الولايات المتحدة تنسحب من معاهدة 1955 لتطبيع العلاقات مع إيران
جاء القرار الأمريكي عقب ساعات من أمر محكمة العدل الدولية الولايات المتحدة بتخفيف بعض عقوباتها التي فرضتها مؤخرا على طهران.
أعلن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، أمس الأربعاء، أن الولايات المتحدة انسحبت من معاهدة عمرها 6 عقود مع إيران، كانت أساسا لعلاقات التطبيع بين البلدين وتشمل التبادلات الدبلوماسية والاقتصادية.
وجاءت هذه الخطوة الرمزية إلى حد كبير، حسب تعبير صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية، عقب ساعات من أمر محكمة العدل الدولية الولايات المتحدة بتخفيف بعض عقوباتها التي فرضتها مؤخرا على طهران، بما في ذلك العقوبات المتعلقة بإمداد بضائع إنسانية وسلامة الطيران المدني.
وكان الحكم الذي أصدرته المحكمة إنذارا قضائيا خاصا بالقضية التي رفعتها إيران ضد مجموعة العقوبات الاقتصادية الأمريكية الجديدة، التي فرضها عليها الرئيس دونالد ترامب بعد انسحابه من الاتفاق النووي بين طهران وقوى العالم مايو/أيار الماضي، بحجة أنها تنتهك الاتفاقية القديمة بينهما.
ووصف بومبيو القضية بأنها محاولة للتدخل في الحقوق السيادية الخاصة بالولايات المتحدة.
وأوضح أنها دفعت إدارة ترامب إلى اتخاذ قرار الانسحاب من معاهدة الصداقة والعلاقات الاقتصادية والحقوق القنصلية التي تم توقعيها بين البلدين عام 1955.
وتابع: "إيران تستغل محكمة العدل الدولية لأغراض سياسية ودعائية"، مشيرا إلى أن قرار المحكمة خارج سلطتها القضائية، وأن ادعاءات إيران تفتقر إلى المصداقية.
وأضاف أن الولايات المتحدة ربما تستمر في محاولة توصيل المساعدات الإنسانية إلى الشعب الإيراني، وأن الاستثناءات الموجودة على العقوبات الاقتصادية تظل سارية.
ورفض وزير الخارجية الأمريكي أي عودة إلى تطبيع العلاقات مع إيران قبل أن يتم التخلص من 97% من المواد النووية داخلها إلى خارج حدودها.
وإلى جانب ذلك، سلط وزير الخارجية الضوء على استراتيجية أمريكية أكبر لمواجهة إيران عبر الشرق الأوسط، مشددا على أن إيران تتخذ إجراءات عدوانية.
واتهم إيران بأنها وراء التفجيرات التي نفذتها مليشيات مدعومة منها في العراق الجمعة الماضية.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، يتوقع أن تفرض أمريكا سلسلة واسعة جديدة من العقوبات الإضافية على طهران ربما تؤثر على العديد من الشركات حول العالم تتعامل تجاريا مع إيران.