صراع من القبور.. فصل درامي جديد لمحمد الفايد «عدو عائلة ويندسور»
يبدو أن الملياردير المصري محمد الفايد الذي توفي في بريطانيا بعد حياة درامية حافلة سيظل شخصية مثيرة للجدل حتى بعد سنوات من وفاته.
فقبل يومين، وُجّهت للملياردير الراحل اتهامات من موظفات سابقات لديه بالاعتداء الجنسي عليهن، وذلك في تحقيق أجرته هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) هذا الأسبوع.
وقال قصر باكنغهام لشبكة "سكاي نيوز" إنه ليس لديه تعليق على هذه الاتهامات.
وكان الفايد على مدار العقود الثلاثة الماضية تقريبا شوكة في خاصرة العائلة المالكة (عائلة ويندسور)، بما كال لها من اتهامات صريحة ومبطنه بعد مقتل ابنه عماد (دودي) في حادث سيارة مع الأميرة ديانا عام 1997 في نفق ألما بباريس فيما كانا يستعدان لإعلان خطبتهما، وفق روايته.
- 37 امرأة يتهمن الملياردير المصري محمد الفايد باعتداءات جنسية
- محمد الفايد متهم بالاغتصاب.. وثائقي بريطاني يطعن الملياردير المصري الراحل
واليوم، بعد مرور عام على وفاته عن عمر يناهز 94 عامًا، لا يزال الملياردير المصري يتصدر عناوين الأخبار بما يعكس حياة غارقة في الجدل.
وكان مالك متجر هارودز السابق، الذي يمكن القول إنه المتجر الأكثر شهرة في بريطانيا، يتوق بشدة للحصول على الجنسية البريطانية لكنه لم يحصل أبدا على المواطنة وهذا ربما ما كان يدفعه لمزيد من الحدة والانتقاد في تصريحاته.
أبرز حروبه
ووفقا لتقرير نشرته صحيفة الغارديان، كانت أبرز حروبه ضد العائلة المالكة و"المؤسسة" بعد وفاة ابنه دودي إلى جانب ديانا.
وفي مباراة بولو عام 1986 برعاية متجر هارودز، تم تقديم الفايد لأفراد العائلة المالكة - ولا سيما الأميرة ديانا.
وكانت هذه المباراة هي المرة الأولى التي تلتقي فيها الأميرة بابنه دودي، الذي كان جزءًا من فريق يتنافس ضد زوجها آنذاك، الملك تشارلز الآن.
وقام الفايد برعاية عرض ويندسور الملكي للخيول، وهو أحد الأحداث المفضلة للملكة الراحلة إليزابيث الثانية، في محاولة واضحة للتقرب من النظام الملكي.
ومع تزايد اهتمام الفايد بالنظام الملكي، نشرت مجلة فانيتي فير مقالاً يتهم رجل الأعمال بالعنصرية، والمراقبة غير القانونية لموظفيه، والاعتداءات الجنسية.
وأسقط الفايد دعوى التشهير في وقت لاحق بشرط تدمير الأدلة على هذه الاعتداءات.
لكن المأساة في باريس في الساعات الأولى من يوم 31 أغسطس/أب 1997، بدلت كل شيء. ووقع الحادث الذي قتل فيه نجله دودي مع الأميرة ديانا عندما كان المصورون يطاردونهما أثناء محاولتهما الوصول إلى شقة دودي في المدينة.
وشرع الفايد، المنكوب بالحزن، في حملة مريرة وانتقامية. وادعى أن دودي أخبره أن الأميرة حامل وأن الزوجين سيكونان مخطوبين.
واستمر أيضاً لمدة عشر سنوات في الادعاء بأن ديانا ودودي وبول قد "قتلوا" في عمل دبره جهاز الاستخبارات البريطاني MI6 بناء على تعليمات من دوق إدنبره الراحل وشارك فيه رئيس الوزراء السابق توني بلير.
وظلت الجنسية البريطانية بعيدة المنال بالنسبة له، على الرغم من إنجابه لأربعة أطفال بريطانيين من زوجته الثانية، ودفع الملايين كضرائب، ومنح الملايين للجمعيات الخيرية مثل مستشفى جريت أورموند ستريت، وتمويل الأفلام.
وبعد رفض طلبه الثاني في عام 1999، قرر وزير الداخلية العمالي آنذاك، جاك سترو، أن الفايد لديه "عيب عام في شخصيته"، مستشهداً بالجدل حول صندوق الودائع الآمن و"النقود مقابل الأسئلة".
بداياته
كان الفايد الذي ولد في الإسكندرية بمصر، ثريًا بالفعل عندما انتقل إلى بريطانيا في السبعينيات، عازمًا على بناء إمبراطورية تجارية. وفي عام 1979، اشترى الفايد مع شقيقه فندق باريس ريتز.
ووضع الفايد نصب عينيه متجر هارودز، ودخل في معركة مريرة مع تايني رولاند، رجل الأعمال ورئيس مجموعة التعدين لونرو. واشترى الفايد متجر هارودز في عام 1984 مقابل 615 مليون جنيه إسترليني كجزء من استحواذه على مجموعة هاوس أوف فريزر.
في ذلك الوقت، كان يُنظر إليه على أنه رجل أعمال ساحر ومعروف بسلطته. واتهمه رولاند لاحقًا باقتحام صندوق الأمانات الخاص به في المتجر متعدد الأقسام، وهي المزاعم التي أدت إلى القبض على الفايد وآخرين في مارس/آذار 1998 ولكن لم توجه إليهم أي اتهامات.
واشترى الفايد نادي فولهام، وتولى إدارة نادي الدرجة الثانية عام 1997، مع إنفاقه على اللاعبين والمديرين بما في ذلك كيفن كيجان وروي هودجسون، مما جعلهم يصعدون إلى الدوري الإنجليزي الممتاز.
وفي السياسة، كانت فضيحة "المال مقابل الأسئلة" عام 1994، مع ادعاءات بأنه دفع لنائبي حزب المحافظين آنذاك نيل هاميلتون وتيم سميث آلاف الجنيهات الاسترلينية لطرح الأسئلة بشكل غير قانوني في مجلس العموم نيابة عنه. ورفع هاميلتون دعوى قضائية بتهمة التشهير وخسر.
اتهامات لا تتوقف
واتهم الفايد لأول مرة بالاعتداء الجنسي في أواخر الثمانينات، لكن هذه الاتهامات لم تؤد إلى توجيه تهم جنائية. وفي عام 2009، اختارت النيابة العامة، بقيادة كير ستارمر، عدم محاكمته بعد مزاعم بأنه اعتدى على فتاة تبلغ من العمر 15 عامًا في هارودز. ونفى جميع الاتهامات الموجهة إليه وحضر مقابلة طوعية مع الشرطة.
وكانت ادعاءات سوء السلوك ضد رجل الأعمال الملياردير موضوع مقالات لمجلة Vanity Fair في عام 1995، وITV في عام 1997، والقناة الرابعة في عام 2017.