حرب المخدرات تستعر في المكسيك.. خلفاء "إل تشابو" يتحدون كورونا
حسب إحصاءات رسمية، يُقتل قرابة 100 شخص يوميا في مناوشات متعلقة بعصابات المخدرات. ولم يتغير هذا الرقم حتى وسط تفشي جائحة كورونا.
لا تزال حرب المخدرات مشتعلة في المكسيك، رغم حبس خواكين جوزمان لويرا المعروف باسم "إل تشابو"، إمبراطور المخدرات الأشهر في المكسيك، الذي صدر عليه حكم بالسجن مدى الحياة في الولايات المتحدة .
ويقضى "إل تشابو" أيامه في زنزانة مساحتها 3.5 متر في مترين، بعد أن سلمته المكسيك للولايات المتحدة في عام 2016.
ويقبع الزعيم السابق لمجموعة من عصابات المخدرات يطلق عليها "كارتل سينالوا"، الآن في سجن شديد الحراسة في ولاية كولورادو الواقعة غربي الولايات المتحدة.
ربما تكون فترة ممارساته الإرهابية قد ولت، لكن حرب المخدرات في المكسيك تشتد ويصل عدد الوفيات إلى مستويات الوفيات الناتجة عن الأمراض الوبائية، وفقا لوكالة الأنباء الألمانية.
ورغم انتشار فيروس كورونا المستجد، شهدت المكسيك مؤخرا تقطيع جثث إربا إربا، وإطلاق النار على قاض وزوجته في منزلهما، وتم القيام بمحاولة لمهاجمة رئيس للشرطة، وارتكبت مذبحة في مستشفى أسفرت عن 27 قتيلا، كل ذلك وقع في غضون شهر واحد.
وحسب إحصاءات رسمية، يُقتل قرابة 100 شخص يوميا في مناوشات متعلقة بعصابات المخدرات. ولم يتغير هذا الرقم حتى وسط تفشي جائحة كورونا.
وفي إحدى ليالي شهر يونيو/حزيران 2020، توجهت حوالي 20 من سيارات الشحن الصغيرة (فان) تقل مسلحين إلى مدينة كابوركا، في ولاية سونورا الصحراوية، والتي تبعد 150 كيلومترا جنوب حدود الولايات المتحدة.
وأضرم أشخاص ملثمون النار في منازل وسيارات ومحطة بنزين وشاحنات، وتحولت المدينة إلى منطقة حرب، وموقع مواجهة بين العصابات المتنافسة في كارتل سينالوا.
وقالت امرأة كانت هناك: "لقد كانت ليلة مروعة. هرعنا إلى غرفتنا الخلفية ووضعنا سجادة تحت السرير وقضينا ليلتنا نائمين عليها خوفا مما قد يحدث".
وظهرت 10 جثث على جانب أحد الطرق في وقت لاحق، وكلها بها جروح جراء تعرضها لطلقات نارية.
وتسبب 3 من أبناء "إل تشابو"، وهم إيفان أرشيفالدو وجيسوس ألفريدو وأوفيديو، المعروفين باسم "تشابيتوس"، في حرج للسلطات المكسيكية في عام 2019 بعد نشر الخوف والموت في كولياكان ، عاصمة إقليم سينالوا.
وتمكن الجيش من القبض على أوفيديو، لكن شقيقيه أطلقا سراحه في موجة من العنف. وتغلب مسلحو "كارتل سينالوا" على السلطات، التي تم إرغامها على الانسحاب.
خلفاء "إل تشابو"
ظهر اسم جديد في عالم تجارة المخدرات في المكسيك وهي عصابة خاليسكو نويفا جينيراسيون (خاليسكو الجيل الجديد)، التي بدأت بسرعة في كسب القوة والنفوذ، وكانت مرتبطة في السابق بعصابة "كارتل سينالوا" بزعامة "إل شابو" ولكنها الآن أصبحت منافسة لها.
ويتزعم هذه العصابة نيميسيو أوسيجيرا سيرفانتس والمعروف على نطاق واسع باسم "المينشو". وتعرض الولايات المتحدة مكافأة قدرها 10 ملايين دولار نظير تقديم أي معلومات من شأنها أن تؤدي إلى القبض عليه.
وبسطت عصابته، المنتشرة في أكثر من 20 ولاية من ولايات المكسيك البالغ عددها 32 ولاية، نفوذها من خلال قيامها باستخدام أسلحة الحروب.
ومنذ 5 سنوات، استخدمت العصابة قذيفة صاروخية لإسقاط طائرة مروحية عسكرية، ما أودي بحياة 9 أشخاص.
وفي تقريرها السنوي لعام 2019، قالت وكالة مكافحة المخدرات الأمريكية عن العصابات الإجرامية في المكسيك: "ليس هناك أي مجموعات أخرى حاليا في وضعية تمكنها من تحديهم".
ويعد تهريب الفنتانيل، وهو مادة أفيونية مخلقة أقوى 50 مرة من الهيروين، تجارة رائجة بشكل خاص الآن.
ولكن الاتجار بالمخدرات ليس المصدر الوحيد للدخل للمجموعات الإجرامية البالغ عددها 200 ، بحسب تقرير أصدرته مجموعة الأزمات الدولية في المكسيك.
وتركز عصابة "سانتا روزا دي ليما" على سرقة الوقود، بينما تقوم أخرى في شمال شرقي البلاد باختطاف المهاجرين، إلى جانب أنشطة أخرى.
تقاليد "إل تشابو"
ومازالت التقاليد التي أرساها "إل تشابو"، موجودة في عنف العصابات الإجرامية الموجودة في المكسيك.
وتدير ابنته أليخاندرينا علامة تجارية تحمل اسمه، وإلى جانب زجاجات البيرة والبلوزات، تقوم حاليا أيضا بصنع أقنعة مطبوع عليها صورته، وسط تفشي وباء فيروس كورونا.
وفي سياق نظرته لمستقبل تجارة المخدرات، قال "إل شابو" في مقابلة مع مجلة "رولنج ستون" في عام 2016: "في اليوم الذي لن أكون موجودا فيه، هذه التجارة لن تتراجع باي طريقة على الإطلاق".