"جرائم ألمانيا" تذيب الجليد بين ميركل وبوتين
اتصال هاتفي أجرته المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالذكرى الـ80 لهجوم ألمانيا على الاتحاد السوفيتي.
ويصادف يوم 22 يونيو/حزيران الذكرى الثمانين لبدء الهجوم الألماني على الاتحاد السوفيتي السابق إبان الحرب العالمية الثانية (1939-1945).
وقال بيان للمستشارية الألمانية، تلقت "العين الإخبارية" نسخة منه، إن ميركل أجرت اتصالا بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم، بمناسبة الذكرى الثمانين للهجوم الألماني على الاتحاد السوفيتي.
والعلاقات بين برلين وموسكو تشهد توترات من وقت لآخر على خلفية موقف بوتين من خصمه المعارض أليكسي نافالني الذي تلقى العلاج في ألمانيا جراء تسمم تقول برلين إنه متعمد، بالإضافة لملفات أخرى تتعلق بتوازن القوى الإقليمي مع نشر روسيا قواتها على الحدود مع أوكرانيا.
وأكدت المستشارة لبوتين المعاناة التي جلبتها الجرائم الألمانية للناس في روسيا، وكذلك في أوكرانيا وبيلاروسيا والجمهوريات السوفيتية السابقة الأخرى، متجسدة في ملايين العائلات حتى اليوم، وفق البيان.
ونقل البيان عن ميركل قولها خلال الاتصال إنها "ممتنة للغاية لأن العديد من الأشخاص من هذه البلدان قبلوا بالتواصل مع ألمانيا من أجل المصالحة".
والسبت الماضي، قالت ميركل في مقطع الفيديو الأسبوعي الذي ينشره مكتب الصحافة والإعلام بالحكومة الألمانية: "يصادف يوم 22 يونيو 2021 الذكرى الثمانين لهجوم ألمانيا النازية على ما كان يُعرف آنذاك بالاتحاد السوفيتي".
وتابعت ميركل: "بالنسبة لنا نحن الألمان، هذا اليوم سبب للعار"، مضيفة: "فقد ملايين الأشخاص حياتهم، خاصة في روسيا وأوكرانيا وبيلاروسيا، ولكن أيضًا في دول البلطيق والجمهوريات السوفيتية الأخرى".
وأضافت المستشارة الألمانية أن "ألمانيا اعترفت بمسؤوليتها عن جرائم في ذلك الوقت.. يجب ألا ننسى أننا مدينون بذلك لملايين الضحايا وأحفادهم".
ومضت قائلة "على الرغم من الأحداث الرهيبة للحرب والإبادة والتهجير ، مد الكثيرون اليد إلينا من أجل المصالحة.. إننا ممتنون للغاية لذلك"
وأشادت المستشارة الألمانية بسياسة الزعيم السوفيتي السابق، ميخائيل جورباتشوف، في ثمانينيات القرن الماضي، قائلة: "لقد جعلت إعادة توحيد ألمانيا في 1990 ممكنا، وقاتمهدت لروابط المجتمع المدني بين البلدين منذ ذلك الحين".
وأردفت: "لذلك، نشعر بالألم لتقييد عمل المجتمع المدني في روسيا، وأيضا بيلاروسيا"، مستدركة أن عمل هذه المنظمات في الأراضي الروسية "بات في الواقع مستحيلا".
واعتبرت أنه "إذا جرى حبس النشطاء والمعارضين السياسيين في روسيا، فإن علاقتنا تصبح مثقلة جدا"، لافتة إلى أنه "بضم شبه جزيرة القرم في 2016، ودعم الانفصاليين في شرق أوكرانيا، فإن روسيا تنتهكك القانون الدولي".
ومضت قائلة: "هذا غير مقبول بالنسبة لألمانيا، والاتحاد الأوروبي ككل".
ورغم ذلك، قالت ميركل إن روسيا وألمانيا مرتبطتان ارتباطًا وثيقًا تاريخيًا واجتماعيًا واقتصاديًا، مضيفة: "ما زلنا بحاجة إلى الحوار مع روسيا".
وبدأت عملية "بارباروسا"؛ وهو الاسم الرمزي الذي أطلقته ألمانيا على عملية غزو الاتحاد السوفيتي، في 22 يونيو/ حزيران 1941، لكنها انتهت بخسائر متتالية للألمان حتى عام 1943، ومقتل ملايين الأشخاص.
aXA6IDMuMTM4LjE3MC42NyA= جزيرة ام اند امز