المسماري: ليبيا بصدد انتفاضة كبرى لإعادة بناء الدولة وطرد المرتزقة
أكد اللواء صالح رجب المسماري وزير الداخلية الليبي الأسبق أنه آن الأوان لليبيا لتضع حدا لعذاباتها وأخذ زمام مبادرة إنهاء الأزمة بنفسها.
وأضاف المسماري وهو رئيس المجلس الأعلى لقبائل الأشراف والمرابطين في ليبيا أن القبائل ترى أن الحل يجب أن يكون بعيدا عن التدخل الدولي السلبي، خاصة الأممي الذي يراه الليبيون متخاذلا.
وأوضح المسماري لـ"العين الإخبارية"، أن الموقف الأممي يخضع للموقف الأمريكي والإنجليزي والفرنسي، مشيرا إلى أنه فاض بهم الكيل بعد الصبر 12 عاما على الأوضاع والخطط الدولية المختلفة.
12 عاما من الأزمة والصبر
وزير الداخلية الأسبق أكد أن الليبيين بصدد انتفاضة كبرى تحميها القوات المسلحة لبناء الدولة وطرد المرتزقة والقوات الأجنبية من البلاد، وحال الرفض فقد يتم التصعيد والوصول إلى إغلاق النفط والعصيان المدني.
ونوه إلى أن ليبيا تحاول ترميم نفسها بنفسها دون التدخل الدولي لأنه في غالبه سلبي ولم يأت من ورائه أي خير لليبيا، مؤكدا أن الأمم المتحدة سمحت لأكثر من 40 دولة عام 2011 بقصف البلاد لمدة 8 شهور لإزاحة نظام معمر القذافي وتدمير البلاد وخرجوا منها وتركوا البلاد نهبا للمليشيات والإخوان والإرهابيين.
وأكد أن الأمم المتحدة لو كانت صادقة مع الليبيين في حل الأزمة مثلما سمحوا بفعل ما سبق بإمكانهم إحضار القبعات الزرقاء ويشرفون على إخراج المرتزقة والقوات الأجنبية الذين تم جلبهم إلى البلاد، ويخلون قواعدهم ويعيدون البلاد إلى ما كانت.
وشدد المسماري على أن الليبيين لم يعد لدهم ثقة في المجتمع الدولي والغربي كاملا، ولذلك قرر أن يخذ زمام المبادرة، خاصة أن ليبيا لديها قوات مسلحة قوية وحاضنة اجتماعية قوية وجوار عربي شقيق داعم ويهمه أمر ليبيا، وفي هذه الحالة يمكن للشعب الليبي التحرك الفعلي وقول كلمته للعالم أجمع.
القبائل والجيش
وأهاب المسماري نيابة عن المجلس الأعلى لقبائل الأشراف والمرابطين بكافة تركيبات "الأشراف والمرابطين" بدولة ليبيا وجميع القبائل والقوى الوطنية والاجتماعية والنشطاء ومؤسسات المجتمع المدني، لحضور التجمع الوطني، صباح يوم السبت 24 ديسمبر/كانون الأول الجاري بساحة الكيش "الكرامة" في مدينة بنغازي لأخذ زمام المبادرة لحل الأزمة.
وشدد على أن الاجتماع يوافق ذكرى استقلال ليبيا ويوم الانتخابات المؤجلة، موضحا أنه في هذه اللحظات المهمة من عمر الأزمة الليبية، يؤكد الليبيون على العلاقة التاريخية بين الجيش والقبائل.
وأردف أن الجيش والقبائل معا يعدان عناصر القضاء على جميع أشكال الفوضى والإرهاب والاحتلال، وتُمثل الخاصية الجوهرية، والتي أخفق السياسيون المتصارعون في إدراك حقيقتها نتيجةَ نظرَتهم الجشعة وعدم اصطفافهم إلا لأجل مصالحهم ومواقعهم.
وناشد المسماري القبائل الليبية التجمع بأكبر عدد ممكن في اليوم المشار إليه للتأكيد على وحدة وسيادة البلاد وسلامة أراضيها، موضحا أن المناطق المستقرة والتي تؤمنها القوات المسلحة والخالية من الإرهاب مثلما ساندت الجيش الوطني الليبي في عملية الكرامة لإعادة الكرامة لليبيين، من حقها أن ترى حكومة وطنية حقيقية موحدة لا تخضع لسياسة المليشيات.
وتشهد ليبيا أزمة سياسية تتمثل في صراع على السلطة بين حكومة عينها مجلس النواب الليبي برئاسة فتحي باشاغا تتخذ من شرق البلاد مقرا لها وحكومة الوحدة الوطنية منتهية الولاية التي يترأسها عبدالحميد الدبيبة الذي يرفض تسليم السلطة.
وتجري الأمم المتحدة جهودا لحل تلك الأزمة عبر مبادرة شكلت بموجبها لجنة مشتركة تسعى للتوافق على قاعدة دستورية تقود البلاد إلى انتخابات تجدد شرعية الأجسام الحالية وتنهي المرحلة الانتقالية التي طال أمدها، إلا أن هذا المسار معطل منذ عدة أشهر.
aXA6IDMuMTQ3LjQ4LjEwNSA= جزيرة ام اند امز