يحظى الشيخ محمد بن زايد بمكانة مليئة بالاحترام والمحبة العربية، فهو تخرج من مدرسة الشيخ زايد رحمه الله "مدرسة العروبة"
عند الحديث عن شخصية الشيخ محمد بن زايد حفظه الله، لا بد من التوقف عند مشهدين في غاية الأهمية، لا يمكن أن أنساهما؛ الأول قبل سنوات في مجلس الشيخ محمد بن زايد خلال استقبال المهنئين بالعيد عندما التقطت الكاميرات مشهداً لطفل يصافح ولي عهد أبوظبي، ويهدي للشيخ محمد بن زايد عيدية، وهي رمزية كبيرة ولها شأن عظيم عند الأطفال، والآخر عندما زار الشيخ محمد بن زايد منزل الطفلة عائشة محمد مشيط المزروعي، وقبل يديها، وذلك لأنه لم ينتبه لها عندما رفعت يدها لتسلم عليه، وذلك أثناء مراسم الاستقبال الرسمية لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في أبوظبي.
استطاعت القيادة السياسية الإماراتية في شخص الشيخ محمد بن زايد وما يحمله من عطف الأبوة وحنانها، ومشاعر الأخوة، أن تصنع نموذجاً فريداً من العلاقة مع أبنائها وشعبها، كان هذا النموذج هو القوة الناعمة لدولة الإمارات، وجعل من الإمارات نموذجاً ومثالا يحتذى به
هذان المشهدان تجسيد وترجمة لواقع العلاقة بين القيادة السياسية الإماراتية والشعب الإماراتي، وعلاقة استثنائية لا مثيل لها، وهذان المشهدان تجسيد لشخصية الشيخ محمد بن زايد؛ حيث يطغى حنان الأبوة على الشخصية السياسية، فزيارة الشيخ محمد بن زايد إلى منزل الطفلة عائشة المزروعي، لم تكن بالمستغربة على "أبو خالد" الذي يتعامل مع أبنائه الإماراتيين من منطلق حنان الأبوة ومشاعر الأخوة، ولا يرضى كما نقولها بالعامية "أن يكسر بخاطر أحد"، فهو يولي أهمية وحرصا كبيرين على أن يبادل الجميع شعورهم بالمحبة، وهو لا يخفي مشاعر عطف اﻷب وحنانه تجاه أبنائه، كما أنه لا يخفي مشاعر الأخوة مع الكبار، فهو العضيد وهو السند وهو مصدر القوة للجميع.
على الصعيد العربي، يحظى الشيخ محمد بن زايد بمكانة مليئة بالاحترام والمحبة العربية، فهو تخرج من مدرسة الشيخ زايد رحمه الله "مدرسة العروبة" التي "ترى أن الدم العربي أغلى من النفط العربي"، والتي لم تكن هذه الكلمات من الشيخ زايد في مرحلة معينة بل كانت قاعدة رئيسية صاغ عليها السياسة الخارجية الإماراتية وسار عليها أبناؤه، فأصبحت الإمارات وما زالت العضيد والسند للأمة العربية، التي سخرت كل إمكاناتها من أجل خدمة القضية العربية والاستثمار في الإنسان العربي، وتحقيق التنمية التي تخدم الإنسان العربي، فإلى جانب الملفات السياسية، نجد الإمارات تنشط عربياً في برامج ضخمة من المساعدات الإنسانية تستهدف الاستثمار في الإنسان العربي من صحة وتعليم وتوظيف، بما يمكنه من الاعتماد على ذاته، وأن يكون عنصراً فاعلاً ومهما في تحقيق رفعة الوطن العربي والعمل على ازدهاره.
يعد الشيخ محمد بن زايد - حفظه الله - رمزاً لجيل عربي، وقائداً ملهماً، يمتلك كاريزما قوية، ويسعى للتفكير بعقلية الغد، ويسابق الزمن من أجل النهضة والتطوير الذي لا يقتصر على الجغرافيا الإماراتية، بل يتخطاها إلى نهضة الأمة العربية، فهو يدرك أن نهضة الأمة لا تكون إلا بسواعد أبنائها، ولعل المتابع لخطابات وكلمات الشيخ محمد بن زايد في المحافل الداخلية والإقليمية والدولية يجد أنه خطاب يتميز بالود والتسامح، والعمل على تحفيز الشباب والتشجيع على الإبداع، سعى الشيخ محمد بن زايد بكلماته وخطاباته المؤثرة إلى كسر الحواجز، وتخطى تأثره الجغرافيا الإماراتية ليصبح مؤثراً خليجياً وعربياً وإقليمياً ودولياُ.
استطاعت القيادة السياسية الإماراتية في شخص الشيخ محمد بن زايد وما يحمله من عطف الأبوة وحنانها، ومشاعر الأخوة، أن تصنع نموذجاً فريداً من العلاقة مع أبنائها وشعبها، كان هذا النموذج هو القوة الناعمة لدولة الإمارات، ما جعل من الإمارات نموذجاً ومثالا يحتذى به، بشخصيته كقائد ملهم وبالعزيمة والإصرار ورفع سقف التحدي والطموح، صنع الشيخ محمد بن زايد من الإمارات قوة إقليمية سياسية واقتصادية صاعدة ودولة لها ثقلها ومكانتها وكلمتها على المسرح السياسي الدولي، وكل ذلك تحقق بفضل شخصية الشيخ محمد بن زايد.
محاولات الاستهداف والاغتيال المعنوي لشخصية الشيخ محمد بن زايد – حفظه الله – ومحاولات صياغة الشائعات والأكاذيب لتشويه صورة وشخصية الشيخ محمد بن زايد، تقف خلفها دول، تضررت من مشروع الاستقرار الذي تلعب دولة الإمارات فيه دوراً رئيسياً، وسخرت كل إمكاناتها السياسية والدبلوماسية والعسكرية والاقتصادية للدفع باتجاه صناعة السلام في المنطقة وصناعة الاستقرار، والأمر الآخر هو فشل هذه الدول في أن تصل إلى تحقيق العلاقة الاستثنائية مع شعبها، كما هي علاقة القيادة السياسية الإماراتية بالشعب الإماراتي، وبالتالي فهذه الحملات الممولة التي تستهدف الإمارات وشخصية الشيخ محمد بن زايد تقف خلفها دول يحركها الحقد والكراهية والغيرة تجاه المكانة الإماراتية التي وصلت إليها والحضور والكاريزما والمحبة والاحترام الذي تحظى به القيادة السياسية الإماراتية إقليمياً ودولياً.
رحل الشيخ زايد بن سلطان – رحمه الله - جسداً، لكنه كروح ووفاء وشخصية عظيمة، وحنان الأبوة، وكاريزما القائد السياسي عربياً وإقليمياً ودوليا، يتجسد في شخصية الشيخ محمد بن زايد - حفظه الله-.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة