بعد "نسف" الدبيبة جهود لجنة "5+5".. هل يمكن إصلاح ما أفسده؟
رغم مرور قرابة شهرين على منح الثقة لحكومة ليبية جديدة وبدء مهامها، إلا أن عبدالحميد الدبيبة يرفض تسليم السلطة، متذرعا بشرعية "واهنة".
ذلك "التعنت" من قبل رئيس الحكومة المقالة من البرلمان، أدى إلى تأزيم عدة ملفات في الداخل الليبي؛ أبرزها تعليق الجيش الليبي قبل أيام، مشاركته في اللجنة العسكرية الليبية المشتركة، راهنًا مشاركته بتلبية مطالبه الأربعة.
وتمثلت مطالب ممثلي الجيش الليبي في لجنة "5+5" في: إيقاف تصدير النفط وغلق الطريق الساحلي الرابط بين الشرق والغرب، وإيقاف جميع أوجه التعاون مع حكومة الدبيبة ومكوناتها، وإيقاف تسيير الرحلات الجوية بين الشرق والغرب.
نسف الجهود
موقف معقد، قال عنه مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الليبي اللواء خالد المحجوب، في تصريحات صحفية، إن الدبيبة "نسف" جهود اللجنة العسكرية "5+5" في وقف إطلاق النار والاستمرار فيه، وتوحيد المؤسسات وغيرها.
وأوضح المسؤول العسكري الليبي، أن الدبيبة أطلق الكثير من الوعود التي وصفها بـ"الكاذبة"، وعمل بقصد على النيل من القوات المسلحة التي لا يمكن أن تكون في أي طرف "يباع فيه الوطن"، على حد قوله.
وأثارت تصريحات المسؤول الليبي، المخاوف بشأن مصير اللجنة العسكرية والملفات التي تعمل عليها، وما قد يتسبب فيه ذلك الموقف من انهيار الملف الأمني، الذي يعتبر أكثر الملفات وأهمها "حساسية" في ليبيا.
طريق الإصلاح
وإلى ذلك، قال المحلل السياسي الليبي أحمد المهدوي، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إنه يمكن إصلاح ما أفسده الدبيبة، مشيرًا إلى أن ما توافقت عليه اللجنة العسكرية الليبية لم يفسد بشكل كامل؛ بدليل أن الهدنة ما زالت قائمة، بالإضافة إلى أن وقف إطلاق النار ما زال ساريًا.
وأوضح المحلل الليبي، أن الدبيبة قام بعدة محاولات من شأنها تقويض الاتفاق السياسي والعسكري، وخلق حالة من الفوضى حتى تبقى حكومته في المشهد، مشيرًا إلى أنه يمكن عودة أفراد اللجنة العسكرية التابعين للقيادة؛ للعمل مع اللجنة العسكرية 5+5، بعد تحقيق مطالبهم القاضية بتنحي الدبيبة وتسليم السلطة ودفع مرتبات القوات المسلحة ودعم اللجنة العسكرية وعدم التدخل في عملها.
أرضية مواتية
وحول الضامن لإجبار الدبيبة على الامتثال، قال المهدوي، إن الاتفاق السياسي هو من يجبر الدبيبة على التسليم، وخاصة أن الأخير يعول على الاتفاق السياسي الذي ينتهي في يونيو/حزيران المقبل.
أما عن دور البعثة الأممية، فأكد المحلل الليبي، أن البعثة لا يمكن أن تجبر أعضاء اللجنة العسكرية للعودة، ما لم تخلق أرضية مواتية لعمل اللجنة، وذلك لا يمكن تحقيقه إلا بإزاحة الدبيبة من السلطة؛ لأن استمراره سيقوض الاتفاق السياسي وينسف كافة جهود إنهاء الاحتراب في ليبيا.