توقعات بخروج مبكر لميركل من السلطة بعد فضيحة "تورينغن"
دير شبيجل: بات من غير المحتمل أن تكمل ميركل فترتها الحالية على رأس الحكومة حتى خريف 2021 كما هو مخطط له.
توقعت مجلة "دير شبيجل" الألمانية ذائعة الصيت، اليوم الثلاثاء، وداع قريب للمستشارة، أنجيلا ميركل، بعد فضيحة سياسية بولاية تورينغن، دفعت رئيسة الحزب الديمقراطي المسيحي "يمين وسط" الحاكم، إنغريت كرامب كارنباور، للتنحي.
وفي خطوة مفاجئة، أبلغت كارنباور اجتماع هيئة الحزب العليا، صباح أمس الإثنين، أنها "لن تترشح لمنصب المستشارة، وستتخلى عن رئاسة الحزب الصيف المقبل بعد ترتيب أمور خلافتها، واختيار مرشح المستشارية للانتخابات المقبلة"، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الألمانية "حكومية".
وجاءت الخطوة إثر فضيحة سياسية ضربت الحزب الأسبوع الماضي، بعد تعاونه مع حزب البديل لأجل ألمانيا "يمين متطرف"، لإيصال مرشح من الحزب الديمقراطي الحر "يمين وسط"، هو توماس كميرش، لمنصب رئيس وزراء ولاية تورينغن "شرق" في انتخابات أجراها برلمان الولاية.
ويعد رفض التعاون مع حزب البديل لأجل ألمانيا، سواء في ائتلافات حكومية، أو مشاركته التصويت على مشاريع طرحها أو طرف فيها في البرلمان الاتحادي وبرلمانات الولايات، أحد أهم مبادئ الحزب الديمقراطي المسيحي؛ لذلك كانت ردة الفعل قوية ضد مشاركته في التوافق على رئيس وزراء "تورينغن"، وكذلك تعرضت كارنباور لانتقادات غير مسبوقة.
وكانت ميركل قد أكدت في تعليقها على الأزمة أن أعضاء حزبها في برلمان ولاية تورينغن ارتكبوا أمراً محظوراً بهذا التعاون مع حزب البديل لأجل ألمانيا.
واليوم، قالت دير شبيجل إن "فشل كرامب كارنباور في قيادة الحزب الحاكم يعد هزيمة واضحة لميركل؛ لأن الأخيرة هي من رقت الأولى من سياسية محلية في ولاية سارلاند (جنوب)، لقمة السياسة الفيدرالية"، مضيفة "كما ينظر لكرامب كارنباور على أنها وريثة ميركل".
وأوضحت أنه "ومع خروج كارنباور بهذه الطريقة، بات من غير المحتمل أن تكمل ميركل فترتها الحالية على رأس الحكومة حتى خريف 2021 كما هو مخطط له".
وأضافت أن "ميركل باتت على دراية كاملة بأن تجربتها الخاصة لانتقال السلطة، عن طريق وضع مؤقت تفصل فيه بين رئاسة الحزب الحاكم ورئاسة الحكومة، فشلت بشكل ذريع".
وكانت ميركل تجمع بين رئاستي الحزب الحاكم والحكومة معا منذ 2005 حتى 2018، لكنها قررت في نهاية 2018 التخلي عن رئاسة الحزب لصالح كارنباور، في خطوة أولى نحو خروجها بشكل سلس من سدة الحكم التي سيطرت عليها لمدة 14 عاما.
دير شبيجل قالت إن "الفصل بين قيادتي الحزب والحكومة خلقا أزمة قيادة واضحة في الحزب الديمقراطي المسيحي، ودفع كثر للحديث عن أن وجود ميركل أعاق عمل كارنباور وقلل من سلطاتها كرئيسة للحزب".
وأشارت إلى أن "المرشحين لخلافة كارنباور على رأس الحزب، مثل فريدريش ميرز، القيادي الكبير، وينس سبان، وزير الصحة، وأرمين لاشيت، رئيس حكومة ولاية شمال الراين ويستفاليا "غرب"، راقبوا ما حدث مع الرئيسة المستقيلة عن قرب، ولن يسمحوا بتكراره".
وتابعت "أي كان من سيفوز برئاسة الحزب الحاكم في الانتخابات المقررة الصيف المقبل، ويصبح بالتالي المرشح لمنصب مستشار البلاد، فإنه سيدفع بنسبة كبيرة ميركل إلى الانسحاب من المشهد بشكل سريع"، مضيفة "الانتخابات المبكرة تلوح في الأفق".
aXA6IDMuMTM5LjIzNC4xMjQg جزيرة ام اند امز