عمال المناجم والكربون.. أمريكا أمام منعطف خطر
يستهدف تحول الطاقة أكثر من مجرد الابتعاد عن أنواع الوقود عالية الكربون إلى التحول إلى أنواع الوقود منخفضة وعديمة الكربون.
وكذلك إعادة تنظيم الاقتصاد العالمي حول ما يسمى بالمعادن الحيوية، وهي المعادن والمواد الخام الأخرى اللازمة لصناعة السيارات الكهربائية، والألواح الشمسية وخطوط الطاقة وغيرها من التقنيات التي تقلل انبعاثات الكربون.
وذكر مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية الأمريكي أن ثمة أهمية كبيرة للمناجم لإنتاج معادن هامة للتحول.
وفي الوقت الحالي لا تملك الولايات المتحدة مناجم كافية تلبي متطلبات انتقال الطاقة، ولا حتى قريبة ولذلك يجب على الولايات المتحدة أيضاً العمل عن كثب مع الحلفاء لتأمين سلاسل التوريد لهذه المواد كما يجب تغيير شيء ما في الداخل أيضاً.
وقال التقرير إنه، مثل العديد من الصناعات الأمريكية الأخرى، تم الاستعانة بمصادر خارجية للتعدين من خلال مناطق أخرى من العالم خلال أواخر القرن العشرين مما أدى إلى هيمنة الحزب الشيوعي الصيني على الأسواق العالمية لمعظم المعادن المطلوبة وكانت النتيجة أن الصين أصبحت منتجة لنحو 30 من بين 50 من المعادن المهمة المدرجة من قبل حكومة الولايات المتحدة.
ويشير تقرير هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية أنه بالنسبة لمعظم المعادن المهمة، تعتمد الولايات المتحدة بشكل كبير على مصادر أجنبية لمتطلبات استهلاكها، وأن إنتاج المعادن المحلي انخفض بنسبة 6٪ في العام الماضي ولذلك تحتاج الولايات المتحدة إلى بناء مناجم جديدة وتوسيع المناجم الموجودة بدلاً من التوقف عن الحفر.
وجاء السبب الرئيسي في تراجع إنتاج المناجم بعد إقرار قوانين بيئية بارزة في السبعينيات، بما في ذلك قانون السياسة البيئية الوطنية وقانون المياه النظيفة، لأن قطاع التعدين في الولايات المتحدة معروف بممارساته الملوثة واللامبالاة تجاه مخاوف المجتمعات المجاورة.
وثبت أن الغضب العام وانعدام الثقة عاملا رئيسيا في نقل التعدين إلى الخارج في الولايات المتحدة بعد السبعينيات وكان هذا مفهوماً، لكن كانت هناك عواقب غير مقصودة.
وهناك فرصة حاليا لكتابة فصل جديد لقطاع التعدين في الولايات المتحدة، حيث يتم إنتاج بعض المواد الخام لتقنيات الطاقة المتقدمة في الولايات المتحدة وتخضع لأكثر معايير الحماية في العالم، وقبل كل شيء أن تكون مع دعم شعبي قوي.
ويجب معالجة التاريخ المعقد لاستخراج المعادن في الولايات المتحدة بشكل كامل، بحسب التقرير. ولحسن الحظ، هناك بالفعل بعض الأمثلة الواعدة لهذا النهج الجديد للتعدين في الولايات المتحدة.
مناجم جديدة
وقام مطورو منجم في جنوب شرق نبراسكا، والذي من المقرر أن ينتج معادن لبطاريات السيارات الكهربائية، ببناء قاعدة دعم قوية في المجتمع المحلي للمشروع.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن المنجم حصل على جميع التصاريح التي يحتاجها لبدء الحفر، ويعمل المطور الآن مع بنك التصدير والاستيراد الأمريكي لإكمال تمويل مشروع المليار دولار.
ومن المقرر أن ينتج المنجم المخطط له النيوبيوم والسكانديوم والتيتانيوم وغيرها.
وتهيمن دول أخرى على السوق العالمية لهذه المعادن، بما في ذلك الصين وروسيا والبرازيل.
ويمكن استخدام هذه المعادن المهمة في مكونات بطاريات السيارات الكهربائية وخلايا الوقود وتوربينات الرياح، ووجدت شركة نيو جروب المطورة للمنجم طرقا للتواصل مع الأشخاص الأقل اهتماما بتحول الطاقة وأكثر قلقًا بشأن القضايا الاقتصادية والأمن القومي.
ومن المقرر أن تُستخدم المعادن المستخرجة من المنجم في صنع منتجات فولاذية أخف وأقوى لصناعة السيارات والبناء وصناعات النفط والغاز الطبيعي، وكذلك إنشاء محركات نفاثة مقاتلة من بين تطبيقات عسكرية أخرى.
ورغم أن المنجم الجديد لا يزال يواجه انتقادات إلا أنه قد ساعد الدعم الواسع للمشروع في الحفاظ على حجم رضاء كافي، وهو ما يعرف داخل دوائر الصناعة باسم "الترخيص الاجتماعي للعمل".
استراتيجية أخرى للتعدين
وفي حين أن بناء مناجم جديدة ضروري للغاية، إلا أنه من المهم أيضا الاستفادة القصوى من المناجم التي تمتلكها الولايات المتحدة بالفعل، وفي بعض الحالات يجب توسيع المناجم الحالية، لكن هناك استراتيجية أخرى تكتسب زخما وهي التعدين الكامل القيمة.
وتحدد هذه الاستراتيجية طرقا جديدة لاستخراج المعادن الأخرى والمواد القيمة الأخرى من نفس الصخور، مما يحسن اقتصاديات المنجم الحالي ويقلل من نفايات التعدين.
aXA6IDE4LjExOC4xMTkuMTI5IA==
جزيرة ام اند امز