ميسي يراوغ الزمن بأرقام مذهلة
الأرجنتيني ليونيل ميسي قائد برشلونة يراوغ الزمن بعد تصريحه الشهير بأن الجسد لا يرحم، ويواصل التألق
منذ أن أطلق الأرجنتيني ليونيل ميسي نجم برشلونة الإسباني تصريحه الشهير "الجسد لا يرحم، مع مرور الأيام يصبح الأمر أكثر صعوبة"، إلا وبات تألق "البرغوث" وتسجيله للأهداف المهمة سواء مع ناديه أو منتخب بلاده أمرا مؤكدا.
ميسي أطلق هذا التصريح في 23 من سبتمبر/أيلول الماضي بعد تتويجه بجائزة أفضل لاعب في العالم من الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، لكن من الواضح أنه لم يكن يدري أن موهبته وإصراره والتزامه كلها عوامل تجعله يتحدى الزمن بسهولة.
رعب كتالوني
بعد تصريحه الشهير، كانت أول مشاركة لليو مع برشلونة ضد فياريال بالجولة السادسة من الليجا، وخلال هذه المباراة صنع البرغوث هدفاً ضمن ثنائية فاز بها فريقه 2-1، لكنه تعرض لإصابة في الفخذ الأيسر أجبرته على عدم استكمال المواجهة بعد الـ45 دقيقة الأولى.
وعاشت جماهير برشلونة حالة من الرعب بعد الإصابة التي جاءت بعد التصريح مباشرة وكأنها تحدث نفسها قائلة: "أحقاً ميسي كان يقصد ما قاله؟!"، لا سيما بعد غياب ليو عن المباراة التالية للفريق في الجولة السابعة من الليجا التي انتصر فيها بثنائية دون رد على خيتافي.
ميسي يتحدى الزمن
يوم 2 أكتوبر/تشرين الأول الماضي كانت المباراة الأولى لميسي بعد عودته من الإصابة وكانت أمام إنتر ميلان في دوري أبطال أوروبا، حيث حضر "النيراتزوري" إلى ملعب "كامب نو" بمعنويات مرتفعة من النتائج الجيدة له تحت قيادة مدربه أنطونيو كونتي.
وبالفعل نجح إنتر في التقدم أولاً في المباراة، قبل أن يقلب برشلونة الطاولة ويفوز 2-1 في مباراة كان نجمها الأول ليو ميسي الذي صنع الهدف الثاني للويس سواريز في الدقيقة 84 بعد أن قطع مسافة كبيرة وراوغ دفاع إنتر قبل التمرير لزميله الأوروجواياني.
وربما كانت هذه التمريرة الحاسمة والتألق من ليو أول رسالة لطمأنة جماهير برشلونة، رسالة مفادها أنه ما زال قادراً على العطاء حتى وإن انخفض مستواه البدني قليلاً عن السابق، ليعلن أن سحره ما زال يتحدى الزمن كما عبرت عن ذلك "العين الرياضية" في كاريكاتير سابق.
انفجار ليونيل
وبالنظر إلى أرقام ميسي بعد تصريحه الشهير، نجد أن صاحب الـ32 عاماً خاض 12 مباراة مع برشلونة في الليجا ودوري الأبطال، سجل خلالها 11 هدفاً وصنع 8، إذ شارك في 8 مباريات في البطولة المحلية سجل خلالها 9 أهداف وصنع 5، فضلاً عن تسجيله هدفين وصناعته 3 أهداف خلال 4 مباريات في دوري أبطال أوروبا.
ولم يتوقف تألق ميسي عند برشلونة؛ إذ عاد للمشاركة مع منتخب بلاده الأرجنتين بعد فترة إيقافه التي امتدت لـ3 أشهر، وشارك في مباراتين وديتين مع "التانجو"، حيث إنه في الأولى منح الفوز لمنتخب بلاده في السوبر كلاسيكو الودي ضد البرازيل بتسجيله هدف المباراة الوحيد.
وفي المباراة الودية الثانية صنع ميسي هدفاً وسجل هدفا قاتلا آخر، ليقود الأرجنتين للتعادل ودياً مع أوروجواي بنتيجة 2-2، ليعود اللاعب لتمثيل المنتخب اللاتيني بأفضل طريقة ممكنة.
توهج قبل الكرة الذهبية
ورفض ميسي أن يتوجه لحفل الكرة الذهبية المقام في العاصمة الفرنسية "باريس" اليوم الإثنين، إلا بأفضل طريقة ممكنة، وذلك بعد أن قاد برشلونة لانتصار ثمين على أتلتيكو مدريد في عقر داره بملعب "واندا متروبوليتانو" بالجولة الـ15 من الليجا بتسجيله هدف المباراة الوحيد في الدقيقة 86 على طريقته الخاصة.
ميسي رأى أن تتويجه بالكرة الذهبية السادسة في مسيرته يجب أن يسير بالتوازي مع حدث مهم آخر وهو حسمه قمة الجولة الـ15 من الليجا واستعادته الصدارة للبارسا على حساب غريمه ريال مدريد، ليثبت أن كل من منحه صوته في التصويت على الجائزة كان محقاً تماماً في ذلك.
ميسي يراوغ الجميع
وكما اعتاد مراوغة الجميع داخل الملعب، يبدو أن ميسي أراد أن تمتد مهارته لتشمل لجميع خارج الملعب بما في ذلك الجماهير والمنافسون بتصريحه الشهير الذي لم يتحقق على أرض الواقع.
ومن الجائز أن ميسي أراد بهذا التصريح أن يزيل الضغوط من فوق كاهله ويقلل من حجم التوقعات المطلوبة منه في كل مباراة، وربما أن موهبته طغت على ما يدور بداخله وقناعاته الشخصية.
الحقيقة الوحيدة التي باتت مؤكدة هي أن ميسي يبقى ميسي منقذ برشلونة القادر على قلب نتيجة أي مباراة وتسجيل الأهداف بطرقه الخاصة سواء كان في كامل لياقته البدنية أو أقل.