لماذا تستميت مليشيات مصراتة الإرهابية في معارك طرابلس؟
منذ انطلاق معركة الجيش الوطني الليبي لتحرير طرابلس، تتصدر مليشيات مدينة مصراتة المعارك في صف مليشيات حكومة الوفاق.
منذ أن انطلقت معركة الجيش الوطني الليبي لتحرير طرابلس، تتصدر مليشيات مدينة مصراتة المعارك في صف حكومة الوفاق وتشكيلاتها المليشياوية الموالية لها.
وتضم الصفوف الأولى من المليشيات التابعة لمصراتة في طرابلس، مليشيا الصمود بقيادة الإرهابي المطلوب دوليا صلاح بادي، وغيره من المليشيات الأقل شهرة.
وتثير استماتة عناصر مليشيات مصراتة في الدفاع عن العاصمة، تساؤلا حول مغزى الخطوة، إذ سبق أن شاركت هذه المليشيات في الهجوم على العاصمة منذ عدة أشهر أكتوبر 2018، أمام المليشيات التي تقف في صفها الآن ضد تقدم الجيش الوطني الليبي في معركة طوفان الكرامة لتحرير العاصمة من الإرهاب.
جرائم مصراتة
تشارك مصراتة في معارك طرابلس من خلال يطلق عليها "مليشيات الصمود" التي يقودها الإرهابي صلاح بادي، وكتيبة الحلبوص لعبدالسلام الروبي، والقوة الثالثة لمحمد الفلاو، ومليشيا 166 لمحمد عمر الحصان، ومليشيا الطاجين لمختار جحاوي، والمتحركة لمحمد سالم دمونة، ومليشيا شريخان لمحمد بعيو.
كما أوت المدينة الهاربين من معارك الجيش الوطني الليبي من قيادات التنظيمات التكفيرية، داعش والقاعدة وأنصار الشريعة والجماعة الليبية المقاتلة، وغيرها، وسمحت لهم بالقتال في صفوفها أثناء معارك طرابلس كما عالجت مصراتة في المستشفى الميداني الإيطالي عناصر هذه التنظيمات الإرهابية.
وتعاقدت الكلية الجوية بمصراتة مع عدد كبير من المرتزقة الأجانب لتنفيذ عدد من الضربات الجوية على المدنيين المؤيدين للجيش الليبي في حربه على الإرهاب بالعاصمة الليبية طرابلس.
بالإضافة لاستقدامها عناصر تكفيرية من العراق وسوريا عبر موانئها الجوية والبحرية للقتال ضد الجيش الليبي، وكذلك شحنات الموت من الأسلحة والمتفجرات القادمة من قطر وتركيا وإيران رغم حظر التسليح المفروض على ليبيا.
ثأر القبائل عند مصراتة
يقول مصدر قبلي ليبي إن مصراتة لديها ثأر دموي مع كافة القبائل الليبية بدءا من القذاذفة لأن مليشيات صلاح بادي هي من قتلت الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، وظهر بادي رفقة جثة معمر في سيارته الخاصة بمقطع مصور.
وتابع المصدر، في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن مصراتة تورطت في دماء كثير من الليبيين في كل من قبائل ورفلة بني وليد، خاصة فيما يعرف بالقرار رقم 7، وقبائل ترهونة والاستهداف العشوائي للمدنيين، وغيرها أثناء انقلاب فجر ليبيا.
وأكد المصدر، مفضلا عدم نشر اسمه، أن مصراتة ترى أن طرابلس هي صمام الأمان نحو تقدم قوات الجيش الليبي إليها، وبالتالي قد يتعرض بعض أهاليها لاعتداءات من شباب القبائل المتحمسين من أولياء الدم، خاصة أن القبائل كان لها دور بارز في دعم الجيش الليبي في رحلة إلى الجنوب ثم إلى الغرب الليبي.
دولة مصراتة
يرى مراقبون أن السبب الحقيقي وراء استماتة مليشيات مصراتة في القتال مع مليشيات الوفاق بطرابلس هو أسباب قائمة على المصالح ومكتسبات ما بعد الثورة والفوضى.
فحين تؤكد عناصر مليشيات مصراتة أنها تدافع عن مدنية الدولة، إلا أن الحقائق تؤكد غير ذلك، فمن الواضح أنها تسعى لسيطرة المليشيات غير النظامية التي لم يتخرج منتسبوها في الكليات العسكرية، كما تنادي بمصراتية الحكومة، إذ يسيطر أبناء مدينة مصراتة على هذه الحكومة المسماة بـ الوفاق الوطني".
ويتضح ذلك من كشف حقيقة أن وزير داخلية المليشيات، فتحي باشاغا، وأحمد معيتيق النائب بالمجلس الرئاسي والمسؤول عن الاستثمارات في ليبيا، ونائب رئيس الأركان الليبي سالم جحا، ومدير المصرف المركزي الصديق الكبير، ومدير المؤسسة الوطنية للنفط، ورئيس المجلس الأعلى للدولة السابق عبدالرحمن السويحلي، ومدير شركة النهر الصناعي العظيم، وعددا من الوزراء في حقائب الثقافة والعمل والكهرباء.. جميعهم من مصراتة.
وهو ما يخالف الاتفاق السياسي الذي تأسست على أساسه حكومة الوفاق، إذ افترض الاتفاق شرط الإجماع والتمثيل السكاني والجغرافي لليبيين، وهو ما انتفى للمرة الثانية خاصة بعد استقالة علي القطراني النائب بالمجلس الرئاسي وموسى الكوني، ويجعل من هذه الحكومة حكومة مصراتة.
وكان الجيش الليبي قد أطلق الرابع من أبريل/نيسان الماضي عملية طوفان الكرامة لتطهير العاصمة الليبية طرابلس من المليشيات المسلحة والجماعات الإرهابية، واستطاع الجيش الليبي من بسط سيطرته على مناطق واسعة من ضواحي العاصمة وفتح 8 محاور من القتال ضد المليشيات.
وطور الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر عملية طوفان الكرامة وأطلق المرحلة الثانية من الهجوم بهدف حسم معركة تحرير طرابلس سريعا، بمشاركة كتائب عدة من مدن المنطقة الغربية التابعة للقيادة العامة للقوات المسلحة الليبية.
أوامر تركية قطرية
ومن جانبه، يرى السياسي الليبي، صلاح أبوخزام عضو الهيئة التأسيسية لصياغة دستور ليبيا، أن جماعة الإخوان وحلفاءها المدعومين من قطر وتركيا، يقفون وراء الدفع بمليشيات مصراتة في معارك طرابلس.
وأوضح أبوخزام لـ"العين الإخبارية" أن جماعة الإخوان الإرهابية ترفض قيام جيش نظامي في ليبيا إلا إذا كان قادته والغالبية العُظمى من مُنتسبيه يحملون فكر هذا التيار المتشدد، خاصة بعد سقوط حلمهم في السيطرة بعد ثورة الـ30 من يونيو 2013 في مصر والإطاحة بحكم جماعة الإخوان.
وأكد السياسي الليبي أن الإخوان الإرهابية وحلفاءها يُسيطرون على العاصمة طرابُلس منذ نهاية عام 2011، وجميع الحكومات التي توالت منذ ذلك الوقت بما فيها حكومة السراج، هي حكومات تابعة للمتطرفين، خاصة مليشيا الفاروق التابعة لتنظيم القاعدة، منوها إلى وجود عدد من الشباب من أفراد مليشيات مصراتة مغرر بهم باسم الثورة ودماء الشهداء الذين سقطوا عام2011.
ونوه أبوخزام إلى أن أغلب قيادات التيار المتشدد من مدينة مصراتة ومليشياتها تابعة وبشكل مُباشر إلى هذه القيادات، مشيرا إلى أن سيطرة القوات المُسلحة العربية الليبية على طرابُلس سينهي وجود المتطرفين نهائيا في ليبيا.