وهم الصناعات العسكرية التركية.. أنقرة تدفع ثمنا فادحا لتدخلها بنزاع القوقاز
دفعت تركيا ثمنا فادحا لتدخلاتها في أرمينيا، عبر إعلان حديث لشركة "Bombardier Recreational "، بتعليق تصدير محركات بعض أنواع الطائرات.
وقالت الشركة المعروفة اختصارا بـ (BRP) وهي كندية الجنسية، في بيان لها خلال وقت سابق من الشهر الجاري، إنها ستعلق تصدير محركات الطائرات إلى "البلدان ذات الاستخدام غير الواضح" بعد اتهامات بأن المحركات تستخدم لتشغيل الطائرات بدون طيار التركية الصنع.
وبسبب ضعف الطائرة التركية التي تستخدم المحرك الذي تصنعه الشركة العالمية، فقد تمكنت القوات الأرمينية من إسقاط الطائرة التركية التي تستخدمها القوات الأذربيجانية، وتبين أن محركها المستخدم يعود لشركتها النمساوية التابعة (Rotax).
- انخفاض قياسي لليرة التركية في ثاني أيام مواجهات أرمينيا وأذربيجان
- سندات أرمينيا وأذربيجان السيادية تواصل التراجع مع احتدام الاشتباكات
وقبل شهر، نشرت وزارة الدفاع الأرمينية صورا فوتوغرافية لأول طائرة أذربيجانية "TB2" والتي تم تأكيد فقدانها أثناء القتال، بما في ذلك صور مفصلة لبقايا مستشعر الخاص بـ "TB2".
وتعيد خطوة الشركة النمساوية للأذهان، خطوة مماثلة نفذتها دول أوروبا نهاية 2019، بحجب صادرات عديد القطع ومدخلات الإنتاج التي تستوردها تركيا لتصنيف بعض الأسلحة كالطائرات والدبابات والطائرات المسيرة.
يعود حجب دول أوروبا لتلك القطع الذي استمر لأكثر من شهرين، إلى الاحتلال التركي لمناطق شمال سوريا، والعملية العسكرية التي نفذها في محافظة إدلب نهاية أكتوبر/ تشرين الأول 2019 ومطلع نوفمبر/ تشرين الثاني لذات العام.
الشركة النمساوية اعترفت مطلع الشهر الجاري، أنها كانت "على علم باستخدام محركات Rotax لتشغيل الطائرات بدون طيار العسكرية التركية، وأنه تم بدء تحقيق داخلي.. نحن نعلق تسليم محركات الطائرات في البلدان ذات الاستخدام غير الواضح".
و"الاستخدام غير الواضح"، هو احتمال ألا يتم استخدام المحركات في النهاية للأغراض المدنية، إذ تم تصميم محركات Rotax وصنعها، من أجل أغراض مدنية ومصدقة للاستخدام المدني فقط، بعيدا عن الاستخدامات العسكرية.
وفي وقت سابق من العام الجاري، أوقفت الحكومة الكندية تصاريح التصدير لأنظمة الاستشعار الكهروضوئية وأنظمة الاستشعار بالأشعة تحت الحمراء، محلية الصنع، إلى تركيا، بعد شكاوى مماثلة بشأن استخدام أنظمة الاستشعار في الطائرات بدون طيار التي تديرها أذربيجان.
ونشرت وسائل إعلام نمساوية الشهر الجاري، على لسان جابرييل جون، المتحدث باسم وزارة الخارجية النمساوية، قوله إن محركات Rotax تُستخدم في مجموعة متنوعة من رياضات السيارات.
وأضاف جون، إن المحركات يمكن استخدامها في الطائرات بدون طيار للأغراض المدنية.. "قائمة مراقبة الاتحاد الأوروبي للعناصر ذات الاستخدام المزدوج، لا تدرج محرك الطائرة بدون طيار المعني كعنصر جيد الاستخدام مزدوج".
وسبتمبر/ أيلول الماضي، شهد إقليم ناغورني قره باغ، المتنازع عليه، أعنف اشتباكات بين أرمينيا وأذربيجان منذ 2016.
وحذرت الولايات المتحدة الأمريكية، آنذاك من أن مشاركة جهات خارجية في العنف المتصاعد بين أرمينيا وأذربيجان ستكون غير مفيدة ولن تؤدي إلا لتفاقم التوترات الإقليمية.
ولم تحدد واشنطن من هي الجهات الخارجية غير أن تركيا دخلت على خط الأزمة بإذكاء النار بين البلدين، عبر دعمها حليفتها أذربيجان بكل ما لديها من إمكانيات، في إطار سياسة رجب طيب أردوغان التي تقتات على مناطق النزاع.