يجمعهما الولاء للأسد.. المقداد والجعفري يقودان دبلوماسية سوريا
أصدر الرئيس السوري بشار الأسد، الأحد، 3 مراسيم تشريعية جديدة لقيادة الخارجية السورية في ظل الأزمة التي تعصف بالبلاد منذ سنوات.
مراسيم الرئيس السوري شملت تسمية فيصل المقداد وزيرا للخارجية والمغتربين، وبشار الجعفري نائبا له، ونقل السفير بسام الصباغ إلى الوفد الدائم في نيويورك واعتماده مندوباً دائماً لدى الأمم المتحدة.
المقداد خلفا للمعلم
جاءت تسمية المقداد خلفا للراحل وليد المعلم الذي توفي، الإثنين الماضي، عن عمر ناهز 79 عاما، وكان يشغل منصب نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية والمغتربين.
ولد فيصل المقداد في عام 1954، بقرية غصم في محافظة درعا جنوبي سوريا، وهي إحدى المناطق التي خرجت ضد حكم رئيس النظام السوري بشار الأسد.وحاز على الإجازة في الآداب قسم اللغة الإنجليزية من جامعة دمشق عام 1978 كما نال شهادة الدكتوراه في الأدب الإنجليزي من جامعة شارل الرابع في براغ عام 1993.
عقب تخرجه انتقل المقداد في عام 1994 إلى العمل في السلك الدبلوماسي في وزارة الخارجية، وفي عام 1995 نقل إلى الوفد الدائم للجمهورية العربية السورية لدى الأمم المتحدة، وعُين نائبًا للمندوب الدائم وممثلًا لسوريا في مجلس الأمن.
وترأس عدة جلسات لمجلس الأمن الدولي كما حل نائبًا لرئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة وترأَس عددًا من اجتماعاتها.
عين سفيرًا لسوريا ومندوبًا دائمًا لها في الأمم المتحدة في عام 2003، ثم شغل منذ عام 2016 منصب نائب وزير الخارجية السوري.
وتقلد منصب رئيس “اتحاد الطلاب العالمي”، وكان عضوًا في المكتب التنفيذي وعضوًا في “اتحاد الطلبة في جامعة دمشق”.
ومن الوقائع الشهيرة في سيرة المقداد الذاتية، اختطاف والده في مايو/أيار 2013 في محافظة درعا، من قبل المعارضة المسلحة، حتى الثامن من يونيو/حزيران 2013، حين أطلق سراحه خلال عملية تبادل أسرى بين الجيش السوري الحر (معارضة مسلحة) والجيش الوطني السوري.
مواقف المقداد
عرف المقداد بولائه للرئيس السوري بشار الأسد، وهو رابع وزير سوري يتسلم حقيبة الخارجية السورية خلال حكم عائلة الأسد في سوريا، إذ سبقه إلى المنصب عبد الحليم خدام (1970- 1984)، وفاروق الشرع (1984- 2006)، وأخيرًا وليد المعلم منذ عام 2006 وحتى وفاته في 16 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي.
وعرف المقداد بدفاعه المستميت والمستمر عن قرارات ومواقف الرئيس الأسد بشكل خاص، ومعروف عنه أيضا عداؤه لتركيا وانتقاده الشديد لموقف نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من أزمة بلاده.
ومن المواقف التي أظهرت ولاء المقداد الشديد للرئيس السوري، ظهوره مرتديًا ساعة فضية عليها صورة لبشار الأسد، خلال مقابلة نقلتها وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية، منتصف عام 2016، حيث تعمد حينها المقداد إظهار ساعته اليدوية التي تحمل صورة الرئيس.
وعارض المقداد بشدة خلال تمثيل بلاده بالأمم المتحدة، مطالب المعارضة المتعلقة بانتقال الحكم لهيئة انتقالية كمرحلة مؤقتة قبل إجراء انتخابات رئاسية، كمان كان شديد المعارضة لفكرة لتأسيس “إدارة ذاتية” كردية في شمال شرقي سوريا.
بشار الجعفري
أما بشار الجعفري، فقد بدأ تجربة عمله في وزارة الشؤون الخارجية في عام 1980.
وكان السكرتير الثالث في السفارة السورية في باريس ما بين 1983-1988.
خدم مرة أخرى في السفارة السورية في فرنسا على مستوى وزير مستشار في الفترة 1997-1998 و 1998-2002، وكان الجعفري قد عُين الوزير المفوض والقائم بالأعمال في السفارة السورية في إندونيسيا.
في عام 2002، تم تعيينه مديرا لإدارة المنظمات الدولية في وزارة الشؤون الخارجية في دمشق، حيث شغل المنصب حتى عام 2004.
ثم أدى اليمين في منصب الممثل السفير فوق العادة والمفوض والممثل الدائم للجمهورية العربية السورية لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف.
وفي عام 2006، تولى الجعفري منصب سفير فوق العادة، والمفوض والممثل الدائم للجمهورية العربية السورية لدى مقر الأمم المتحدة في نيويورك.
وخاض الجعفري جولات عديدة في مجلس الأمن في ظل اشتعال الأزمة السورية والحرب المستمرة منذ عام 2011.
عرف عن الجعفري خطاباته القوية أمام لجان الأمم المتحدة خلال بحث الأزمة السورية، وكان من أشد المدافعين عن قرارات الرئيس السوري وعرف بطريقة خاصة أدائه الخطابي، وصوته الجهوري، ووقفات الصمت الطويلة التي يقطع بها جمله كي يترك فرصة لسامعيه أن يتمعنوا في دلالاتها.
ومن التصريحات الشهيرة للجعفري تعليقه، على إهانة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للرئيس السوري بشار الأسد بالقول إن "الأمر لا يستحق التعليق على مثل هذا التصريح. شيء يرثى له أن نسمع مثل هذه التصريحات غير المسؤولة والاستفزازية من أهم قائد في العالم الغربي. هذا... أشعر بالخزي".