متريكا.. برنامج الكمبيوتر الذي وجه قدم ميسي في كأس العالم
قبل أعوام كان روبين سافيدرا يدرس العلاج الجيني وتجديد الحبل الشوكي باستخدام الجرذان، بينما كان برونو داجنينو يبحث عن النشاط العصبي في القشرة البصرية للقرود والبشر.
والتقى الباحثان المتخصصان في علوم الأعصاب عند عملهما معا في المعهد الهولندي لعلم الأعصاب، ولم تكن تجاربهما هذه المرة عن الحيوانات، ولكن كانت عن كرة القدم.
سافيدرا من برشلونة، المدينة التي كان ليونيل ميسي يلعب فيها، بينما كان داجنينو من الأرجنتين، البلد الذي يمثله ميسي على المسرح العالمي، وهو أيضا من من مشجعي برشلونة، وجمعهما حب هذا اللاعب وتناقشا كثيرا حول مدى جودة أدائه، وكيف يمكن تحسين الأداء.
وأدت تلك المناقشة المصيرية إلى تأسيس حل تتبع مدعوم بالذكاء الاصطناعي، والذي من شأنه مساعدة ميسي في النهاية على التحسن في كرة القدم، وقام الاثنان مع صديق ثالث، وهو إنزو أنجيليتا، الذي كان يعمل في مجال إنتاج الفيديو، بتأسيس شركة "متريكا سبورت" في عام 2014.
وتستخدم "متريكا سبورت" للتعرف على الأنماط التي تساعد في تحديد التشكيلات والتكتيكات، ويمكن للاعبي كرة القدم، المحترفين والهواة، استخدام البرنامج لتحسين معرفتهم التكتيكية وتعظيم مستويات أدائهم، ويمكنهم إنشاء مقاطع وصور خاصة بهم لكل جزء من اللعبة، سواء كان ذلك بالضغط على الخصم في نصف ملعبهم أو الدفاع في الكرات الثابتة والركلات الركنية.
وتقوم "متريكا" بتحليل الأداء من خلال إنشاء بيانات التتبع الآلي باستخدام محرك السحابة المدعوم بالذكاء الاصطناعي، ويتعرف هذا النظام على 11 لاعبا من كل فريق في كل لحظة، مما يسمح للمستخدم بتحليل جوانب مختلفة من اللعبة، وتشمل الجوانب المختلفة التي يمكن تحليلها انضغاط الفريق، ومقاييس التعبئة، والخطوط التكتيكية، وحساب التحكم في الملعب من بين أمور أخرى.
وشيء آخر مثير للاهتمام حول "متريكا"، هو أنه يمكنه استخراج البيانات من أي كاميرا، سواء كانت طائرة بدون طيار أو كاميرا تكتيكية أو حتى هاتف محمول، أي يمكن اختيار تحميل لقطات اللعبة على البرنامج، وبالتالي يمكن لأي لاعب كرة قدم أو مدير هاو محاولة محاكاة تكتيكات أفضل المديرين في العالم.
ويقول ميتريكا سافيدرا، الرئيس التنفيذي للشركة، في تقرير نشره موقع (sify): "أرى كرة القدم موصوفة بالهرم، لكن أفضل طريقة للنظر إليها هي مقارنتها بجبل جليدي، حيث يظهر فوق السطح أندية النخبة واللاعبون والمدربون، مثل برشلونة وليونيل ميسي ورونالد كومان في النادي الذي أشجعه، لكن الجزء الأكبر من الجبل الجليدي يقع تحت السطح، بعيدا عن الأنظار، والأندية واللاعبون والمدربون في الأندية الأصغر، وكذلك الجماهير".
ويضيف: "في (متريكا)، أمضينا السنوات السبع الماضية في العمل مع الأندية الكبرى لأننا كنا نريد المال، لكننا نريد الآن إضفاء الطابع الديمقراطي على كرة القدم من خلال تقديم نفس الأداة التي يستخدمها نخبة المحترفين للجميع".
ومؤسسو البرنامج مهووسون بميسي بشكل خاص، لدرجة أنه حتى شعار موقع الويب الخاص بهم، تم اشتقاقه من صورة مراوغة كابتن الأرجنتين، حيث تم اشتقاق حرف (M) الموجود على شعار الشركة من صورة مراوغة ليونيل ميسي.
وتعني سرية العميل أنه لا يُسمح لـ"سافيدرا" بالتحدث صراحة عن اللاعبين والأندية التي تستخدم برنامج الشركة، لكن من المعتقد على نطاق واسع أن منتخبي إسبانيا والبرتغال الوطنيين يستفيدون من البرنامج، كما تفعل الأندية الإسبانية مثل برشلونة وفياريال.
كما ورد أن أندية "سانتوس" في البرازيل و"نيس" في فرنسا تستخدم البرنامج لمراقبة أداء اللاعبين وتحسينه.
واليوم، تقوم "متريكا " بتحليل البيانات والفيديو لأكثر من 80 فريق كرة قدم في 27 دولة، وبالطبع، منذ وجوده في برشلونة، يُعتقد أن ميسي حلل أداءه الخاص والمراوغة باستخدام البرنامج.
ولعب ميسي ثاني نهائي له في كأس العالم، بعد أن أعلن بالفعل أن المباراة ضد فرنسا ستكون آخر نهائيات كأس العالم، ووضع يديه أخيرا على الكأس الوحيد الذي استعصى عليه قبل ذلك.
aXA6IDE4LjIyNS4xNzUuMjMwIA== جزيرة ام اند امز