إخوان موريتانيا والانتخابات.. عزف على وتر الدين واستباق «الخسارة» بالاتهامات
رغم نجاح الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، في شق صفوف الإخوان، فإن التنظيم الذي ما زالت أحلامه تراوح مكانها، حاول إعادة استنساخ تجاربه الفاشلة في بلدان عدة.
أحلام سعى لتحقيقها في موريتانيا التي يراها حلمًا لدولته المستقبلية، عبر الدفع بمرشحين له في السباق الرئاسي المرتقب، سواعده في حسمه: اللعب على وتر الدين، واستغلال الخطاب الديني للحصول على أصوات انتخابية؛ آملا أن يتمكن من ترميم صفوفه، بعد انشقاق العديد من قياداته إلى صف الرئيس الموريتاني.
ودُعي حوالي 1,94 مليون ناخب إلى صناديق الاقتراع في موريتانيا يوم السبت، لاختيار أحد المرشّحين السبعة، والذي سيقود خلال السنوات الخمس المقبلة بلداً يعد ساحة استقرار نادرة في غرب أفريقيا ومنتجاً مستقبلياً للغاز.
فكيف استعد الإخوان للاستحقاق الرئاسي؟
استباقًا لنتائج الانتخابات الرئاسية المرتقبة، والتي تشير التوقعات بأن الرئيس الغزواني سيحسمها بأغلبية كاسحة، حاول الإخوان التحوط من «الخسارة»، بإلقاء الاتهامات على اللجنة التي تدير العملية الانتخابية.
فحملة المرشح حمادي ولد سيدي المختار المحسوب على تيار الإخوان المسلمين تحدثت عن لجنة الانتخابات، متهمة إياها، بعدم النزاهة، بحسب المحلل السياسي الموريتاني أحمد سالم، الذي توقع خسارة مرشح الإخوان بفارق كبير عن الغزواني.
ورغم «إدراكهم الخسارة المتوقعة»، إلا أن تيار الإخوان آثر المشاركة في الانتخابات بهدف المحافظة على قواعد الحزب الانتخابية، وخاصة بعد انسحاب العديد من قياداته السابقة بمن فيهم الرئيس المؤسس للحزب محمد جميل منصور، والتحاقهم بالرئيس الحالي والمرشح محمد ولد الشيخ الغزواني، والذي عين عددا منهم في ديوانه.
وكان الغزواني كلف بعض القيادات المنحدرين من جماعة الإخوان بعضوية حملته الانتخابية، بل إنه أسند لهم مهمة الخطاب التوجيهي لحملته، في اختراق واضح للجماعة.
عزف على وتر الدين
ليس هذا فحسب، بل إن حزب تواصل الإخواني، عزف على وتر الدين -كعادته- ورفع شعارات للإصلاح الديني والمحافظة على الوحدة الوطنية، للمحافظة على قواعده الانتخابية وحتى لا تتسرب شعبيته، بحسب المحلل السياسي الموريتاني أحمد سالم.
الأمر نفسه أشار إليه، الكاتب الصحفي الموريتاني عبدالله إمباتي، والذي قال لـ«العين الإخبارية»، إن دخول الإخوان معترك الانتخابات رغم انشقاق القيادات التي أسست الحزب، يأتي بهدف احتواء الحاضنة السياسية له والتي كانت تقوم بتمويل أنشطة الحزب لصالح الرئيس الحالي، واصفًا ذلك بـ«المحاولة الخجولة».
وأوضح إمباتي، أن حاضنة الإخوان الشعبية لم تعد كما كانت سابقًا، مؤكدًا أن الخطاب الديني في الانتخابات غير غائب.
ورجح إمباتي، أن مرشح حزب تواصل الإخواني لن يأتي في المركز الثاني وفق التوقعات، مشيرًا إلى أن هناك ممثلا للمعارضة الحقيقية لنظام الغزواني وهو بيرام ولد الداه اعبيدي الناشط في مجال حقوق الإنسان، عكس بقية المرشحين الذين اختارهم النظام ويعكسون التنوع لتشتيت الأصوات لصالح الرئيس.
فمن الأوفر حظا؟
ورجح المحلل السياسي الموريتاني أن يفوز الرئيس الحالي محمد ولد الشيخ الغزواني بالانتخابات في الشوط الأول، فيما سيحل في المرتبة الثانية: بيرام الداه اعبيد المنحدر من مكونة الحراطين، وحمادي سيدي المختار رئيس حزب تواصل ذو الخلفية الإخوانية.
الأمر نفسه أشار إليه، الكاتب الصحفي الموريتاني عبدالله امباتي، والذي رجح، أن يحتل مرشح حزب تواصل الإخواني المركز الثاني وفق التوقعات، مشيرًا إلى أن هناك ممثلا للمعارضة الحقيقية لنظام الغزواني وهو بيرام ولد الداه اعبيدي الناشط في مجال حقوق الإنسان، عكس بقية المرشحين الذين اختارهم النظام ويعكسون التنوع لتشتيت الأصوات لصالح الرئيس.
في السياق نفسه، قال رئيس رابطة الصحفيين الموريتانيين موسى بهلي، إن الرئيس ولد الغزواني لم يجد منافسة حقيقية على الأرض في هذا السباق الانتخابي، لأن المرشحين الآخرين لم يقدموا للشعب برامج ملموسة، وليس هناك شخصيات وازنة بالمعنى السياسي عدا رئيس حزب تواصل الإخواني.
ورغم ذلك، إلا أن بهلي أعرب عن اعتقاده في حديث لـ«العين الإخبارية»، أن مرشح تواصل لن يتجاوز 15% من أصوات الناخبين، فيما سيحسم المرشح بيرام اعبيدي المرتبة الثالثة بعد مرشح تواصل الإخواني.
لكن ما أبرز الملفات التي طغت على السباق الرئاسي؟
يقول المحلل السياسي الموريتاني سيدي محمد ولد بلعمش، إن أبرز الملفات التي تهيمن على السباق الانتخابي في موريتانيا موضوع المخلفات الاجتماعية، وما يتعلق بالعبودية ومحو آثارها ومساعدة الطبقات الهشة، إضافة إلى ملف الشباب الذي وضعه الرئيس الحالي على عاتقه.
وأوضح المحلل السياسي، في حديث لـ«العين الإخبارية»، أن ملف الشباب أيضا به تنافس كبير بين المرشحين، إضافة إلى محاربة الفساد الذي يعد أمرًا هامًا، تنافس المرشحون على إعطائه الأولوية، ووعدوا بمحاربته.
ومن بين الملفات -كذلك-: موضوع الأمن الوطني ومكافحة الجريمة وتأمين الحدود بين موريتانيا ومالي.