إيران.. ألغام اقتصادية تهدد بالإطاحة برأس روحاني
خبير اقتصادي إيراني يحذر حكومة طهران من حقل ألغام على وشك الانفجار، ومنافس روحانى يبدي قلقا.
بالتزامن مع تصاعد الاحتجاجات بالبلاد إلى حد غير مسبوق بسبب تفاقم الأزمات الاقتصادية، وتردي الأوضاع المعيشية اعتبر خبير اقتصادي إيراني أن حكومة بلاده باتت وسط حقل ألغام على وشك الانفجار في أي لحظة؛ فيما حذر إبراهيم رئيسي المنافس البارز للرئيس الإيراني حسن روحاني بالانتخابات الرئاسية الماضية، من خطر تفشي الأزمات الداخلية على نظام الملالي.
وأشار كيومرث اشتريان، أستاذ الاقتصاد بجامعة طهران، إلى الوضع الاقتصادي الراهن بالبلاد، لافتا إلى أن هناك عدة ألغام خفية تحت أقدام الحكومة الإيرانية، من الممكن أن تنفجر مع أي حادثة صغيرة، قبل أن يؤكد ضرورة تعامل المسؤولين الإيرانيين بشفافية إزاء القضايا التي تمس قوت الإيرانيين، حسب قوله.
ولفت اشتريان، في مقال مطول له بصحيفة "شرق" اليومية الإيرانية، إلى أن غلاء الأسعار في بعض الخدمات والسلع الأساسية يقع على عاتق الطبقات الاجتماعية الأقل دخلا، الأمر الذي يدفعهم إلى التذمر، والخروج باحتجاجات عارمة للمطالبة بتحسين أوضاعهم، مشيرا إلى عجز السلطات التنفيذية والقضائية في البلاد عن التدخل إزاء الجهات التي تتحكم بالزيادات المطردة مؤخرا، ولا سيما بسوق السيارات، التي تشهد موجة غلاء مستعرة على مدار الأسابيع الأخيرة.
واعتبر الخبير الاقتصادي الإيراني أن فتح المجال بسوق السيارات أمام المصنعين المحليين للتحكم بأسعار الشاحنات على سبيل المثال، وتحقيق أرباح باهظة على حساب الإيرانيين الناقمين من تردى الأوضاع الداخلية بسبب سياسات الملالي التخريبية بالمنطقة، سيؤدي في النهاية إلى الإطاحة بحكومة روحاني عبر انقلاب عسكري، على غرار الانقلاب على الرئيس التشيلي سلفادور ألليندي عام 1973، حسب قوله.
وفي تعبير عن مخاوف النظام الإيراني من تصاعد التذمر الشعبي في أعقاب الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي، وفرض عقوبات جديدة بسبب أنشطة طهران التخريبية، أشار "اشتريان" إلى أن الحكومة الإيرانية يجب أن تولي أهمية قصوى للتعامل مع مطالب الطبقات المتوسطة والفقيرة، وكذلك المعوزين.
واختتم أستاذ الاقتصاد بجامعة طهران، مقاله اللافت منتقدا صمت المسؤولين الإيرانيين المعنيين بملفات الاقتصاد، في مثل هذه الظروف الحساسة داخل بلاده، التي تنذر بحدوث انفجار عارم وسط تصاعد الأحداث مؤخرا.
وبالتزامن مع تدهور قيمة العملة المحلية الإيرانية إلى أدنى مستوياتها أمام الدولار الأمريكي الذي تجاوز حاجز الـ9000 تومان إيراني وسط تكالب الإيرانيين على شراء العملة الخضراء خشية خسارة ودائعهم النقدية حال تدهور الاقتصاد المحلي، اعترفت وكالة أنباء مهر الإيرانية بانتشار دولارات مزيفة في سوق النقد الأجنبي بالبلاد.
ونقلت "مهر"، عن ولي بور أحمد نجاد، أمين لجنة مكافحة تهريب العملة والبضائع في بلدية طهران، أن السلطات المحلية اعتقلت على مدار الأيام الماضية عددا من سماسرة سوق العملات الأجنبية بدعوى تسببهم في اضطراب الأسواق، وسط إغلاق طهران الصرافات، في حين كشف عن ضبط نحو 148 ألف عملة مزيفة من فئة الدولار الأمريكي، حسب قوله.
وفي السياق ذاته، اعتبر رجل الدين إبراهيم رئيسي، والمرشح الرئاسي السابق المنافس للرئيس الإيراني الحالي، أن التهديدات الداخلية أكثر خطورة على نظام الملالي من نظيرتها الخارجية، بدعوى تكاسل المسؤولين الإيرانيين عن القيام بمهامهم الموكلة إليهم.
وتتزامن تصريحات رئيسي مع تصاعد حدة التذمر والغضب الشعبي داخليا؛ رغم عدم إشارته صراحة إلى هذا الأمر، لكن حديثه انطوى على مخاوف من تسبب حالة الفساد المستشري في البلاد، والفشل الحكومي، والتخبط بين المؤسسات المختلفة، سواء الرسمية وغير الرسمية في سقوط نظام الملالي بأكمله على أيدي الشعب الإيراني.