ضحايا جدد لعدوى الانقلابات العسكرية في أفريقيا التي لم تغادر القارة السمراء منذ رحيل الاستعمار الأوروبي القرن الماضي.
فخلال آخر 3 سنوات فقط شهدت أفريقيا 8 انقلابات عسكرية كان أحدثها أمس في الغابون والشهر الماضي في النيجر.
سبب الانقلابات العسكرية في أفريقيا
تكرار ظاهرة الانقلابات أرجعه خبراء إلى ضعف اقتصادات القارة والبيئة الأمنية المضطربة وعدم احترام المواثيق الديمقراطية ولجوء العديد من الحكام المدنيين إلى تمديد فتراتهم في السلطة.
وخلال العقد الماضي، باتت الانقلابات في القارة السمراء هي القاعدة وما دون ذلك هو الاستثناء، فخلال هذه الفترة شهدت أفريقيا ما يقارب 45 انقلابا أو محاولة انقلابية على السلطة، بمعدل 4 انقلابات أو محاولة انقلابية في العام تقريبا.
ووفق بعض الإحصاءات فإن القارة الأفريقية شهدت أكثر من 200 انقلاب عسكري في 90% من البلدان الأفريقية، وذلك بمعدل انقلاب كل 55 يوما تقريبا.
وتمثل الانقلابات في القارة السمراء نحو 36.5% من جميع الانقلابات على مستوى العالم. أما أكثر البلدان التي شهدت انقلابات عسكرية فجاءت في منطقة غرب أفريقيا التي توصف بأنها "حزام انقلابات"، بنسبة 44.4%.
دول شهدت أكبر عدد من الانقلابات
ووفق إحصائية لشبكة "بي بي سي" البريطانية فإن السودان شهد أكبر عدد من الانقلابات ومحاولات الاستيلاء على السلطة، إذ بلغ عددها 16 محاولة، ستة منها ناجحة.
فيما شهدت بوركينا فاسو أنجح الانقلابات، إذ أفلح منها 9 انقلابات وأخفق واحد.
بينما اشتهرت نيجيريا بكثرة الانقلابات العسكرية عقب الاستقلال، حيث شهدت 8 وقائع بين يناير 1966 واستيلاء الجنرال ساني أباتشا على السلطة في عام 1993.
قبل أن يستتب النظام في نيجيريا بعد عام 1999، حينما انتقلت السلطة فيها خلال انتخابات ديمقراطية.
فيما عرفت بوروندي 11 انقلابا، كانت غالبيتها مدفوعة بالتوترات بين مجتمعات الهوتو والتوتسي.
ووقعت 3 انقلابات في سيراليون بين عامي 1967 و1968، وآخر في عام 1971، إضافة على 5 محاولات انقلاب أخرى بين عامي 1992 و1997.
وفي غانا كانت هناك 8 انقلابات عسكرية خلال 20 عاما، كان الأول في عام 1966، عندما أزيحت حكومة كوامي نكروما من السلطة، وحدثت في العام التالي محاولة أخرى فاشلة من صغار ضباط الجيش.
8 انقلابات عسكرية في 3 سنوات
وشهدت الغابون أمس الأربعاء انقلابا عسكريا لينضم لسلسلة من الانقلابات ليست غريبة على المنطقة التي شهدت 8 وقائع مماثلة في آخر 3 سنوات.
ففي 26 يوليو/تموز الماضي، أطاح انقلاب عسكري برئيس النيجر المنتخب ديمقراطياً محمد بازوم وحكومته.
وفي أقل من عامين، شهدت مالي انقلابين عسكريين خلال الفترة من 2020 – 2022، وكذلك بوركينا فاسو التي شهدت هي الأخرى انقلابين في أقل من 8 أشهر.
وفي غينيا، أعلن ضباط من القوات الخاصة الغينية في سبتمبر/أيلول 2021، اعتقال رئيس البلاد ألفا كوندي وحل مؤسسات الدولة في انقلاب أنهى دور الرئيس المخضرم في السياسة الأفريقية.
وفي تشاد، عقب مقتل الرئيس إدريس ديبي في 20 أبريل/نيسان 2021 خلال مواجهات مع المتمردين شمالي البلاد سيطر الجيش على السلطة.
لم يجرِ انتقال السلطة إلى رئيس البرلمان، حسب الدستور، بل قام نجله محمد إدريس ديبي بتولي السلطة وحل الحكومة وأوقف العمل بالدستور.