انتقادات عنيفة لميركل تشعل الانتخابات التشريعية في ألمانيا
الانتخابات التشريعية في ألمانيا اشتعلت فجأة نتيجة هجمات عنيفة شنها الاشتراكيون الديمقراطيون على المستشارة ميركل.
بعد هدوء نسبي للحملة الانتخابية استعداداً للانتخابات التشريعية في ألمانيا في سبتمبر/ أيلول المقبل، اشتعلت فجأة نتيجة هجمات عنيفة شنها الاشتراكيون الديمقراطيون على المستشارة أنجيلا ميركل، في محاولة لزعزعة شعبية الزعيمة القوية التي تسعى لولاية رابعة.
وخلال مؤتمر للحزب الاشتراكي الديمقراطي في دورتموند، شن منافسها الرئيسي على منصب المستشارية مارتن شولتز حملة عنيفة على ميركل، مشيراً إلى "وقاحة السلطة" وإلى "هجوم على الديمقراطية" من جانبها.
ولم يتأخر الرد من قادة حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي، فكتب بيتر التاماير، الذراع اليمنى لميركل على تويتر "هجوم على الديمقراطية؟ هذه الجملة لا تليق بمرشح للحزب الاشتراكي الديمقراطي إلى المستشارية".
أما ميركل فردت على هجمات شولتز بشكل مقتضب في مقابلة مع صحيفة "بريجيت"، وقالت "علمت بهذه التصريحات وأفضل التركيز على الإجراءات الكفيلة بتعزيز الديمقراطية"، مذكرة بأن حزبها سيقدم برنامجه الانتخابي، الإثنين المقبل.
وأضافت ممازحة رداً على تصريحات شولتز، أن: "الحملة الانتخابية تكون متعبة أحياناً".
ومن جانبها، قالت جوليا كلوكنر، نائبة رئيس حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي المقربة جداً من ميركل "هذه كلمات كانت تستخدم حتى الآن لوصف الإرهابيين".
وفي الإطار نفسه، شن الأمين العام لحزب الاتحاد المسيحي الاجتماعي المتحالف مع الاتحاد المسيحي الديمقراطي، هجوماً على الاشتراكيين الديمقراطيين، معتبراً أن "هذه الهجمات الشخصية على المستشارة لا طائل منها وتكشف العجز الكبير للحزب الاشتراكي الديمقراطي".
وفاجأت اللهجة العنيفة لزعيم الاشتراكيين الديمقراطيين الطبقة السياسية في ألمانيا، بعد أن كان تجنب حتى الآن الهجمات المباشرة على المستشارة نفسها.
وكان شولتز تعهد عندما تسلم رئاسة الحزب الاشتراكي الديمقراطي، مطلع العام الجاري، الابتعاد عن المزايدات خلال الحملة الانتخابية للتمايز عن اليمين القومي المتمثل بحركة "البديل لألمانيا" الذي يركز مباشرة على شخص ميركل، بعد أن حمَّلها مسؤولية استقبال أكثر من مليون لاجئ خلال عامي 2015 و2016.
وبسبب بقاء حزبه بعيداً وراء التحالف اليميني بقيادة ميركل في استطلاعات الرأي، أراد شولتز باتهامه ميركل بمهاجمة الديمقراطية، مهاجمة سياستها القاضية بتجنب الدخول في نزاعات، ما جعلها تحافظ على شعبيتها.
ويسعى الاشتراكيون الديمقراطيون من خلال حملتهم الأخيرة إلى إعطاء زخم جديد للحملة الانتخابية، بعد أن أعطت استطلاعات الرأي تقدماً مريحاً لميركل بـ15 نقطة على خصمها السياسي الرئيس السابق للبرلمان الأوروبي، شولتز.
ويدل هذا التطور الجديد في الحملة الانتخابية على أن التعايش القائم بين المحافظين والاشتراكيين الديمقراطيين داخل الحكومة لن يكون سهلاً بانتظار الانتخابات المقبلة.