هدوء بنس وخبرة هاريس.. هل ينقذ الواقي فوضى ترامب وبايدن؟
ليلة يخطف فيها نائب الرئيس والمدعية، الأضواء، في مناظرة يأمل الأمريكيون أن تخلو من شوائب لقاء بايدن وسيد البيت الأبيض
مايك بنس، المعروف بهدوئه، وكامالا هاريس، المدعية صاحبة الخبرة الانتخابية، سيسرقان الأضواء، اليوم الأربعاء، في ليلة لم تخلو من حرب الحواجز الوقائية.
فللمرة الأولى منذ انطلاق حملتهما الانتخابية، يترك المرشحان الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطي جو باين، الأضواء لنائبيهما المحتملين مايك بنس وكامالا هاريس.
إذ سيلتقي الاثنان في أول مناظرة بينهما، يأمل الأمريكيون ألا تكون على شاكلة ما جرى بين ترامب وبايدن، حين تواجها الثلاثاء الماضي، في لقاء وصفه متابعون بـ"الفوضوي".
تجنب "الفوضى"
ومع تخلف ترامب عن خصمه في استطلاعات الرأي قبل أقل من شهر على سباق البيت الأبيض، بات على بنس الذي يتجنب الأضواء، إنقاذ المشهد، عبر عرض خطة إدارة أزمة فيروس كورونا.
أما صاحبة البشرة السمراء، كامالا هاريس، السيناتورة عن كاليفورنيا، فتستعد لشن هجماتها ضد إدارة ترامب.
لكن يبدو أنهما سيتجنبان سيناريو الانطلاقة "الفوضوية" لمناظرة بايدن وترامب، اللذين أكالا سيلا من الاتهامات والإهانات لبعضهما البعض على حساب استماع الأمريكيين لمواقفهما تجاه الملفات الأبرز.
ويُقر مدير العلاقات العامة في حملة الرئيس الأمريكي تيم مورتو، أن هاريس ستكون خصما قويا في المناظرة المرتقبة اليوم، استنادا لخبرتها في انتخابات مجلس الشيوخ والسباق التمهيدي للحزب الديمقراطي، مذكّرا أنها كانت مدعية.
لكنه استدرك بأن بنس سيكون مستعدا بشكل جيد للمواجهة التي ستمثل فرصه له "لفضح أجندة بايدن وهاريس اليسارية المتطرفة".
أزمات في طريق اللقاء
وتحمل مناظرة بنس وهاريس، أهمية غير مسبوقة، في ظل إصابة الرئيس الأمريكي بفيروس كورونا الذي أودى بحياة أكثر من 210 آلاف شخص في الولايات المتحدة، ناهيك عن قرب نائب الرئيس من سيد البيت الأبيض.
ويتواجه الاثنان، في سولت ليك سيتي، في وقت تنزلق فيه الولايات المتحدة من أزمة لأخرى، لم تتوقف واحدة منها عند إصابة ترامب فقط، بل تفشي الوباء بين أوساط المقّربين منه من مستشارين وعسكريين ونواب ودبلوماسيين.
في المقابل، يرتفع منسوب التوتر العرقي في البلاد، ويصاب الاقتصاد بخيبة أمل جديدة مع إعلان ترامب
تعليق المفاوضات بشأن حزمة تحفيز الاقتصاد المتضرر جراء كورونا إلى ما بعد الانتخابات.
يأتي ذلك فيما بلغ العجز التجاري أعلى مستوياته منذ 14 عاما، وتحذيرات ترامب من التصويت عبر البريد ومخاوفه من التزوير.
وفي مجلس الشيوخ، يسابق الجمهوريون الزمن لتثبيت مرشحة ترامب للمنصب القضائي الشاغر في المحكمة العليا.
وترامب الذي قضى ثلاث ليالي في المستشفى قبل أن يعود أمس للبيت الأبيض، يعمل جاهدا لاستئناف حملته الانتخابية الرامية للفوز بولاية ثانية، في السباق المقرر يوم الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
أزمات مجتمعة تجعل من مناظرة بنس وهاريس، الأهم لنيابة الرئيس في التاريخ الأمريكي، وفق بجون هوداك من معهد بروكينغز.
حرب الحواجز
ومع إعلان إصابة الرئيس الأمريكي بفيروس كورونا بعد يومين من المناظرة مع بايدن، جرت تغييرات على لقاء اليوم.
تغييرات شملت وضع حاجز واق من الزجاج الشفاف يفصل بين الخصمين ، أثناء المناظرة، وهو ما يعارضه بنس.
ووفق آخر الاستطلاعات، ظهر بايدن متفوقا على خصمه ترامب بـ57٪ مقابل 41 في أوساط الناخبين المحتملين.
وإلى حين الثالث من نوفمبر، هل يتمكن "المقاتل" الذي "نجح في هزيمة كورونا"، أن يظفر بالكرسي البيضاوي من جديد.
