الفئران تنصف الدهون.. والحوامل
الباحثون يتوصلون إلى أن فئران الأمهات التي تغذت على نظام غني بالدهون أثناء الحمل تمتعت بمهارات تعلم وذاكرة أفضل من نظرائها
يمكن لنظام غذائي غني بالدهون أن ينطوي على مخاطر صحية، لكن بالنسبة للأمهات يمكن أن يساعد هذا النظام في وقاية أطفالهن من مرض ألزهايمر.
ووفق دراسة نشرت، الأربعاء في مجلة الطب النفسي الجزيئي Molecular Psychiatry، أظهر باحثون من كلية لويس كاتز للطب بجامعة تمبل الأمريكية، أن استهلاك الأمهات للدهون أثناء الحمل يحمي النسل من التغيرات في المخ التي تؤدي إلى مرض ألزهايمر.
ويقول كبير الباحثين دكتور دومينيكو براتيك، رئيس مؤسسة سكوت ريتشاردز نورث ستار لأبحاث الزهايمر، في تقرير موقع جامعة تمبل بالتزامن مع نشر الدراسة: "من المعروف أن الأفراد الذين تصاب أمهاتهم بمرض ألزهايمر بعد سن 65 يتعرضون لخطر متزايد للإصابة بالمرض في العمر نفسه".
ويرى العلماء أن العوامل الوراثية التي تنقلها الأمهات إلى ذريتهن هي تفسير واضح وراء هذه الظاهرة، ولكن حتى الآن لم يتم تحديد جينات يمكنها أن تفسر نقل الأم لمرض ألزهايمر إلى أبنائها، ولكن هذه الحقيقة تشير إلى أن العوامل البيئية، مثل نمط الحياة والنظام الغذائي التي تم تبنيها خلال فترة الحمل عندما تكون الأم والطفل في تفاعل وثيق، يمكن أن تؤثر بشكل كبير على خطر إصابة النسل بالمرض لاحقًا.
ولفهم العلاقة الفريدة بين مرض ألزهايمر لدى الأمهات والمخاطر في نسلها، نظر الدكتور براتيك وزملاؤه في تناول الأمهات للدهون على وجه التحديد خلال فترة الحمل، وذلك في الفئران المخصصة لدراسة مرض ألزهايمر، حيث تم تغذية الفئران الحوامل بنظام غذائي غني بالدهون من البداية حتى نهاية الحمل.
وتحولت الأمهات إلى نظام غذائي منتظم بعد الولادة مباشرة، وتم الحفاظ على هذا النظام خلال فترة الرضاعة، وتم الحرص على النظام العادي نفسه بالنسبة لنسل هؤلاء الأمهات طوال حياتها، وبعد ذلك خضع النسل في عمر 11 شهرًا لاختبارات سلوكية لتقييم قدرة التعلم والذاكرة.
ويقول براتيك: "المثير للدهشة أننا وجدنا أن فئران الأمهات التي تغذت على نظام غذائي غني بالدهون أثناء الحمل تمتعت بمهارات تعلم وذاكرة أفضل من نظرائها المولودين لأمهات تتغذى على نظام غذائي منتظم أثناء الحمل".
ووجد الباحثون أن ذرية الأمهات اللائي يتناولن نظامًا غذائيًا غنيًا بالدهون تحتوي على مستويات منخفضة من الأميلويد بيتا، وهو بروتين غير طبيعي يتراكم في الخلايا العصبية، يساهم في خلل بالخلايا العصبية ويساهم في النهاية بحدوث خلل كبير في الذاكرة والتعلم.
وعندما قام الفريق بالبحث عن الآليات الممكنة المسؤولة عن هذا التأثير المفيد، اكتشفوا أن ذرية الأمهات اللائي تغذت على نظام غذائي غني بالدهون أظهرت مستويات منخفضة من 3 جينات مهمة متورطة في مرض ألزهايمر هي: بيتا-سيكريتاز، تاو، CDK5.
ووجدوا أنه في المراحل الأولى من النمو بالفعل تم إيقاف الجينات الثلاثة فعليًا في النسل، لأن النظام الغذائي الغني بالدهون زاد من نشاط البروتين المسمى FOXP2، وهذا البروتين أثبتوا أن له نشاطًا قمعيًا على هذه الجينات، بما ساعد في النهاية على حماية النسل من الانخفاضات اللاحقة في وظائف المخ وتطور مرض ألزهايمر.
ويخطط الدكتور براتيك وزملاؤه بعد ذلك لمقارنة آثار نظام غذائي غني بالدهون مع آثار الأنظمة الغذائية الأخرى، بما في ذلك الوجبات الغنية بالسكر والبروتين والوجبات الغذائية التي تشبه حمية البحر الأبيض المتوسط عند البشر.
ويقول: "نريد أيضًا أن نرى ما إذا كان يمكن تكرار نتائجنا في الحيوانات البرية، قبل الانتقال إلى البشر".
aXA6IDE4LjExNy4xMDYuMjMg جزيرة ام اند امز