب والفن التشكيلي في قاعة المدى في شارع المتنبي.
وأشار عبدالرازق إلى أن جبرا يستحق كل التقدير والاهتمام لكثرة اهتمامه وإنجازاته، كاشفا كيف وصل "جبرا" في نهاية الأربعينيات إلى العراق (معه الموسيقار روحي الخماش والطبيب النفسي الفذ علي كمال)، بعد أن درس في جامعة القدس التي تخرج فيها الكثير من الأدباء منهم إبراهيم طوقان.
بعد مرحلة العراق سافر "جبرا" إلى لندن ليدرس الأدب الإنكليزي في جامعة كامبردج، ويحصل على الماجستير، ثم عمل أيضا في مجلة "العاملون في النفط"، وشارك في العديد من الأنشطة الثقافية، مبتعدا عن السياسة العراقية عن قصد.
ولفت "عبدالرازق" إلى أن جبرا ارتبط بعلاقات متميزة مع الشاعر الرائد بدر شاكر السياب، والنحات العراقي البارز جواد سليم، وأصر طوال حياته أن يعيش في العراق ويكتسب الجنسية العراقية، وانتهى مدير الندوة إلى وصف جبرا بـ"المثقف الموسوعي" لأنه أفضل من ترجم شكسبير ومسرحياته إلى العربية.
من جهته، أشار الناقد علي الفواز، إلى أن استعادة ذكرى جبرا ثقافيا وإنسانيا هي استعادة لوعي ثقافي عميق، ولأثر مهم من فعلنا الثقافي، ظلت روائحه عالقة على أوراقنا، معتبرا أن استعادة جبرا هي "استعادة لجماليات نرجو ألا تكون غائرة وبعيدة، إذ إن جبرا الجامع للنص والسعادة كان يمنحنا دائما الإحساس بضرورة أن تكون الثقافة جزءا من الحلول، لكونه مثقفا شموليا وكونيا، امتلك وعيا إضافيا عن ماهية الثقافة ودورها.
وتحدث الفنان الدكتور حسين علي هارف عن فترة معرفته بجبرا مطلع الثمانينيات أثناء دراسته للماجستير، وقد زاره ثلاث مرات في منزله، وقدم له مساعدة كبيرة من المشورة والكتب التي أفادته في دراسته الأكاديمية.
وذكر مقولته الشهيرة (الكاتب المسرحي ليس مؤرخا بل يبحث عن المساحات التي لم يتطرق لها المؤرخ).
جبرا إبراهيم جبرا (1920 - 1994) هو مؤلف ورسام، وناقد تشكيلي، فلسطيني الأصل، ولد في بيت لحم في عهد الانتداب البريطاني، استقر في العراق بعد حرب 1948، وأنتج جبرا نحو 70 رواية وكتابا ومواد مترجمة، وترجمت مؤلفاته إلى أكثر من 12 لغة، توفي جبرا إبراهيم جبرا سنة 1994 ودفن في بغداد.
لعب جبرا دورا في تقديم أبرز المبدعين الغربيين والتعريف بالمذاهب الأدبية الحديثة، ونقل إلى العربية عدة أعمال أبرزها رواية "الصخب والعنف" للكاتب الأمريكي وليم فوكنر، ويعد أيضا من أبرز المدافعين عن تجديد الشعر العربي، وكتب عدة أعمال روائية متميزة عالجت الوضع الفلسطيني في الشتات، ومن أهم أعماله الروائية "السفينة" و"البحث عن وليد مسعود" و"عالم بلا خرائط" بالاشتراك مع عبد الرحمن منيف.