مايكل جاكوبسون.. رائد التوعية ضد مخاطر "الوجبات السريعة"
على مدى أكثر من 4 عقود عمل مايكل جاكوبسون على تغيير عادات الأمريكيين الغذائية والتوعية ضد مخاطر "الوجبات السريعة".
إذا كنت من الأشخاص الذين يحرصون لدى دخولهم المتاجر، على مراجعة المعلومات المدونة على أغلفة المنتجات الغذائية من قبيل المكونات والمقادير وغيرها، فلا بد لك أن تشكر رجلا اسمه مايكل جاكوبسون.
هذه المعلومات هي جزء من تركة جاكوبسون، وأحد الانتصارات التي أحرزها بداية من أوائل سبعينيات القرن الماضي، وعلى مدى 4 عقود من الكفاح ضد أخطار ما أسماه هو "الوجبات السريعة" أو الـJunk food.
كان لجاكوبسون دور في وقف تسويق الكثير من الأطعمة الغنية بالسكر والتي تستهدف الأطفال وتسبب زيادة الوزن، وكذلك تقليل مستويات الملح في الأطعمة المعلبة وحظر استخدام ما يعرف بالدهون المتحولة التي تسبب أضرارا صحية جسيمة.
وجاكوبسون، 75 عاما، الذي يحمل درجة الدكتوراه في علم الأحياء الدقيقة من معهد ماساشوستس للتكنولوجيا، هو مؤسس مركز العلوم في المصلحة العامة الأمريكية، الذي شغل منصب مديره التنفيذي لفترة طويلة.
ألّف جاكوبسون العديد من الكتب والتقارير عن أضرار الوجبات السريعة على الصحة. كما حاز عدة جوائز مرموقة تكريما لدوره الرائد، منها جائزة البطل (2010) التي تمنحها المراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، وجائزة جمعية الصحة العامة الأمريكية (2011)، وجائزة خدمة المستهلكين التي يمنحها معهد تسويق الأغذية الأمريكي، المعني بالتوعية من أجل غذاء آمن.
كان تركيز جاكوبسون، خلال مسيرته الطويلة الممتدة على مدى أكثر من 40 عاما، منصبا على محاولة تغيير عادات الأمريكيين الغذائية، وهو يقول في إحدى مقابلاته مع الإذاعة الأمريكية العامة، إنه توصل إلى حقيقة أن تلك العادات تتغير ببطء شديد، إذا حدث ذلك التغير أصلا. فعلى سبيل المثال، نجح جاكوبسون في إقناع عديد من شركات الأغذية بتصنيع منتجات صحية، إلا أن الكثير من المستهلكين لا يزالون يحجمون عن شرائها.
ويضيف في المقابلة ذاتها التي أجريت في سبتمبر/أيلول 2017، أن المعلومات عن المكونات والمقادير "لم تُحدِث التغيير بالقدر الذي تمنيناه".
وعلى الرغم من جهوده، فإن جاكوبسون لم يسلم من النقد. من بين منتقديه كان الصحفي الأمريكي ستيفن جلاس، الذي هاجم جاكوبسون في مقالات صحفية متهما إياه بمحاولة "هدم متعة الأكل"، ورد جاكوبسون على ذلك بقوله إنه لم يدعُ أبدا لأن يمتنع المرء تماما عن تناول مثل تلك الأطعمة، ولا مانع من تناول القليل منها بين حين وآخر.
ومع كل تلك الصراعات، لا يزال الرجل متفائلا. يقول: "لقد حدثت تغييرات هائلة وأعتقد أن ثقافتنا تتحرك بوضوح نحو مزيد من السلوكيات الصحية. والصناعة ستتبع ذلك. إنها تتبع ذلك".
aXA6IDE4LjIyMS41Mi43NyA= جزيرة ام اند امز