بـ"التعبئة ونفير القبائل".. مأرب تحتشد لهزيمة عدوان الحوثي
كثّفت السلطات اليمنية بمأرب من التعبئة القتالية لدعم جبهات القتال المستعرة وذلك لهزيمة عدوان الحوثي والحرس الثوري الإيراني الرامي لاجتياح المحافظة.
وبدأت قبائل مأرب والجوف والبيضاء وصنعاء وعدد من زعماء قبائل شمال اليمن في المناطق المحررة بالاستجابة لدعوات النفير التي أطلقها محافظ مأرب اللواء سلطان العرادة بالتنسيق مع وزارة الدفاع.
وأعلنت قبائل "دهم" التي تستوطن محافظة الجوف، الإثنين، النفير العام انطلاقا من مأرب متعهدة بالاستمرار في مقارعة المليشيا الحوثية حتى استعادة ديارها والسعي إلى تحريرها وصد عدوان مليشيا الحوثي المدعومة إيرانيا.
وشدد قائد مطارح قبائل "دهم"، الشيخ خالد بن شطيف، على توحيد الجهود ونبذ التفرقة والخلافات من أجل دحر المليشيات الحوثية واستعادة مديريات الجوف ومأرب، بحسب وكالة "سبأ" الرسمية.
وتأتي دعوات النفير التي تصدرتها قبائل مأرب الخمس (مراد وعبيدة وبني عبد وبني جبر والجدعان) والتعبئة العامة في معسكرات الجيش اليمني عقب اشتعال المعارك في جبهات المحافظة على مدى 84 يوما مضت.
وتتركز المواجهات على أشدها في مديرية صرواح إلى الغرب من مأرب وتمتد جنوبا إلى رحبة وجبل مراد وشمالا إلى الجدعان والجدافر وحتى العلم شرقا.
وبحسب متحدث الجيش اليمني، العميد عبده مجلي، فإن "مليشيات الحوثي الإرهابية تخسر في هذه الجبهات بشكل يومي العشرات من عناصرها، بالإضافة إلى تدمير العديد من الأسلحة والآليات والدوريات.
واعتبر المتحدث العسكري، في بيان، أن جبهتي الكسارة والمشجح في صرواح هما أكثر جبهات مأرب اشتعالاً خلال الأيام الماضية والتي تعرضت خلالها المليشيات لضربات موجعة وقاصمة.
وقتل المئات في المواجهات الشرسة بهذه الجبهات، فيما تم تدمير 20 دورية وآلية قتالية لمليشيات الحوثي خلال الأسبوع الماضي، وفقا لمتحدث الجيش اليمني.
والأحد، قُتل 7 عناصر بصفوف مليشيا الحوثي في كمين محكم للجيش اليمني ودمرت المدفعية الثقيلة ومقاتلات التحالف 4 آليات ودوريات للانقلابيين في جبهة "الكسارة" بصرواح.
كما تكبدت المليشيات الحوثية خسائر مادية وبشرية بقصف مدفعي لقوات الجيش اليمني وغارات جوية لمقاتلات التحالف العربي في جبهة المشجح، وفقا لبيان للجيش اليمني، تلقت "العين الإخبارية" نسخة منه.
مؤشرات المعركة
وعلى الرغم من تطمينات أطلقها محافظ مأرب، سلطان العرادة، حول أن ما تسعى إليه مليشيا الحوثي ومن خلفها إيران لاجتياح المحافظة لن يتحقق إلا أن مؤشرات المعارك على الأرض لازالت مقلقة بالفعل.
ويشير تراجع هجوم مليشيا الحوثي اليوميين الماضين وإحراز الجيش اليمني وقبائل مأرب مكاسب ملحوظة في جبهات مديرية صرواح إلى فعالية تحرك محوري الضالع والبيضاء ومعارك كر وفر تشتعل بالحديدة.
وأربكت هذه المعارك التي حققت خلالها المقاومة اليمنية انتصارات ميدانية صفوف مليشيا الحوثي وكبدتها خسائر كبيرة وأثرت بشكل كبير على هجومها البري العسكري المكلف في مأرب، وفقا لخبراء.
وتنظر مليشيا الحوثي إلى اجتياح مأرب أنه بمثابة "جائزة كبرى" على مختلف الصُعد العسكرية والسياسية وحتى تبعيتها للنظام الإيراني وهذا ما يكشف إصرارها على مواصلة خوض المعارك رغم نزيفها القتالي الكبير.
المحلل اليمني، مروان محمود، قال إنه إلى جانب حقول النفط والغاز وحرمان الحكومة الشرعية من أهم معاقلها، ترى مليشيا الحوثي مدينة مأرب بمثابة قطعة الأحجية المفقودة في خارطة نفوذها الجغرافي شمالاً، والورقة الرابحة والحاسمة في فرض شروطها لإنهاء الحرب أمام المجتمع الدولي.
وأوضح المحلل اليمني، في تصريح لـ"العين الإخبارية"، أن ما يفسر إصرار مليشيا الحوثي على اجتياح مأرب هو التوجه الجديد لواشنطن خارجياً والذي تعده ضوءًا أخضر للسيطرة على المدينة وكجائزة ثمينة تكمن في استغلال ثروتها الغازية والنفطية كوقود للتوسع جنوبا.
وتقول الحكومة اليمنية إن الموقف الدولي المتهاون في التعامل مع مليشيا الحوثي كجماعة إرهابية، يدفعها لتحدي جهود إحلال السلام ويشجعها على ممارسة المزيد من جرائمها ومضاعفتها للأعمال العدائية ضد أمن اليمن وجيرانه ومحيطه الإقليمي والعالمي.