معركة الحويجة العراقية.. الرسالة السياسية أهم من الميدانية
التطورات الميدانية في"الحويجة" توافقت مع توقعات المراقبين بانتهاء المعركة سريعا، لافتين إلى أن رسالتها السياسية أهم من الميدانية.
قال خبيران في الشؤون العراقية، لـ"بوابة العين" الإخبارية، إن معركة الحويجة غربي مدينة كركوك الغنية بالنفط، حملت رسالة سياسية أهم من رسالتها الميدانية؛ حيث جاءت في أعقاب استفتاء إقليم كردستان العراق على استقلاله، ما شكّل رسالة قوية مفادها أن القوات العراقية لا تزال تركز أولويتها على محاربة الإرهاب، دون الانشغال بقضايا أخرى.
واتفق السياسيان العراقيان، خلال أحاديثهما المنفصلة عبر الهاتف من العاصمة بغداد، على أن معركة الحويجة والمناطق المحيطة بها، تكاد تكون محسومة من الناحية الميدانية، وأنها ستنتهي سريعا بعكس الموصل التي استغرقت نحو 3 سنوات.
واستطاع الجيش العراقي، خلال الـ12 يوما الماضية، أن يمني التنظيم الإرهابي بخسائر هائلة خلال تلك المدة القصيرة؛ حيث حرر نحو 128 منطقة وقرية، وقتل 768 إرهابيا، ودمر آليات الإرهابيين من أبرزها تدمير 48 سيارة مفخخة، و9 مدافع هاون، وكذلك تفكيك 381 عبوة ناسفة.
فالح عبدالجبار، المحلل العراقي ومدير مركز الدراسات العراقية (مقره بيروت)، قال لـ"بوابة العين" الإخبارية إن ما يميز معركة الحويجة ليس الشق العسكري، مقارنة بالسياسي؛ حيث إن المدينة لا يوجد بها تعقيدات عسكرية تمنع الجيش العراقي من هزيمة التنظيم الإرهابي.
وفسّر عبدالجبار حديثه عن الأهمية السياسية بقوله، إن المعركة تتزامن مع إجراء استفتاء كردستان؛ فهي بذلك رسالة للعالم وللعراقيين بشكل خاص، أن القوات العراقية تركز أولوياتها على الإرهاب، بعيدا عن القضايا الأخرى.
وحول الطبيعة الميدانية لمدينة الحويجة، أوضح المحلل العراقي أن المدينة (350 ألف شخص) مطوقة بالكامل من جانب الجيش العراقي، فضلًا عن أن حجم قوات داعش فيها قليل مقارنة بالموصل وقبلها تلعفر، لافتا في الوقت نفسه إلى أن التنظيم الإرهابي انتهت بنيته العسكرية ونظامه الإداري داخل العراق، وكل ما تبقى منه مجرد بقايا مخبأة، تفكر في هجمات جديدة.
متفقا معه، قال علي الدباغ، المتحدث السابق باسم الحكومة العراقية، لـ"بوابة العين" الإخبارية، إن معركة الحويجة تشكل تحديا كبيرا للحكومة العراقية، لا سيما مع إجراء استفتاء كردستان، فهي معركة ليست للرد على داعش وهزيمته فحسب، ولكن للرد على محاولات ضرب وحدة العراقيين، بعد الاستفتاء الأخير.
ويشارك في معركة الحويجة كل من قوات الجيش العراقي والحشد العشائري والبشمركة والحشد الشعبي في معركة تحرير قضاء الحويجة.
وتابع الدباغ: معركة الحويجة تشكل مفصلا مهما في الحرب على داعش، هذا لا ننكره لأنها تقع في منطقة تشكل أهمية في محافظة بها نزاع مزمن وبؤرة من بؤر التوتر، ومن ثم فهزيمة داعش بها يشكل نصرا كبيرا للقوات الحكومية، والتي تستطيع أن تفرض سيطرتها على المناطق مهما حدث من تطورات سياسية.
ومنذ يونيو/حزيران يسيطر تنظيم داعش على الحويجة، الواقعة في الطريق الواصل بين بغداد العاصمة والموصل، ثاني أكبر مدن البلاد، ووجود داعش فيها يؤثر على 5 محافظات حدودية هي كركوك وديالى وصلاح الدين وشرق الموصل وجنوب أربيل.
ويتزامن الهجوم على الحويجة مع إجراء استفتاء على استقلال الأكراد في المناطق التي يسيطرون عليها في شمال البلاد، بما في ذلك كركوك.