مظاهرات وتمرد.. مرتزقة أردوغان "ناقوس خطر" في ليبيا
استياء يتصاعد في أوساط المرتزقة المدعومين من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالعاصمة الليبية، في احتقان ترجمته مظاهرات وعصيان للأوامر بعد تخفيض الرواتب ومنع الإجازات.
وفي تصريحات إعلامية، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن عناصر من المرتزقة السوريين التابعين لفرقة الحمزة تظاهروا في قاعدة عسكرية تركية غربي ليبيا احتجاجًا على أوضاعهم وتخفيض مرتباتهم إلى ما يعادل 300 دولار أمريكي، إضافة إلى مطالب قادتهم بدفع 1000 دولار أمريكي مقابل عودتهم إلى سوريا.
حملة قمع
وأوضح مدير المرصد السوري أن المظاهرات التي وصل صداها إلى وسائل الإعلام، قوبلت بحملة قمع من السلطات التركية لهذه العناصر التي يقدر عددها بنحو 7 آلاف مرتزق سوري لا يزالون في ليبيا، مشيرًا إلى أنهم وعدوا بالعودة إلى سوريا دون أن يتحقق لهم هذا الوعد.
وأشار إلى أن "أبو عمشة" أو محمد جاسم قائد ما يعرف بـ"السلطان شاه"، يُخرج مجموعات "إرهابية" من سوريا إلى ليبيا مقابل الأموال، مؤكدًا أن الأخير يستغل عمليات تبديل ونقل المرتزقة السوريين من وإلى ليبيا، ويقحم في صفوفهم إرهابيين أوروبيين، من سوريا إلى ليبيا، بحثا عن ملاذ آمن في أوروبا.
وحول العوامل التي تدفع هؤلاء المرتزقة للذهاب إلى ليبيا، قال مدير المرصد السوري، إن هناك تهديدات تلاحق بعض الإرهابيين لإجبارهم على ذلك، بالإضافة إلى أن بعضهم في حاجة إلى المال الذي يحصلون عليه جراء حمايتهم للعناصر التركية في ليبيا، فضلا عن بحث البعض عن ملاذ آمن إلى أوروبا متخذين من غربي ليبيا منطلقًا لرحلتهم.
نقل إرهابيين
وبحسب المصدر نفسه، فإن هناك مجموعات من "المتشددين" التونسيين كانوا في سوريا وجرى نقلهم إلى ليبيا في الفترة الأخيرة، لكن لا توجد معلومات ما إذا كانوا دخلوا تونس من عدمه.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان كشف قبل أيام عن وجود "استياء واسع" وحالة "تمرد" بين المرتزقة الموالين لتركيا داخل معسكراتهم في العاصمة طرابلس.
وقال المرصد السوري، في بيان اطلعت "العين الإخبارية" حينها، إن هناك استياء وتمردا بين أوساط المرتزقة السوريين في ليبيا، بسبب تخفيض قيادات الفصائل الرواتب المخصصة لهم إلى 2500 ليرة تركية شهريا أي ما يعادل 300 دولار، فضلا عن صرف الرواتب كل أربعة أشهر.
ووفقًا لمصادر المرصد السوري، فإن عشرات العناصر رفضوا الالتحاق بدروس التكيتك والرياضة الصباحية، احتجاجًا على تخفيض رواتبهم واتهامهم لقادات الفصائل بسرقتها، ومنعهم من الإجازات.
فرض إتاوات
المصادر نفسها لفتت إلى أن قادة الفصائل الموالية لتركيا يفرضون على العناصر الراغبين بالحصول على إجازات والعودة إلى سوريا دفع مبلغ مالي قدره ألف دولار أمريكي.
وتأتي هذه المعطيات بعد أيام من تقارير تونسية – ليبية، عن عزم بعض العناصر الإرهابية التسلل إلى تونس من قاعدة الوطية التي تسيطر عليها تركيا غربي ليبيا، إلا أن وزارة الداخلية الليبية أكدت أنه لا يمكن السماح بأية حال، أن تكون قاعدة الوطية منطلقا لتنفيذ أي أعمال إرهابية أو تخريبية من شأنها زعزعة الأمن والاستقرار ببلادنا أو إلحاق الضرر بدول الجوار.
وطالبت "الداخلية الليبية" الشرطة الجنائية العربية والدولية بالرد على إنتربول تونس، بعدم صحة تلك المعلومات، مشيرة إلى أنها "تتابع بدقة، وترصد النشاط الإرهابي بكل أشكاله وتلاحق كل المتورطين ومن تحوم حولهم شبهات من خلال أجهزتنا المعنية بمكافحة الإرهاب".
إشعال تونس
واتهم مراقبون تنظيم الإخوان الليبي بمحاولة إشعال الجبهة التونسية، لإجبار الرئيس قيس سعيد على التراجع عن قراراته التي أطاحت بتنظيم الإخوان، معتبرين أن هؤلاء يستغلون إرهابيي الغرب الليبي الذين يأتمرون بأوامرهم كأداة لإخضاع تونس ورئيسها.
إلا أنهم أكدوا أن القوات العسكرية والأمنية التونسية يقظة جدا، مشيرين إلى أن تونس هي من بادرت بتسليم المعلومة لوزير الداخلية الليبي.
ورغم النفي، إلا أن الحكومة الليبية أرسلت الأسبوع الماضي وفدًا رفيع المستوى برئاسة وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش لإيضاح الصورة لتونس، وللتفاهم حول فتح المعابر بين البلدين المغلقة من الجانب التونسي.