دراسة: الرجال والنساء يفكرون بشكل مختلف بالفعل
الفكرة التي أثارت استياء شديدا بأن المرأة تستمتع بمناقشة مشاعرها بينما يتحمس الرجال غالبا للحديث عن كرة القدم والسيارات ربما تكون حقيقة
أظهرت دراسة حديثة أن الفكرة التي أثارت استياء شديدا ولكنها سائدة منذ فترة طويلة، بأن المرأة تستمتع بمناقشة مشاعرها، بينما يتحمس الرجال في الغالب للحديث عن كرة القدم والسيارات، ربما تكون حقيقة في نهاية المطاف.
ووجد علماء بريطانيون الذين أجروا أكبر دراسة في العالم حول الاختلافات الجنسية في الدماغ أن الرجال يفضلون على الأرجح "الأشياء" و"الأنظمة"، بينما تبدي النساء اهتماما أكثر بالناس والعواطف.
وأشاروا إلى أن الرجال أكثر احتمالا بمعدل الضعف تقريباً مقارنة بالنساء "للتوجه نحو الأنظمة" بدلاً من أن يكونوا متعاطفين، والعكس صحيح.
وفي إطار الدراسة، استطلع علماء في جامعة "كامبريدج"، آراء أكثر من 650 ألف شخص تتراوح أعمارهم بين 16 و89 عاما.
وقال العلماء، إن نتائجهم أكدت نظريتين؛ الأولى هي نظرية التعاطف وإضفاء الطابع المنهجي على الاختلافات الجنسية، التي تتنبأ بأن الرجال، سيكونون أكثر حماسة بالترميز، على سبيل المثال، بينما ستكون النساء أكثر انسجامًا مع المشاعر.
أما النظرية الثانية، فهي نظرية دماغ الذكور المتطرفة، التي تتنبأ بأن أدمغة الأشخاص المصابين بالتوحد أكثر "ذكورية" مما هو معتاد بالنسبة لجنسهم، لكونهم أكثر تركيزًا على الأنظمة.
ولكن النظريتين التوأم، لعالم "كامبريدج" سيمون بارون-كوهين، تظل مثيرة للجدل، ووصفت سابقا بأنها "افتراض قائم على التحيز الجنسي بأن الاختلافات بين الجنسين المتصورة في الشخصية والسلوك تنتج عن الاختلافات البيولوجية في الأدمغة".
وكان جيمس دامور، وهو مهندس سابق في شركة جوجل، استشهد بنظرية "التعاطف وإضفاء الطابع المنهجي" في مذكرة تم تسريبها إلى زملائه، ما تسبب في إقالته العام الماضي، حيث قال إن المرأة ممثلة تمثيلاً ناقصاً في التكنولوجيا ليس بسبب التحيز الجنسي والتمييز وإنما بسبب الاختلافات البيولوجية الفطرية.
واستنادا إلى ردود من 671,660 ألف شخص، معظمهم في بريطانيا، قال فريق كامبريدج في ورقة بحثية نشرت في دورية "وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم"، إن الاختلافات بين الجنسين في أنواع الدماغ كانت "واضحة جدا".
لكنهم مع ذلك، قالوا إنه لم يكن من الواضح إلى أي مدى تأثروا بالخصائص الموروثة أو التنشئة الاجتماعية.
في الدراسة تم تصنيف 44.4 في المائة من الرجال الذين لم يكونوا مصابين بالتوحد على أنهم من أصحاب الدماغ "من النوع إس، أو "النوع المتطرف إس"، وسجلوا معدلات "إضفاء الطابع المنهجي" أعلى من التعاطف مقارنة بنسبة 27.3% من النساء، وهو ما أطلق البروفيسور بارون كوهين عليه سابقاً اسم "دماغ الذكر".
وفي الوقت نفسه، كانت نسبة 42.9% من النساء غير المصابات بالتوحد لديهن أدمغة "من النوع "إي"، وسجلن نسبة أعلى من التعاطف مقارنة بنسبة 24.6% من الرجال، ووصف البروفيسور كوهين الدماغ من النمط "إي"، بأنه "دماغ الأنثى"، أما باقي المشاركين غير المصابين بالتوحد فكان لديهم أدمغة من "النوع بي" أو "متوازنة".
وأشار البروفيسور بارون-كوهين إلى أن البحث يسلط الضوء على الصفات التي يجلبها المصابون بالتوحد إلى علم الأعصاب قائلا: "إنهم منظمون معتدلون أقوياء، بمعنى أنهم يتمتعون بمهارات ممتازة في التعرف على الأنماط، والاهتمام الجيد بالتفاصيل والقدرة على فهم كيفية عمل الأشياء. يجب أن ندعم مواهبهم حتى يحققوا إمكاناتهم، ويستفيد المجتمع أيضًا".
aXA6IDMuMTUuNy4yMTIg
جزيرة ام اند امز