3 مرشحين لخلافة ميركل.. ألمانيا تنتظر "مستشارا رجلا" لأول مرة من 2005
المرشحون لخلافة ميركل هم: رئيس وزراء ولاية شمال الراين ويستفاليا أرمين لاشيت، والبرلماني السابق فريدريش ميرز، ووزير الصحة ينس سبان
دخل 3 سياسيين كبار صراعا على رئاسة الحزب الديمقراطي المسيحي "الحاكم" بألمانيا، ومن ثم خلافة أنجيلا ميركل في منصب المستشار بالانتخابات المقبلة.
والسياسيون الثلاثة هم رئيس وزراء ولاية شمال الراين ويستفاليا أرمين لاشيت، والبرلماني السابق فريدريش ميرز، ووزير الصحة ينس سبان، ما يفتح الباب أمام تولي مستشار "رجلا" حكم البلاد لأول مرة من 2005.
يأتي ذلك بعد اعتزام وزيرة الدفاع ورئيسة الحزب الحالية أنجريت كرامب كارنباور، التي كان ينظر إليها بوصفها وريثة لميركل، الانسحاب من المشهد السياسي، إثر فضيحة سياسية هزت البلاد خلال الأيام الماضية.
ووفق صحيفة بيلد الألمانية، فإن السباق على رئاسة الحزب الديمقراطي المسيحي، أكبر أحزاب البلاد، ينحصر بين أرمين لاشيت (58 عاما)، وفريدرش ميرز (64 عاما)، ووزير الصحة ينس سبان (39 عاما).
وأوضحت الصحيفة أن الهيئة العليا للحزب تحاول التوصل إلى اتفاق داخل الغرف المغلقة يحدد رئيس الحزب المقبل، بدلا من إلقاء المهمة بالكامل في أيدي قواعد الحزب في انتخابات داخلية، ينتظر أن تكون طاحنة وتقسم الحزب بين جناحين تقدمي ومحافظ، الصيف المقبل.
وتخشى الهيئة العليا للحزب أن يؤثر أي انقسام تحدثه الانتخابات الداخلية على أدائه في الانتخابات التشريعية المقررة في خريف 2021، بعد نهاية ولاية ميركل الحالية.
لكن الصحيفة الألمانية قالت: "سعي قيادات الحزب لحسم ملف رئاسته داخل الغرف المغلقة خطأ كبير"، موضحة أن "الحزب لا يزال يجني ثمار السباق الانتخابي الديمقراطي بين ينس وميرز وكرامب كارنباور الذي انتهى بفوز الأخيرة بالرئاسة في نهاية 2018".
وأضافت: "أي تراجع عن المسار الانتخابي سيُعد خطوة للوراء"، لافتة إلى أن "قيادات الحزب تخشى اللجوء إلى القواعد بسبب شعبية ميرز".
ويتمتع ميرز بشعبية كبيرة بين قواعد الحزب، لكنه ليس على وفاق مع الهيئة العليا، ويعارض بشكل كامل الخط السياسي الحالي للحزب، وكان دائم الانتقاد لميركل على الملأ.
ويتبنى ميرز خطا سياسيا متشددا حيال قضايا اللاجئين، وعارض فتح الأبواب أمام اللاجئين خلال موجة اللجوء في 2015، وهو الخط السياسي نفسه الذي يتبناه ينس سبان، لكن يضيف إليه ميله إلى الحكومة المركزية القوية على حساب حكومات الولايات.
في المقابل، يعد أرمين لاشيت الوجه الأكثر تقدمية وانفتاحا، والمرحب به بشدة من قبل الهيئة العليا للحزب، لأنه سيكون امتدادا للخط السياسي الوسطي الحالي، حسب "بيلد".
ويعد هذا الصراع الثلاثي على رئاسة الحزب الحاكم مفصليا في تحديد مستقبل ألمانيا، خاصة أن هناك توقعات بإجراء انتخابات مبكرة، وعدم الانتظار حتى خريف 2021.
والثلاثاء، توقعت مجلة دير شبيجل الألمانية ذائعة الصيت خروجا قريبا لميركل من السلطة بضغط داخلي من الحزب، وإجراء انتخابات مبكرة، بسبب فضيحة ولاية تورينغن (شرق).
والأسبوع الماضي، ضربت فضيحة سياسية الحزب الحاكم، بعد تعاونه مع حزب البديل لأجل ألمانيا "يمين متطرف"، لإيصال مرشح من الحزب الديمقراطي الحر (يمين وسط)، هو توماس كميرش، لمنصب رئيس وزراء ولاية تورينغن في انتخابات أجراها برلمان الولاية.
ويعتبر رفض التعاون مع حزب البديل لأجل ألمانيا، سواء في ائتلافات حكومية، أو مشاركته التصويت على مشاريع طرحها أو كان طرفا فيها في البرلمان الاتحادي وبرلمانات الولايات، أحد أهم مبادئ الحزب الديمقراطي المسيحي، لذلك كانت ردة الفعل قوية ضد مشاركته في التوافق على رئيس وزراء "تورينغن"، وكذلك تعرضت كارنباور لانتقادات غير مسبوقة.
وكانت ميركل أكدت في تعليقها أن الأزمة أن أعضاء حزبها في برلمان ولاية تورينغن ارتكبوا أمراً محظوراً بهذا التعاون مع حزب البديل لأجل ألمانيا.