كارينا مايلي.. القوة الحقيقية خلف العرش الرئاسي في الأرجنتين
عندما دخل خافيير مايلي لأول مرة إلى القصر الرئاسي الأرجنتيني في وقت سابق من هذا الشهر، لم ترافقه نائبته فيكتوريا فيلارويل، ولا شريكته الممثلة فاطيما فلوريس، لكن ظهرت معه شقيقته كارينا التي يعتبرها كثيرون القوة الحقيقية وراء عرشه.
ومن بين قراراته الأولى كرئيس، ألغى مايلي الحظر الذي يمنع المسؤولين الحكوميين من تعيين أقاربهم في مناصب حكومية، وهو ما مكنه من تعيين كارينا في منصب الأمين العام للرئاسة، حسبما ذكرت صحيفة «الغارديان» البريطانية.
وقالت الصحيفة إنه بموجب منصبها الذي يمنحها درجة وزير ستتولى كارينا مسؤولية تطوير السياسة العامة وكتابة الخطب وإدارة العلاقات مع المجتمع المدني، ما دفع البعض لتسميتها «الرئيس المشارك».
وكارينا أو «كاري» كما يناديها شقيقها هي «العقل المدبر» لحملة خافيير، وكانت صاحبة العديد من الأفكار التي جعلته يتمتع بشعبية كبيرة مثل تخليه عن راتبه كعضو في البرلمان بعد انتخابه لأول مرة في عام 2021.
كما كان لكارينا دور فعال في حشد الجهود وصولا إلى نجاح خافيير في الانتخابات بعدما حصد 65% من الأصوات.
وعلى مدار أشهر الحملة الانتخابية، كانت كارينا تسبق شقيقها على خشبة المسرح لتعلن عن حضوره للجمهور، لكنها ليست مجرد سيدة مراسم، فهي المسؤولة عن جدول أعماله وتحديد من يمكنه لقاء الرئيس وحتى تحديد كيف يرتدي، وفقا لسيرة ذاتية غير رسمية لخافيير غير مصرح بنشرها، كتبها خوان لويس جونزاليس.
واعتبرت كارولينا باري، باحثة العلوم السياسية في المجلس الوطني للبحوث العلمية والتقنية (كونيسيت) وجامعة تريس دي فيبريرو الوطنية أن «سلطة كارينا تتجاوز أي منصب سياسي».
وقالت: «إنها تتحكم في العديد من جوانب حياة خافيير بدءًا من التحقق من الإضاءة على المسرح حتى لا تتمكن من رؤية ذقنه المزدوجة، ووصولاً إلى مساعدته على إنقاص الوزن والتأكد من أنه يلتقي برجال الأعمال المناسبين».
وحصلت كارينا على شهادة في العلاقات العامة من جامعة الأرجنتين للأعمال، وكان لديها شركتان ناجحتان نسبيًا، بما في ذلك متجر لبيع الكعك، قبل أن تبدأ مسيرتها المهنية في الحياة العامة قبل حوالي عقد من الزمن.
ومع عملها في تنظيم أجندته، لم تترك كارينا جانب شقيقها أبدا لكنها لا تدلي بأي أحاديث علنية كما كانت وراء ظهوره التليفزيوني المبهر وخطبه التي تبنت أفكارا اقتصادية تحررية ضربت على وتر حساس، بينما تعاني الأرجنتين من واحدة من أكثر أزماتها الاقتصادية تدميرا.
وقالت ميليسا تاتيانا سليب، المحللة السياسية ومرشحة الدكتوراه في جامعة كوين ماري: «أعتقد أن قرار كارينا بالابتعاد عن الأضواء العامة كان قرارًا مدروسًا ولا يتعلق بالخجل أو عدم الرغبة في التحدث أمام الجمهور».
وأضافت: «كارينا لا تدلي بأي تعليقات علنية، وبدلاً من ذلك تنظم كل شيء على انفراد.. إنه أمر استراتيجي للغاية أن تفعل كل شيء خلف الكواليس».
وتعد كارينا واحدة من مجموعة النساء يشغلن المناصب الرئيسية من بينهن نائبة الرئيس فيكتوريا فيلارويل، التي دافعت عن المسؤولين العسكريين المتهمين بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان خلال فترة الدكتاتورية العسكرية وسترأس مجلس الشيوخ وتتولى الإشراف على الأمن والدفاع.
وللمرة الثانية، تقود وزارة الأمن باتريشيا بولريتش، التي جاءت في المركز الثالث في الانتخابات الرئاسية وكانت في السابق منافسة لدودة لمايلي.
وستتولى الخبيرة الاقتصادية ديانا موندينو وزارة الخارجية، فيما تتولى ساندرا بيتوفيلو، وهي صحفية محافظة وزارة جديدة مهمتها قيادة قضايا تشمل التعليم والعمل والتنمية.
والسؤال الذي يدور في أذهان الجميع هو: كيف ستسير الديناميكيات بين كارينا وباقي المسؤولين مثل فيلارويل التي باتت تلعب دورا أقل أهمية رغم جهودها الفعالة التي أدت إلى فوز مايلي.
وخلال تاريخها شهدت الأرجنتين عددا من الأزواج الذين سيطروا على مقعد الرئاسة مثل خوان دومينغو بيرون وإيفا بيرون ومؤخرا تولى نيستور كيرشنر وكريستينا فرنانديز دي كيرشنر الرئاسة بالتناوب بين عامي 2003 و2015.