في خضم أزمة الطاقة العالمية.. هل تتعطل مراكز البيانات الضخمة؟
أزمة يواجهها مستخدمي الشبكة العنكبوتية اليوم بمختلف أنحاء العالم مع تصاعد أزمة الطاقة الراهنة جراء الأزمة الروسية الأوكرانية.
مستخدموا الإنترنت اليوم قد يعانون من أزمة واسعة النطاق في مراكز البيانات الضخمة، والتي تظهر تداعياتها سريعًا في تضرر خدماتهم عبر هواتفهم الذكية أو أجهزة الكمبيوتر الشخصية والمحمولة، فعلى سبيل الذكر لا الحصر، قد يفشل مستخدم الإنترنت في إجراء مكالمة كاملة وذات جودة عالية عبر برنامج التواصل الاجتماعي عبر الفيديو "زووم Zoom"، أو حتى في تحميل مستند أو بث مقطع فيديو.
تتصل أجهزة الكمبيوتر الخاصة بنا بمستودعات شاسعة مليئة بالخوادم لتخزين البيانات أو الوصول إليها، ومنذ وقت ليس ببعيد، كانت الدول الأوروبية ترحب بشكل كبير بالشركات التي تدير هذه المستودعات، والمعروفة باسم مراكز البيانات.
لكن الكم الهائل من الطاقة والمياه اللازمين لتشغيل وتبريد هذه المراكز، أحبطت هذا التوجه، خصوصا في ظل أزمة الطاقة التي ضربت العالم بعد الحرب الروسية الأوكرانية.
واستحوذت الصناعة في قطاع البيانات على 14% من الطاقة في أيرلندا العام الماضي، وحذرت لندن شركات بناء مراكز البيانات من نقص الطاقة، وقالت أمستردام إنها ببساطة لم يعد لديها مساحة للمستودعات.
وقد ساعدت الحرب في أوكرانيا على اندلاع أزمة طاقة في جميع أنحاء القارة، ما ترك المستهلكين في مواجهة فواتير عالية للغاية.
وقد ساعدت الحملات الشعبية والمعارضة المحلية بالفعل في وقف مشاريع أمازون في فرنسا هذا العام وجوجل في لوكسمبورج وميتا في هولندا.
بدورها، وضعت الحكومة الأيرلندية، مع إعادة تأكيد دعمها للصناعة، قيودًا صارمة على التطورات الجديدة حتى عام 2028.
من جانبها، تقول شركات إنشاء مراكز البيانات إنها تشعر بأنها "مستهدفة بشكل غير عادل".
وتشدد على "جهودها لتوليد الطاقة الخضراء"، وتجادل بأن الاستعانة بمصادر خارجية للتخزين، ساعد بالفعل في خفض الاستهلاك.
كانت الشركات الكبرى قد تعهدت بأن تصبح محايدة للكربون بحلول عام 2030.
في الناحية المقابلة، لا تزال هناك دول تتوق لاستقدام شركات البيانات إلى أراضيها، لا سيما أيسلندا والنرويج.
وفي ظل هذا كله، تواصل صناعة التكنولوجيا ابتكار منتجات جديدة تتطلب دائمًا كميات هائلة من طاقة المعالجة وتخزين البيانات.
كما أن Metaverse، وهو مفهوم ناشئ للإنترنت ثلاثي الأبعاد يدعمه مالك ميتا مارك زوكربيرغ، سيكون أيضًا ثقيلا من ناحية استخدام الطاقة وبشكل كبير.
ولم ترد شركة Meta مباشرة على الأسئلة المتعلقة بالميتافيرس لكنها قالت لوكالة فرانس برس إنها "فخورة ببناء بعض مراكز البيانات الأكثر كفاءة في استخدام الطاقة والمياه في العالم".
مثلت مراكز البيانات تمثل 1% من استخدام الكهرباء العالمي في عام 2020، بينما استخدم تعدين العملات المشفرة حوالي0.5%، وفقًا لوكالة الطاقة الدولية.
aXA6IDEzLjU4LjM4LjE4NCA= جزيرة ام اند امز