«إخوان موريتانيا» يترشحون للرئاسيات.. استعراض خاسر واستنساخ للفشل
محاولة جديدة لاستنساخ تجارب الإخوان الفاشلة في السلطة، هذه المرة في موريتانيا.
وبداعي "التغيير"، أعلن حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل)، التابع لتنظيم الإخوان الدولي، ترشيح رئيسه حمادي ولد سيد المختار للانتخابات الرئاسية المقررة في 29 يونيو/حزيران المقبل.
خطوة يراها خبراء، استطلعت "العين الإخبارية" آراءهم، أنها "استعراضية خاسرة" من قبل التنظيم الإخواني في موريتانيا، الذي يشهد انقسامات حادة، وانشقاق عديد من القيادات.
تشتيت للأصوات؟
الكاتب الصحفي والمحلل السياسي الموريتاني عبد الله إمباتي يقول إن حزب تواصل استند إلى ترشحه في الانتخابات الرئاسية إلى رغبة في مقارعة الرئيس الحالي محمد ولد الغزواني في السباق الانتخابي.
واستدرك قائلا، في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن المعارضة لم تتفق على مرشح واحد، مضيفا أن تواصل هنا أصبح يلعب لعبة سياسية بالشوط الثاني، بمعنى تشتيت الأصوات في الجولة الأولى للانتخابات، والدخول بمرشح واحد مع الرئيس في الجولة الثانية.
وحول فرص نجاح تلك "اللعبة"، يقول الكاتب الصحفي الموريتاني إن الحزب ليس لديه جماهيرية كما كانت في السابق، موضحا أن الغالبية العظمى من الممولين والداعمين الأساسيين له توجهوا إلى دعم الغزواني، منذ بداية ولايته الأولى.
ويلفت إمباتي إلى سبب آخر لفشل حيلة الحزب الإخواني، وهو تراجعه في المجالس النيابية والبلدية، مؤكدا أنه بهذه المعطيات تراجع بخروج القيادات القوية منه، وتحول دعم عدد كبير من أنصاره باتجاه الرئيس الغزواني.
ويوضح أن الحزب لا يملك حاليا من "المؤسسين الأقوياء" سوى محمد غلام، في وقت خرج أحد أكبر هؤلاء منه وهو جميل منصور، مشددا على أنه وفق هذه الظروف فإن تواصل بعيد كل البعد عن الفوز بالانتخابات الرئاسية بالبلاد.
وأعلن الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني (67 عاما) الأسبوع الماضي الترشح لولاية ثانية، إذ يسمح له الدستور بالترشح لولايتين رئاسيتين، وسط مؤشرات قوية بأنه قريب للغاية من الفوز بهذا السباق.
تحصيل حاصل
أما الدكتور محمد تورشين الباحث السوداني في الشأن الأفريقي، فيرى أن قرار حزب تواصل "تحصيل حاصل"، موضحا في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن الحزب الإخواني لم يحصل في الانتخابات التشريعية التي جرت العام الماضي سوى على 11 مقعدا في البرلمان، مقابل أكثر من 100 لحزب الإنصاف الحاكم.
ويؤكد تورشين أن مسألة فوز الرئيس الحالي الغزواني محسومة، باعتبار أن المجتمع في موريتانيا لا يزال قبليا، وأن القبيلة لديها التأثير الأكبر مقارنة بالجوانب الأيديولوجية.
ويذهب الباحث السياسي السوداني إلى أن المنافسة ستكون "شرسة" في الانتخابات الرئاسية الموريتانية، لكن بين الغزواني وبيرام داه ولد عبيد المرشح الذي خسر في انتخابات 2019، المدعوم من المجموعات الأفريقية أو الزنجية التي أصبحت أكثر تنظيما.
وفي ختام تصريحاته لـ"العين الإخبارية"، أعرب تورشين عن اعتقاده أن حزب تواصل الإسلامي لن يكون صاحب تأثير كبير في الانتخابات، في ظل التأثير القبلي والعسكري في الحياة السياسية الموريتانية.
وكانت الرئاسة الموريتانية أعلنت في 20 أبريل/نيسان الماضي أن الانتخابات الرئاسية ستجرى يوم 29 يونيو/حزيران المقبل، وفق مرسوم نشرته الرئاسة، يشير إلى أنه سيتم تنظيم جولة ثانية للانتخابات الرئاسية يوم 13 يوليو/تموز المقبل، حال عدم فوز أي من المرشحين بالأغلبية المطلوبة في الجولة الأولى (50%+1).
فرص ضئيلة
ويتفق الدكتور توفيق بوقاعدة أستاذ العلوم السياسية بجامعة الجزائر في الرأي بأن فرص نجاح مرشح حزب تواصل ضئيلة جدا في الانتخابات الرئاسية بموريتانيا.
ويقول، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إنه بالرغم من أن تواصل يعتبر رقم واحد في كتلة المعارضة، لكن كثرة عدد المرشحين المحتملين من هذه الكتلة يقلص حظوظه في الحصول على نسب متقدمة، في مواجهة ولد الغزواني.
وفشل تنظيم الإخوان في تقديم بديل سياسي في العالم العربي، مع فشل كل تجاربه في الحكم، في ظل الجنوح إلى العنف والإقصاء، على نحو فاقم الغضب الشعبي تجاهه وحتى المحسوبين عليه.
aXA6IDE4LjIyMS45MC4xODQg جزيرة ام اند امز