وزارة الآثار المصرية تستكمل ترميم مسجد محمد علي بالقلعة
وزارة الآثار كشفت عن البدء في إنزال النجفة الرئيسية بمسجد قلعة صلاح الدين الأيوبي والتي أهداها الملك فليب ملك فرنسا لمحمد علي.
استكمالا لمشروع ترميم وصيانة النجف الأثري بمسجد محمد علي بقلعة صلاح الدين الأيوبي، أعلنت وزارة الآثار المصرية اليوم الثلاثاء أنه قد تم الانتهاء من أعمال ترميم النجفة الثانية من أصل 9 نجفات، والموجودة بالعقد الشمالي الشرقي لبيت الصلاة بالمسجد.
وأوضح غريب سنبل، رئيس الإدارة المركزية للترميم، أن أعمال ترميم وصيانة النجف الموجود بالمسجد تأتي ضمن مشروع وزارة الآثار لإحياء مسجد محمد علي بالقلعة، وبذلك يكون قد انتهى فريق الترميم من ترميم عدد نجفتين: حيث كانت الأولى تعرض بالجهة الجنوبية للمسجد، والثانية بالعقد الشمالي لبيت الصلاة.
أما عن النجفة الثانية، فأضاف سنبل أن أعمال ترميمها استغرقت ما يقرب من 12 شهرا حيث تم فكها ونقلها لإجراء أعمال الترميم والصيانة اللازمة لها طبقا للقواعد الأثرية المتبعة، حيث كانت النجفة الثانية في حالة سيئة من الحفظ، وتعاني من فقد لبعض الأجزاء وتهالك الأسلاك والإكسسوارات.
شملت أعمال الترميم التنظيف الميكانيكي والمعالجات الكيميائية لكل أجزاء النجفة، ولصق الأجزاء المكسورة، واستكمال الأجزاء المفقودة، بالإضافة إلى استبدال الخيوط المتهالكة بخيوط جديدة مقاومة للصدأ، والتي تستخدم في ربط حبات الكريستال ببعضها، وفور الانتهاء من أعمال ترميم النجفة تم رفعها إلى مكانها الأصلي.
وأكد سنبل أن فريق الترميم سيواصل أعمال المشروع، والبدء في إنزال النجفة الرئيسية بالمسجد، والتي أهداها الملك فليب ملك فرنسا لمحمد علي، للبدء في أعمال الترميم والصيانة اللازمة لها.
تاريخ إنشاء الجامع
يعد جامع محمد علي واحداً من أبرز معالم القاهرة التاريخية، الأثرية والسياحية، بمئذنتيه وقبابه الشهيرة المرتفعة أكبر القباب في العمارة الإسلامية بمصر، وموقعه البارز على حافة قلعة صلاح الدين الأيوبي الأثرية، وطرازه العثماني على غرار مسجد "آيا صوفيا" بإسطنبول، كما يضم ما يعتقد أنه أعلى المنابر في العالم الإسلامي.
أقدم ذكر لجامع محمد علي باشا يعود بنا إلى عام 1236هـ-1820م، حيث يذكر المهندس باسكال كوست أن محمد علي طلب منه تصميمات لجامعين يشيد أحدهما بقلعة صلاح الدين، والثاني بمدينة الإسكندرية، بينما تذكر الأوامر والمكاتبات الخاصة بالجامع أن حجر الأساس للبناء وضع يوم الخميس 19 جمادي الأولى لعام 1244هـ/1828م، وأعد مهندس معماري آخر يدعى يوسف بوشناق تصميماً للجامع مستوحى من جامع السلطان أحمد بالأستانة عام 1241هـ-1825م، واستغرق منه نحو 3 سنوات، والتنفيذ الرسمي للبناء بدأ في عام 1246هـ-1830م.
بنى محمد علي الجامع كخاتمة لأعماله المعمارية داخل قلعة صلاح الدين، بعد أن جدد أسوارها وشيد أركانها وبنى أبوابا جديدة لها، وليكون مقراً لمدفنه الخاص، من الناحية المعمارية فإن البناء في أغلبه تم في عهد محمد علي، أما من الناحية الفنية فتمت في عهد أولاده وأحفاده، لا سيما في عهد عباس باشا الأول، وسعيد باشا، وإسماعيل باشا.
aXA6IDMuMTQ2LjE1Mi4xNDcg جزيرة ام اند امز