حياة ميركل العاطفية.. طلاق وزواج تقليدي وتقارير أمنية
امرأة تحت الأضواء في ألمانيا لـ16 عاماً، لكنها تحافظ بعناية على حياتها الشخصية وتغلفها بالكتمان، دون أي إشارة حتى لو بسيطة.
إنها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي تستعد لترك الحياة السياسية بعد 5 أشهر، رغم أن العالم لم ير منها سوى "الوجه السياسي" فقط منذ 2005، فما هي ملامح "الوجه العاطفي" في حياة المرأة الحديدية.
وحماية الخصوصية في بلد مثل ألمانيا يتمتع بإعلام قوي للغاية، أمر ليس سهلا بالنسبة للمشاهير، لكن ميركل "65 عاما" وزوجها يواكيم سوير "70 عاما" أثبتا أن ذلك ممكن، ويمارسان حياتهما في سرية وداخل جدرانهما الأربعة.
ورغم أنهما يذهبان إلى الأوبرا معا ويسافران معا، وأحيانا يجيبان عن أسئلة الصحفيين بشكل متحفظ للغاية، لكن أمرا واحدا واضحا بشكل جلي: تظل الأمور الخاصة سرية.
وسوير بطبيعة عمله كعالم وأكاديمي ليس منفتحا على الحياة العامة. وإذا سئل عن زواجه تكون إجابته موجزة وبسيطة ومباشرة ولا تحوي أي تفاصيل.
وعندما سئل ما إذا كان فخورا بزوجته في عام 2009، رد: "نعم، يمكنني أن أكون ذلك"، فيما اعتبر ردا مقتضبا جدا، وفق صحيفة بيلد الألمانية "خاصة".
في المقابل، تتحفظ ميركل أيضا في الحديث عن زواجها، وإن قالت أحيانا إنها "معجبة بطريقة زوجها في فعل الأمر وخطاباته".
وداخل شقة الزوجين في وسط برلين، يناقشان السياسة أيضا ويتعاملان من منطلق المساواة الكاملة، ما يظهر أنهما يشكلان فريقا جيدا، وفق ما نقلته مجلة "بونته" الألمانية "خاصة" عن مصادر لم تسمها.
حب سري
لكن هناك معلومات منشورة عن لقاء الزوجين وارتباطهما، طالعتها "العين الإخبارية" في مصادر ألمانية مختلفة، إذ التقيا لأول مرة في أكاديمية العلوم في برلين الشرقية في أوائل ثمانينيات القرن الماضي. وكان سوير في نهاية زواجه الأول في ذلك الوقت، ويشرف على طالبة الدكتوراه أنجيلا التي كانت تحلم بأن تصبح عالمة في الفيزياء في هذا التوقيت في نهاية زواجها الأول أيضا.
ووفق المجلة، فإن الزوجين توافقا بشكل جيد للغاية، لكن بقت علاقاتهما سرية إلى حد كبير، حتى تزوجا في 1998 في حفل بدون جمهور.
ماضٍ مجهول
لكن قبل علاقتها مع زوجها الحالي، كانت المستشارة متزوجة من زوجها الأول، أولريش ميركل، الذي كان مندهشا عندما تركته. ورغم الطلاق الصعب، احتفظت أنجيلا باسم عائلة زوجها حتى اليوم ولم تستبدله باسم "سوير".
وفي مقابلة سابقة طالعتها "العين الإخبارية" في مجلة "فوكس" الألمانية، قال أولريش ميركل "كان انفصالنا مؤلما وصعبا"، مضيفا "الأمر كان مفاجأة.. ذات يوم حزمت أغراضها وخرجت من شقتنا بدون مقدمات".
وكان لقاء ابنة القس أنجيلا كاسنر وأولريش ميركل في الجامعة أيضا حينما كانا طالبين في لايبزيغ شرقي ألمانيا في عام 1974، قبل أن يتزوجا في الكنيسة في 1977، حيث ارتدت ميركل فستانا أزرق فاتحا.
ويقول أولريش "لقد أحببنا الطبيعة.. ذهبنا في العديد من الرحلات إلى الريف، وذهبنا إلى السينما والمسرح، وكان التواصل مع العائلة مهما لكلانا".
ويتابع "لكن في مرحلة ما تسلل الحب بعيدا، والكيمياء بيننا لم تعد متواجدة"، مضيفا "أنا من النوع المنغلق أكثر، لكن أنجيلا كانت شابة أكثر نشاطا وحيوية واجتماعية"، لكن الانفصال أصابني بشدة.
ويستطرد قائلا "الحياة السياسية المضغوطة ليست مناسبة لي. إذا كنا لا نزال سويا اليوم، في أحسن الأحوال سأكون حارسها الشخصي أو السائق".
ووقع الطلاق في مارس/آذار 1982 في وقت كانت تعد فيه ميركل الدكتوراه تحت إشراف سوير، ووصفت أنجيلا ميركل زواجها الأول قائلة "لم يكن حبا عظيما.. تزوجنا لأن الجميع تزوجوا".
فيما قالت عن زوجها الثاني "أحب عقله الصافي.. كنت متحمسة له كثيرا".
أعين المخابرات
ورغم سرية علاقتها بسوير في بدايتها، اخترق جهاز "شتاسي" (استخباراتي وقمعي) الأمني القوي في ألمانيا الشرقية جدار السرية، ووثق في تقاريره التي نشرت بعد سقوط جمهورية ألمانيا الديمقراطية، علاقة الأستاذ وطالبة الدكتوراه.
وقالت تقارير "شتاسي" إن هناك ارتباطا بين ميركل وسوير، وإن "العلاقة بين الطرفين تسير على ما يرام"، ما كان توقعا جيدا إذ توجت العلاقة بالزواج في 1998.
aXA6IDMuMjIuNDIuMTg5IA== جزيرة ام اند امز