نجاحات تتوالى ونجاحات تكبر وتنمو، سببها قائد ذو نظرة ثاقبة ورؤية واضحة، يرسم ويخطط للمدى القصير والطويل، ويعمل بجهد بعيدا عن الأضواء
منذ قيام أولى الحضارات، أدركت الشعوب وقياداتها ضرورة وجود القوة العسكرية لبناء هذه الحضارات، وتطويرها والدفاع عنها. وقد أصبح الأمن العسكري من أهم أولويات الدول، فلا يسمح بضعفه أبداً، حتى وإن كانت تمتلك قوى اقتصادية وسياسية عظيمة، لما يمكن أن يعترضها من أخطار وتهديدات.
ومع إسدال الستار على الدورة الرابعة عشرة من معرض الدفاع الدولي "أيدكس"، نتوقف لنعود بالذاكرة لبدايات رحلة دولة الإمارات في الصناعات العسكرية الدفاعية وكيف استطاعت أن تكون اليوم في مصاف الدول المتقدمة في هذه الصناعات.
اليوم تنافس المنتجات العسكرية المحلية تلك المعروضة من دول متقدمة، وأصبحت قادرة على المنافسة على عقود القوات المسلحة، وهذا دليل على أن الإمارات قد نجحت في بناء قطاع صناعة عسكري وأمني فعّال، قائم على المعرفة والابتكار والتطبيقات التكنولوجية المستقبلية
البداية كانت حين شارك صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مع قوات الإمارات الباسلة في حرب الخليج في عام 1990 وحتى تحرير الكويت في 26 فبراير 1991، فشهد عن قرب أهمية القوة العسكرية المحلية في ردع كل من يطمع في زعزعة أمن الدولة. وقد أكدت هذه التجربة لسموه أن القوة العسكرية ترتكز على إمكانات الصناعة الحربية في الدولة، وإمكانات خبرائها في تطوير التقنيات والأنظمة والعتاد المستخدم.
ومن هذا المنطلق، أطلق الشيخ محمد بن زايد مجلس التوازن الاقتصادي "توازن" في عام 1992، وذلك لبناء قاعدة للصناعة الدفاعية بأيدٍ وطنية قادرة على الإسهام في سد الاحتياجات المتنامية للقوات المسلحة في التسليح، وقد نجح "توازن" منذ تأسيسه منذ أكثر من ربع قرن، بتأسيس 40 شركة تصنيع عسكري ودفاعي، تقوم بدور حيوي ومهم في دعم الاقتصاد الوطني.
وبعد أن تم تعيين سموه رئيساً لأركان القوات المسلحة للدولة في يناير ١٩٩٣، وضع سموه رؤيته لتعزيز المنظومة الدفاعية للدولة حيز التطبيق، مركزاً على الاستثمار في عدد من الصناعات العسكرية والدفاعية النوعية، وفي استقطاب أهم العقول في هذه الصناعة إلى الدولة، فكانت أول دورة لمعرض "أيدكس".
وقد تطور معرض "أيدكس" بشكل كبير خلال دوراته من حيث عدد الدول والشركات المشاركة ونوعية المنتجات المعروضة، واليوم تنافس المنتجات العسكرية المحلية تلك المعروضة من دول متقدمة، وأصبحت قادرة على المنافسة على عقود القوات المسلحة، وهذا دليل على أن الإمارات قد نجحت في بناء قطاع صناعة عسكري وأمني فعّال، قائم على المعرفة والابتكار والتطبيقات التكنولوجية المستقبلية، ويسهم في النهضة الاقتصادية للدولة وتعزيز مكانتها الصناعية.
نجاحات تتوالى ونجاحات تكبر وتنمو، سببها قائد ذو نظرة ثاقبة ورؤية واضحة، يرسم ويخطط للمدى القصير والطويل، ويعمل بجهد بعيداً عن الأضواء، واضعاً نصب عينيه مصلحة هذا الوطن واستدامة أمنه، حفظ الله سيدي سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وجعله ذخراً وفخراً لكل أهل الإمارات.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة