تقنية دقيقة لقياس إنتاج "الخزان الكامن" لفيروس الإيدز
الباحث الرئيسي في الدراسة يقول لـ"العين الإخبارية" إن التحديد الدقيق لحجم الخزان الكامن للفيروس يمهد للخطوة التالية وهي تحديد موقعه.
توصل فريق بحثي أمريكي إلى تقنية ضوئية دقيقة لقياس حجم إنتاج خزان فيروس نقص المناعة المسبب لمرض الإيدز داخل جسم المرضى.
وأشارت دراسة جديدة، نشرت في دورية "نيتشر" 31 يناير/كانون الثاني، إلى أن الأدوية المستخدمة حاليا لا تقضي على الفيروس، لكنها تثبط مرحلة أو أكثر من دورة حياته، وتمنع تكاثره لتنخفض أعداده في مجرى الدم إلى ما دون حدود الكشف، ما يخفف من الأعراض ويبقي المرضى أصحاء لعقود.
وحسب الدراسة، فإن الفيروس يظل موجودا داخل الجسم في شكل كامن يصعب كشفه، إذ تظل التعليمات الجينية الخاصة به متكاملة داخل الجينوم الخاص بخلايا معينة قادرة على حماية التعليمات الخاصة بصنعه من جديد، وبمجرد زوال أثر العلاج تستيقظ وتنطلق إلى عمل فيروسات جديدة، لذلك يجب أن يظل المرضى المصابون بفيروس نقص المناعة البشرية يحصلون على العلاج المضاد للفيروسات إلى الأبد، ما لم يتمكن العلماء من معرفة كيفية تدمير هذا "الخزان الكامن" للفيروس.
واستخدم الدكتور روبرت سيليسيانو، وزملاؤه بمعهد هوارد هيوز الطبي الأمريكي، تقنية وراثية جديدة ساعدتهم على قياس حجم إنتاج هذا الخزان الكامن بدقة، وهي خطوة في طريق استكشاف مكانه.
وقال سيليسيانو لـ"العين الإخبارية": "اكتشفت مع فريقي البحثي هذا الخزان الكامن في عام 1995 باستخدام طريقة تعتمد على تنامي الفيروس من خلايا مصابة في المختبر، وهو أمر صعب ويستغرق أسابيع حتى يكتمل".
وسعى علماء لتبسيط المهمة باستخدام تقنية أبسط تعتمد على تفاعل وراثي يسمى "بي سي أر" PCR لقياس مدى وجود الحمض النووي "DNA" الفيروسي في خلايا المناعية "CD4"، لكن أبحاث سيليسيانو أظهرت أن هذه الأداة تبالغ في تقدير عدد الفيروسات، إذ تعطي عددا بغض النظر عن حالة نسخ الفيروس هل سليمة أم تالفة، ما يحجب انخفاضات ذات مغزى في استخدام الأدوية المضادة للفيروسات التي تمنح للمريض".
وأضاف: "الطريقة الجديدة يمكنها التمييز بين النماذج الفيروسية التالفة والسليمة، إذ صممنا تفاعلا للبلمرة المتسلسل (PCR) يمكنه التمييز بين النماذج الفيروسية المعيبة والسليمة، باستخدام مستشعرات الفلورسنت في لونين مختلفين".
وتابع: "تشير قراءة اللون إلى ما إذا كانت نسخ الفيروس معيبة أم لا، وهذا يعني أن بإمكان العلماء استخدام التقنية الجديدة لتقييم فاعلية الأدوية التي تسعى للسيطرة على تكاثر الفيروس".
وأوضح سيليسيانو: "نحن بحاجة للقضاء على الخزان الكامن للفيروس، ونسعى من جانبنا لتحقيق ذلك، ويسعى آخرون أيضا نحو الهدف ذاته، لكننا بحاجة إلى أن نكون قادرين على قياس حجم إنتاج الخزان بدقة لمعرفة ما إذا كنا نقترب من العلاج أم لا، وهذا ما فعلناه".
والخطوة التالية في هذا العمل، حسب سيليسيانو، السعي للعثور على أدوية تكشف عن هذا الخزان الخفي؛ ليتمكن جهاز المناعة من القضاء على الفيروس.
aXA6IDMuMTM1LjIwNS4yMzEg جزيرة ام اند امز