صحيفة فرنسية: تجارب طهران النووية تقتل الإيرانيين عطشا
في تحقيق إنساني حول أزمة المياه والجفاف التي تعاني منها إيران، رجح علماء ومحللون أن الجفاف في إيران نتج عن التجارب النووية.
في تحقيق إنساني حول أزمة المياه والجفاف التي تعاني منها إيران، وسط معاناة الفلاحين وسخطهم لكونهم ضحايا نظام الملالي وشركات مليشيا الحرس الثوري الإيراني، رجح محللون ومراقبون، من خلال دراسات علمية، أن تلك الأزمة نتيجة عملية الاحتباس الحراري الناتج في الأصل من التجارب النووية الإيرانية.
وذكرت صحيفة "لكسبريس" الفرنسية أن الإيرانيين يموتون عطشاً من الغرب إلى الشرق، نتيجة للتقلبات المناخية، في ظل إهمال السلطات الإيرانية، غير مدركين خطورة تلك الأزمة.
وفي مدينة فرزانة، في الجنوب الشرقي لطهران، والتي تعد مركزاً لمنطقة زلازل، يشكو المزارعون من الجفاف الشديد ونضوب الآبار، في ظل غياب السلطات الإيرانية وتجاهلها لمعاناتهم.
ونقلت الصحيفة شهادات المزارعين الذين هجروا أراضيهم للبقاء على قيد الحياة، فمنهم من عمل حارساً لعقار، أو خادماً، أو عمل في تجارة الماشية، والبعض الآخر اتجه لإدمان المخدرات نتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة.
وأرجعت الصحيفة تلك الأزمة إلى تقصير الحكومة الإيرانية في إدارة المياه وحسن استغلالها في مواجهة عملية الاحتباس الحراري الذي أدى إلى الجفاف، منتقدة إخفاق السلطات الإيرانية في تحسين البنية التحتية لتوصيل المياه إلى المناطق ذات التدفق المنخفض للمياه.
وأشارت الصحيفة إلى تقرير نشره الموقع الرسمي للمعارضة الإيرانية، والذي أفاد بأن إيران تتجه نحو الجفاف وندره المياه، نتيجة سوء إدارة السلطات الإيرانية للمياه، مشيرة إلى أن "نقص المياه في إيران بالفعل في مرحلة حرجة، كما أنه من المرجح أن تتفاقم الأزمة سوف وتنتقل إلى عدة مناطق في البلاد مع اقتراب فصل الصيف".
فيما أكد محللون ومراقبون، من خلال دراسات علمية، أن أزمة الجفاف التي تعاني منها إيران نتيجة عملية الاحتباس الحراري والتجارب النووية الإيرانية، والتي تعد عملية الاحتباس الحراري أحد آثارها.
التجارب النووية
وفي دراسة أجراها جون ماري ماتاني، مدير معهد دور المواطنين في نزع السلاح النووي، أوضحت أن الطاقة النووية تشكل خطراً أكبر على البشرية من مجرد عملية تغير المناخ، مشيرة إلى أن "عمليات تخصيب اليورانيوم والتجارب النووية تسهم بشكل كبير في عملية الاحتباس الحراري".
وأضافت الدراسة الفرنسية التي نشرها موقع "موندياليزاسيون" البحثي الكندي، أن تأثير تلك التجارب النووية مباشر على طبقات الجو يؤدي إلى زيادة عملية البخر عن طريق أبراج التبريد، والتي تتبخر لأعلى ثم تتكثف وتعود مرة أخرى إلى الأنهار فتسهم في عملية تسخين المياه وتلويثها، الأمر الذي بدوره يؤدي إلى الجفاف على المدى الطويل.
وتابعت أن "المناطق التي تتم فيها عمليات تجارب نووية تكون أكثر عرضة للجفاف، بجانب الكوارث الطبيعية الأخرى من زلازل، وارتفاع درجة الحرارة".
وفي تقرير رفعه البروفسور السير ديفيد كينج، المسؤول عن تغير المناخ، والذي أرسل تحذيراً لوزيرة الدولة "للشؤون الخارجية، والكومنولث البريطانية السابقة، جويس أنيلي"، يحذر من الآثار غير المباشرة للتجارب النووية بجانب التهديد الأمني الدولي، منها ارتفاع درجة حرارة لكوكب الأرض، وفيضانات، فضلاً عن نتائج تغير المناخ من تصحر وجفاف، بحسب صحيفة "تموايناج" الفرنسية المتخصصة في العلوم البيئية.