محاولة اغتيال قيادي مليشياوي تنكأ جراح طرابلس.. شبح الفوضى يطل برأسه

توترات مسلحة واستنفار في صفوف المليشيات، مشهد نكأ جراح العاصمة الليبية، وجدد المخاوف من تصاعد أعمال العنف في طرابلس.
فبعد تعرض أحد أبرز قادة مليشيات ليبيا لمحاولة اغتيال فاشلة، أفادت مصادر أمنية ليبية بأن العاصمة تشهد حالياً توتراً مسلحاً واستنفارا مليشياويا، وتوافدا للعديد من العربات المسلحة المجهزة بمضادات الطيران والأسلحة الثقيلة والمتوسطة.
وبحسب مصادر ليبية تحدثت لـ«العين الإخبارية»، فإنه لم يُعرف بعد الجهة التي تقف وراء محاولة اغتيال القيادي معمر الضاوي آمر ما يعرف بالكتيبة 55، في منطقة قرقوزة بورشفانة.
طرابلس لم تهدأ بعد
تطورات تأتي، بينما تعيش ليبيا حالة من القلق والترقب منذ مايو/أيار الماضي في أعقاب اشتباكات دامية، بين عدد من المليشيات الكبرى التي أسفرت عن مقتل عدد من كبار قادة المسلحين، بالإضافة إلى مدنيين، في أحداث تسببت في تدمير البنى التحتية والمنازل وممتلكات المواطنين، كما خرجت العديد من المظاهرات المطالبة بتغيير حكومي وإنهاء حالة الانقسام وتوحيد المؤسسات خاصة المؤسسة العسكرية وحل المليشيات ونزع سلاحها.
خطة أممية
كما تأتي محاولة الاغتيال الأخيرة بعد أن كشفت المبعوثة الأممية للدعم في ليبيا هانا تيتيه خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي حول ليبيا، الخميس الماضي، عن خريطة طريق جديدة لحل الأزمة السياسية المستمرة في البلاد منذ عقد ونصف.
وقالت تيتيه إن الخريطة عملية متسلسلة وعبر مراحل، وترتكز على 3 ركائز رئيسية، مضيفة أن المرحلة الأولى تتمثل في إعداد إطار انتخابي سليم من الناحية الفنية وقابل للتطبيق سياسيًا، يهدف لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية، والثانية توحيد المؤسسات من خلال حكومة جديدة موحدة، والثالثة: إنشاء حوار يتيح المشاركة الواسعة لليبيين لمناقشة القضايا المختلفة وتعزيز الحوكمة.
فمن هو معمر الضاوي؟
- المليشياوي معمر الضاوي هو قيادي بارز من مدينة ورشفانة جنوبي العاصمة
- لعب دورا بارزا في عدة حروب اندلعت بالعاصمة الليبية طرابلس منذ 2011، أبرزها ما عرف بـ«فجر ليبيا» عام 2014، وفي حرب عام 2019، و ما تلتها من مناوشات عام 2023.
- الضاوي متهم في العديد من الجرائم والانتهاكات
- يُعرف بأنه الحاكم الفعلي لورشفانة والمنطقة المحيطة، حيث لا يعد آمرا للمليشيات فيها فحسب وإنما أصبح زعيما لها
علاقته بالمليشيات المتنافسة
- كانت المليشيات الاخرى تسمح له بتفقد معسكرات المليشيات المنافسة، وافتتاح مراكزها ومقراتها.
- تجمعه علاقات قوية بعدد من قادة المليشيات وعلى رأسهم مهرب البشر المطلوب والمعاقب من الاتحاد الأوروبي ومجلس الأمن وعدة جهات دولية، عبدالرحمن ميلاد، المعروف بـ«البيدجا» الذي اغتيل في العاصمة العام الماضي.
علاقات متشعبة
- صعد نجمه والتقت معه عدة سفارات أبرزها السفارة الأمريكية في ليبيا، وبحث معه السفير الأمريكي المكلف والقائم بالأعمال، أوردمان، سبل تعزيز العلاقات وتثبيت الأمن.
- زاره رئيس الحكومة عبدالحميد الدبيبة رفقة عدة وزراء في حكومته في وقت سابق في منزله للاطمئنان على صحته عقب إجراء فحوصات طبية، كما زاره مسؤولون سابقون أبرزهم أحمد معيتيق نائب رئيس المجلس الرئاسي السابق.
- سيّرت عدة مدارس وكليات وفود من الطلبة إلى منزله
- لم يقف الأمر عند هذا الحد، بل سمح له بتفقد عدد منها، وتوزيع الجوائز على الطلبة بجانب تفقد عدد من المشروعات والمرافق التعليمية والخدمية والرياضية.