سياسة
محمد الحمادي: قطر تبدد مالها على الإرهاب وصفقات تلميع صورتها
محمد الحمادي رئيس تحرير صحيفة "الاتحاد" الإماراتية يؤكد أن الدوحة لم تنتبه لما خسرته خلال الأسابيع الماضية
قال محمد الحمادي، رئيس تحرير صحيفة "الاتحاد" الإماراتية، إن صفقة انتقال اللاعب البرازيلي نيمار من نادي برشلونة الإسباني، إلى نادي "باريس سان جيرمان" المملوك للنظام القطري، والتي تعتبر الأغلى في تاريخ كرة القدم، تثير عدة تساؤلات حول إهدار النظام القطري، لأموال شعب قطر الشقيق.وأشار في زاويته المنشورة اليوم بصحيفة "الاتحاد"، إلى أن المبلغ الذي دفعه نظام الدوحة لأجل الانتشار والتأثير، يمكنه إطعام أكثر من 5 ملايين طفل حول العالم لمدة عام كامل، كما يمثل تكلفة حفر 30 ألف بئر للمياه العذبة.
وتساءل: "فهل يعرف الشعب القطري «شو اللي يصير»؟ ويخبرنا، وهل يمكن أن يجيب العالم عن لماذا تصرف حكومته هذه الأموال هنا وهناك، والشعب القطري لا يمتلك أدنى مستويات الاكتفاء الذاتي من الغذاء، بل لا يستطيع أن يوفر مستلزماته الأساسية منه؟!".
وأكد الحمادي، أن صفقة "نيمار" تجسد العقلية القطرية، عقلية المباهاة والعناد والاستعراض، وشراء كل شيء بالمال، مشيراً إلى أن الأوروبيين سيدفعون قريباً ثمن انبطاحهم للأموال القطرية الساخنة، والتي لا شك أنها مغرية جداً، لكن كان يجب أن يتساءلوا ماذا بعد؟!
وشدد على أن الدوحة ما زالت تمضي على نهجها القديم، باستخدام المال والإعلام بعد مرور 8 أسابيع من المقاطعة التاريخية للدول الأربع، الداعية لمكافحة الإرهاب، دون أن تنتبه لما خسرته خلال الأسابيع الماضية من رصيدها أمام العالم -ليس رصيدها المالي- وإنما من سمعتها ومصداقيتها، ومن احترام العالم لها.
وأوضح أن قطر جعلت من نفسها نموذجاً عالمياً للدولة الغنية التي تبدد مالها على الإرهاب وصفقات شراء الذمم، وصفقات تلميع صورتها، في حين أنها لا تمتلك على أرض الواقع أساساً قوياً لها ولمستقبلها، فعلاقاتها مع جيرانها العرب في أسوأ حال، وتفتقر إلى أدنى درجات الثقة، وعلاقاتها مع جيرانها الإقليميين علاقة مصلحة من طرف واحد، يستفيدون من هذه الدولة الصغيرة الغنية بقدر ما يستطيعون، وعلاقاتها مع الدول الكبرى في العالم علاقة مصالح مادية.
وتابع: "تلك الدول تعرف أن دولة صغيرة كقطر غنية، وتعاني مقاطعة جيرانها بسبب سياساتها المتهورة، تعتمد على سياسة ردات الفعل السريعة، وتتخذ القرارات وتعقد الصفقات نكاية بالدول المقاطعة، فتشتري لاعباً هنا، وأسلحة هناك، وتوقّع اتفاقية عسكرية وأمنية، وتطلب سرب طائرات مقاتلة، وغيرها من القرارات، وبالطبع، ومع هذه المليارات من الدولارات، لن تقول لها أي دولة «لا»، بل ستتجاوب معها على الفور وتحقق الاستفادة قبل أن تتبدل الأحوال، وهذا كله على حساب الشعب القطري، ومن رصيده المستقبلي".
واختتم الحمادي مقاله قائلاً: "أخيراً نذكّر قطر مع بداية الشهر الثالث للمقاطعة بأن حل أزمتها ليس بشراء نيمار، كما لم يكن بشراء الإرهابيين والمرتزقة، وأن حل أزمة قطر ليس في طهران عند روحاني، وإنما في الرياض عند الملك سلمان".