5 روايات لفهم الأدب الكوبي
الشاعر والكاتب الكوبي بابلو ميدينا يعد صاحب أول منشور لمؤلف كتب مباشرة من اللغة الإنجليزية، وكانت مذكراته بعنوان "ذكريات المنفى" (1990)
رشح الشاعر والكاتب الكوبي بابلو ميدينا، خلال حوار أجراه مع موقع liTERARY HUB، خمس روايات، اعتبرها من روائع الأدب الكوبي، مشيرا إلى أن هذه الروايات ترجمت إلى لغات عدة من بينها الإنجليزية والفرنسية والعربية.
وميدينا، أستاذ في قسم الكتابة والأدب والنشر بكلية إيمرسون ومدير برنامجها في وزارة الخارجية، ولد في هافانا، كوبا، وهاجر إلى مدينة نيويورك عام 1960، وحصل على درجة الماجستير من جامعة جورج تاون.
ويعد ميدينا صاحب أول منشور لمؤلف كوبي كتب مباشرة من اللغة الإنجليزية، وكانت مذكراته "ذكريات المنفى" (1990)، الأولى من بين عدة روايات عن السيرة الذاتية تنشر من جيل الكوبيين الذين هاجروا إلى الولايات المتحدة بعد الثورة الكوبية.
وروى ميدينا ذكريات مبكرة من طفولته في كوبا إلى لحظة وصوله إلى مدينة نيويورك، ومن بين منشوراته الحديثة، مجموعة من القصائد المترجمة من قبل فيرجيليو بانيرا، ثقل الجزيرة: قصائد مختارة من فيرجيليو بانيرا (2015)، كما كتب رواية بعنوان الكوميديا الكوبية.
وتشمل قائمة مختاراته العناوين التالية:
مملكة هذا العالم
ترجمت الرواية إلى الإنجليزية والعربية، من تأليف أليخو كاربنتير، وتدور أحداثها في مدينة "هايتي" في فترة نضالها للحصول على الاستقلال في أواخر القرن الـ18 وبدايات القرن التاسع عشر.
وتعتبر هذه الرواية واحدة من كلاسيكيات الأدب الكوبي التي يعتبر مؤلفها مؤسس مدرسة الواقعية السحرية في أدب أمريكا اللاتينية.
ويقول "ميدينا": "هذه الرواية مهمة لكل شخص يريد أن يفهم تاريخ العبودية في منطقة الكاريبي".
ترجم "ميدينا" هذه الرواية، التي تم نشرها لأول مرة عام 1949، ويصف ترجمتها بأنها "كانت عملية شاقة وجميلة، تكمن الصعوبة في تبسيط الرواية إلى القراء المعاصرين دون أن يفقد النص معانيه، أو يحرم القارئ من صوت المؤلف، الذي يعتبر مزيجا من الغضب والشفقة".
ويضيف: "هذه الرواية كان لها تأثير كبير عليه، وعلى الرواية التي يعكف على كتابتها في الفترة الحالية"، لأن رواياته عادة ما تكون ردودا أو استكمالا- إذا صح التعبير- لما يقرأه من روايات مهمة.
" باراديسيو" لـخوسيه ليزاما ليما
استغرقت كتابة هذه الرواية ما يقرب من 20 عاما، وتم نشرها لأول مرة عام 1966، وهي مقطوعة سيمفوينة لواحد من أهم كتاب كوبا والذي لا يزال تأثيره ممتدا حتى الآن، ويتضح ذلك في اقتباس شباب القراء فقرات من الرواية حتى يومنا.
يصف "ميدينا" الرواية بأنها: "عمل مثير، كما أن (ليزاما) لديه قدرة فائقة على الوصف، ولا سيما وصف الطعام إلى حد استحضار روائح الطعام، يظهر ذلك في الفصل السابع من الرواية فقد كان يصف مأدبة طعام بتفاصيل قابلة للتذكير".
ويضيف: "لقد حاولت مرارا وتكراراً أن أستحضر قدرته على وصف واستحضار روائح الطعام، ولكنني لم أتمكن من ذلك حتى الآن".
"إنفانتس إينفيريو" للكاتب جييرمو كابريرا إنفانتي
تدور أحداث هذه الرواية في مرحلة ما قبل الثورة في هافانا، وهي رواية جنسية بالدرجة الأولى، تدور حول شخص مفتول العضلات يفتخر بعلاقاته الجنسية، بطريقة مضحكة ومثيرة، وأثارت الرواية حالة من الجدل نظراً لجرأتها فيما اعتبر آخرون أنها سيرة ذاتية للكاتب.
وفي هذا الصدد يقول "ميدينا": "علق كابريرا على هذه المقولة بشكل واضح في أحد الحوارات الصحفية، قائلاً: كيف يمكن للمرء أن يصدق كل ما ورد في رواية إلى حد اعتباره سيرة ذاتية، فالرواية والسيرة الذاتية شيئان أو نوعان من الكتابة متناقضان تماماً".
ويتابع "ميدينا": "العلاقات الجنسية التي سردها (كابريرا) في الرواية، تبدو مقتبسة من تجارب حقيقية مر بها الكاتب في شبابه، وهو أمر وراد، لكن التفاصيل بلا شك محض خيال أو ربما سرد لحكايات من تلصص الكتاب على الآخرين".
وبخلاف الجنس الطاغي في الرواية يعتبر "ميدينا" إن أهم ما يميز العمل هو لغة "كابريرا" وحبه وتعلقه بمدينة هافانا.
"قصة حياة فيدل كاسترو" من تأليف نوربيرتو فوينتيس
يقول "ميدينا" عن هذا الكتاب: "القارئ لن يستطيع وضع الرواية حتى ينتهي منها، فقد رسم (فوينتس) صورة ساخرة ودقيقة لرجل لديه درجة عالية من حس الأنا، ومدفوع بإقناع الآخرين بحقيقته أو شخصيته التي لا يراها أحد غيره، عندما يختلف معه شخص ما فإنه لا يحاول استيعاب أرائهم أو أفكارهم، فيتأرجح مصيرهم بين الاعتقال أو الإعدام أو النفي".
ويضيف "ميدينا": كان (فوينتيس) مقربا من دائرة كاسترو قبل أن يتم استبعاده، ومن ثم كان عليه أن يغادر البلاد، وهناك تشابه كبير بين شخصية كاسترو في الرواية وشخصية البطل في رواية ماركيز (خريف البطريرك)، رغم أن ماكيز نفى ذلك ولكن في النهاية الطغاة يشبه بعضهم بعضًا، فهم بشر ممتلئون بذاتهم وغارقون في أنفسهم للغاية".
" الجميع يغادر" من تأليف ويندي جيرا
تدور أحداث الرواية التي نشرت لأول مرة عام 2006، حول قصة حياة سيدة كوبية منذ طفولتها حتى فترة العشرينيات، وتواجه هذه السيدة الحرمان والفقر، وحياة عائلية مختلة ومفككة، ويتم عرض ذلك بلغة مباشرة وصريحة تكاد تصل لدرجة الصدمة، وبهذه الطريقة كتبت ويندي أهم إنجازاتها الروائية.
ويقول "ميدينا": "جيرا لا تخشي الثورة، فهي تنتمي لجيل عاصر أسوأ وأفضل فترات النظام الجديد في كوبا، ورغم ذلك لم يكن لديها أوهام حول الواقع الذي فرض على المواطن الكوبي، من عدم وجود حريات فردية، وفشل النظام في إجراء إصلاحات على كافة المستويات والتي وعدوا بها تكرارا ومراراً- وباستثناء مجانية التعلم والرعاية الصحية، لم يتحقق شيء آخر، وهو أمر محبط فالفرد يحتاج إلى أمور أخرى في حياته فهو ليس مريضا دائما، ولا يقرأ طول الوقت".
ويضيف: "الفساد منتشر في كل مكان، وإذا كنت تريد العيش في كوبا فلا بد من أن تتوافر لديك الأموال اللازمة للسوق السوداء وبالتالي لخرق القانون، وبالتالي فالجميع مجرمون.
ورغم كل هذا تقول ويندي على لسان الرواي: "لا شيء يفعله المرء هنا سوى محاولاته المستمرة للنجاة، بأي وسيلة ممكنة".