جولة روحاني في أوروبا.. عاد بخفي حنين
"المهمة المستحيلة لروحاني في أوروبا.. وفشل الدبلوماسية الإيرانية في دول الاتحاد"، هكذا وصفت الصحف الفرنسية الجولة الأوروبية لروحاني.
"المهمة المستحيلة للرئيس الإيراني في أوروبا.. وفشل الدبلوماسية الإيرانية في دول الاتحاد"، هكذا وصفت الصحف الفرنسية الجولة الأوروبية التي يجريها رئيس إيران حسن روحاني، في محاولة لاستجداء زعماء الاتحاد الأوروبي وأصحاب الشركات، للإبقاء على الاتفاق وعدم سحب استثماراتهم من بلاده، مشيرة إلى إحباط دبلوماسي لإيران بالكامل خلال زيارة روحاني إلى أوروبا.
وواجه روحاني فشلا ذريعا في سويسرا، أولى محطات هذه الجولة، وذلك بعد نفور الشركات السويسرية، التي لم تهرع لمقابلته وفضلت الانسحاب من طهران، ما جعل نتائج الجولة لا قيمة لها، وتوالى الفشل خلال زيارته في النمسا.
وجاءت تلك التحركات عقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني الموقع عام 2015، بين الدول الكبرى وإيران، وشن واشنطن حملة ضغط اقتصادية ودبلوماسية على إيران، بصدد قطع دابر الأذرع الإيرانية من المنطقة، ومنعها من التدخل عبر مليشياتها في شؤون الدول الأخرى، وتغيير سلوك الزعيم الإيراني.
في هذا الصدد، ذكرت صحيفة "لاكروا" الفرنسية، أن روحاني، الذي أعيد انتخابه في الانتخابات الرئاسية عام 2017، وهو المهندس الرئيسي الإيراني للاتفاق النووي مع وزير خارجيته محمد جواد ظريف، يحاول الاثنان استجداء البلدان الموقعة على الاتفاق، لا سيما الأوروبية، للحصول على ضمانات اقتصادية تسمح لإيران السماح لها بأن تظل في الاتفاق.
وتابعت "لاكروا" أنه "بالتزامن مع زيارة روحاني للبحث عن ضمانات اقتصادية، هناك توترات ضربت علاقات إيران مع أوروبا، عقب اعتقال 6 إيرانيين بينهم دبلوماسي، في عدة بلدان أوروبية وهي: بلجيكا وفرنسا وألمانيا، على خليفة محاولة هجوم إرهابي في باريس كانت تستهدف مؤتمر المقاومة الإيرانية في فرنسا، حضره عدة شخصيات دبلوماسية ودولية، وهو ما عقد من مهمة رئيس إيران في أوروبا".
وأوضحت الصحيفة أن تلك المهمة باتت شبه مستحيلة في ضغط الولايات المتحدة على الأوروبيين، من أجل عزل طهران وتنفيذ العقوبات الاقتصادية عليها، ولفتت إلى أن عودة العقوبات الدولية على طهران، في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية وانهيار سعر العملة المحلية، في الوقت الذي يعاني روحاني من خلافات مع تيار المحافظ، فإن النظام الإيراني الحالي بات على وشك الانهيار في ظل الاحتجاجات التي ضربت البلاد تنديداً بالأوضاع الاقتصادية المتردية.
وذكرت الصحيفة ما قاله المسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية، براين هوك، عن سعي بلاده إلى "تصفير" مكاسب طهران من النفط الخام، وأن عشرات الشركات أعلنت اعتزامها تقليص علاقاتها التجارية مع إيران قبيل إعادة فرض العقوبات الأمريكية.
وأشارت "لاكروا" إلى أن قادة الاتحاد الأوروبي قرروا عقد قمة، في 6 يوليو/تموز، في فيينا، مع نظرائهم الإيرانيين، لتحديد مصير الاتفاق النووي"، لافتة إلى أنه في المقابل، تهدد طهران باستئناف جزء من النشاطات النووية المتوقفة، إذا لم تتحقق مطالبها بتوفير الضمانات الاقتصادية.
وأوضحت الصحيفة أنه على الرغم من تلك التهديدات، فإن الشركات الأوروبية أبدت عزوفها عن توفير تلك الضمانات الاقتصادية، حيث رفضت عدة شركات سويسرية لقاء روحاني، الأمر نفسه تكرر في النمسا بجانب أزمة دبلوماسية سياسية أخرى تزيد من التوترات.
وتابعت أنه "بالتزامن مع زيارة روحاني إلى النمسا، يزور المسئول الأمريكي براين هوك العاصمة النمساوية "لمناقشة سبل المضي قدما" مع النظراء الأوروبيين، ألمانيا، وفرنسا وبريطانيا، في إعادة فرض العقوبات على إيران".
من جانبها، أشارت صحيفة "لكسبريس" الفرنسية، إلى أن جولة روحاني في أوروبا ما هي إلا إحباط دبلوماسي لإيران بأكملها على كافة الأصعدة، وجعلت روحاني يعود بيد خاوية لم يحرز شيئاً".
وأوضحت الصحيفة أن حادث اعتقال الإيرانيين الستة المتهمين بضلوعهم في الهجوم الإرهابي على تجمع المقاومة الإيرانية، وضع الدبلوماسية الإيرانية في موقف محرج، وعكر صفو زيارة روحاني إلى البلاد، موضحة أن الدبلوماسي المعتقل من بين المتهمين الستة أسعد الأسعدي، وفقاً للموقع الرسمي للدبلوماسية النمساوية، يتولى منصب المستشار الثالث في السفارة الإيرانية.
ووفقاً للصحيفة فإن مجموعات كبيرة أوروبية، بما فيها النمسا أعلنت عن عزمها وقف أي نشاط في إيران، خوفاً من العقوبات الأمريكية في المستقبل.
من جهة أخرى، نظمت المعارضة الإيرانية وقفة احتجاجية في النمسا، اعتراضا على زيارة روحاني إلى فيينا، وطالبت بإدانة وملاحقة روحاني على إثر تورط دبلوماسي إيراني في مخطط إرهابي لاستهداف مقر مؤتمر المعارضة الإيرانية السنوي الذي عقد بالعاصمة الفرنسية باريس.
aXA6IDMuMTQ5LjI1MC4xOSA= جزيرة ام اند امز