خبراء عن تفجيرات مقديشو: فرماجو فشل في حفظ أمن الصومال واستقراره
خبراء أمنيون أكدوا أن التفجيرات التي تشنها حركة الشباب في الصومال خلال الأيام الماضية دليل على تدهور الأوضاع الأمنية في البلاد
أكد خبراء أمنيون أن حكومة الرئيس الصومالي عبدالله فرماجو فشلت في حفظ أمن البلاد واستقرارها، بعدما شنت حركة الشباب الإرهابية العديد من التفجيرات التي أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات من المواطنين.
- غضب شعبي بعد تفجير مقديشو.. ومطالب بتنحي حكومة فرماجو
- مصرع نائب وزير العمل الصومالي في تفجيرات مقديشو
وأشاروا في أحاديث منفصلة لـ"العين الإخبارية" إلى أن مشاهد الانفجارات باتت تتكرر بصورة شبه يومية، ما يؤكد أن الأجهزة الأمنية فشلت في التصدي لها.
وشددوا على أن الصومال تعيش حاليا أسوأ مراحل الفراغ الأمني في تاريخها بعد تزايد عدد التفجيرات التي شنتها حركة الشباب الإرهابية في البلاد خلال الأيام الماضية.
وضربت العاصمة الصومالية مقديشو خلال الأسبوعين الماضين أكثر من 10 انفجارات تفاوتت درجة حدتها، مخلفة عددا كبيرا من القتلى والجرحى في أوساط المواطنين المدنيين الأبرياء.
وأرجع الخبراء تدهور الأوضاع إلى تراجع معنويات الجيش والشرطة نتيجة التغييرات غير المدروسة في صفوف القيادات الأمنية وقيام فارماجو بعمليات إحلال لها لصالح فئات موالية للحكومة.
وأكدوا أن تدهور الأوضاع الأمنية في مقديشو وضواحيها أحال حياة المواطنين إلى جحيم، وزادت حدة حالة الذعر داخل الأحياء والأسواق في العاصمة، حيث انتشر الخوف بين الأهالي من حدوث الانفجارات التي تشنها حركة الشباب في أي لحظة.
وحسب الخبراء الأمنيين، اعتمدت حركة الشباب خلال الأيام الماضية على عمليات انتحارية واسعة، مستخدمة أسلوب المباغة والسرعة وكسر الطوق والحواجز الأمنية وزرع القنابل، مثلما حدث في تفجير مبنى وزارة العمل السبت الماضي، حيث استخدمت سيارة مفخخة وأحدثت الحركة ثغرة أمنية تسلل منها عناصرها إلى داخل الوزارة، ومن ثم إطلاق النار على المدنيين الموجودين في الوزارة، ما أدى إلى مصرع العشرات كان على رأسهم نائب وزير العمل.
وأعرب الخبراء عن تخوفهم من سقوط البلاد في قبضة حركة الشباب الإرهابية، في ظل عجز حكومة فارماجو على الحد من قدرتها على تنفيذ عملياتها، محذرين من خطورة تدهور الأوضاع الأمنية.
ومن جهته، أكد الخبير الأمني الصومالي طاهر عبيد ولي أن هنالك أزمة داخلية كبيرة في أوساط الجيش والأمن بعد تغيير فارماجو عددا من القيادات واستبدالهم بشخصيات إرهابية متطرفة وغير احترافية، مثل فهد الياسين الذي يقوم بتنفيذ الأجندة القطرية، وقاد إلى حدوث فراغ أمني ومعلوماتي بين الأجهزة الأمنية، ومكن حركة الشباب الإرهابية من فرض سطوتها العسكرية وضرب العاصمة.
وقال إن حكومة فارماجو أهملت الجيش والأمن مقابل تعزيز سلطاتها الداخلية، وقمع المعارضين السياسيين، وتنفيذ أجندة سياسة أخرى تهدف لتمكين قطر وعملائها من السيطرة على البلاد.
وأضاف أن وجود تنسيق بين قادة الأجهزة الأمنة مع حركة الشباب بغرض فرض واقع سياسي وأمني جديد يصب في مصلحة تواصل سيطرة الإرهابيين المدعومين من قطر في السيطرة على البلاد.
ومن جهة أخرى، أعربت أحزاب المعارضة عن قلقها من تدهور الأوضاع الأمنية في العاصمة مقديشو.
ودعت كتلة المعارضة الرئيس فارماجو على الإيفاء بالتزاماته تجاه حفظ أمن البلاد، وتخفيف الاستياء وسط الجيش باعتباره القائد الأعلى للقوات المسلحة.
وقالت كتلة أحزاب ودجر هميلو قرن وإليس والاتحاد من أجل السلام والتنمية في بيان صحفي، إن عدم معالجة الحكومة لأزمة الرواتب المستمرة منذ 4 أشهر.
واتهمت في بيانها الذي حصلت "العين الإخبارية" على نسخة منه، حكومة فارماجو بأنها وراء تفاقم حالة الاستياء داخل الجيش.
وخلال الأسبوعيين الماضيين تفجرت أزمة رواتب الجيش، وانسحبت بعض الوحدات من قواعدها العسكرية في إقليم شبيلي الوسطى المجاور للعاصمة مقديشو، احتجاجا على عدم صرف مرتباتهم لمدة 4 أشهر.
وأوضحت الأحزاب أن الحكومة تجاهلت هذه الأزمة، حيث نفى رئيس الوزراء حسن علي خيري وجود أي تأخير في صرف الرواتب، ما يؤدي إلى زيادة حدة التوتر بين أوساط الجنود وحدوث فراغ أمني مكن حركة الشباب الإرهابية من ضرب العاصمة مقديشو.
وفي السياق ذاته، طالب مواطنون صوماليون حكومة فارماجو بالتنحي وتسليم السلطة بسبب فشلها في حفظ أمن العاصمة مقديشو، حيث طالبوا بتنحي حكومة الرئيس فرماجو عن الحكم، وتسليم البلاد إلى حكومة جديدة.
واتهم ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي الحكومة بالفشل في حفظ الأمن، وبيع مقدرات البلاد، والتعاون مع إرهابيي حركة الشباب، والارتماء في أحضان تنظيم "الحمدين" القطري، وطالبوا المسؤولين والقيادات الأمنية بتقديم استقالاتهم.
aXA6IDMuMTQ0LjEwMC4yNTIg جزيرة ام اند امز