الإمارات ودعم ليبيا.. توقيت ودلالات زيارة المنفي
زيارات مكثفة تجريها السلطات الليبية لحشد الدعم الدولي والإقليمي، لخارطة الطريق الأممية وعرقلة أي مساع لتأجيل إجراء الانتخابات المقبلة.
بوصلة السلطات الليبية وجهت دفتها إلى الخليج، حيث الإمارات العربية المتحدة، والتي زارها رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، اليوم السبت.
عقد المنفي خلال الزيارة مباحثات مهمة مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، لدفع العملية السياسية في البلد الأفريقي والجهود المبذولة لإنجاحها.
استقرار ليبيا
وبحسب بيان صادر عن المجلس الرئاسي اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه، فإن اللقاء تناول التشاور حول مؤتمر برلين المزمع عقده خلال الشهر الحالي حول ليبيا، والتأكيد على أهمية نجاح العملية السياسية وأولوية أمن واستقرار ليبيا.
وأكد بيان المجلس الرئاسي، أن المنفي والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أكدا ضرورة الحرص على توحيد الجهود الإقليمية لتوافق دولي يقود إلى استقرار ليبيا، ويضمن أمنها ويعزز استقلالها ويحرص على سلامة أراضيها.
دور محوري
وحول أهمية الزيارة ودلالاتها يقول المحلل السياسي الليبي أيوب الأوجلي، إن توقيت الزيارة مهم، خاصة في ظل انعقاد مؤتمر برلين 2 خلال أيام.
ويؤكد الأوجلي في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن الإمارات لعبت دورا محوريا في حل الأزمة الليبية، ولطالما كان دورها مهما وفعالا على مدار السنوات الماضية.
وقال المحلل السياسي الليبي، "الإمارات تشكل ثقلا هاما في الأزمة الليبية"، مشيرًا إلى أن زيارة المنفي هدفها الأساسي تعميق العلاقات بين البلدين ومحاولة الحصول على الدعم اللازم خلال المرحلة المقبلة، لا سيما في ملف الانتخابات المقرر إجراؤها نهاية العام الجاري.
وأشار إلى أن هذه الزيارة "تؤكد التوجه الذي تنتهجه السلطة التنفيذية الجديدة في ليبيا والذي يركز على الدعم العربي بشكل كبير لحلحلة الملفات العالقة في الأزمة الليبية، ولعل أبرزها ملف المصالحة واعتماد الميزانية والمناصب السيادية.
اجتماعات مهمة
وأكد الأوجلي أن الإمارات لطالما لعبت دور الوساطة في عديد من الملفات الجدلية واحتضنت اجتماعات هامة لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء الليبيين.
وأعرب عن اعتقاده بأن أبوظبي ستكون طرفا في حل عدد من الملفات الشائكة حاليا، ربما عن طريق احتضان بعض اللقاءات أو بالتواصل مع الأطراف الفاعلة في ليبيا.
متفقا مع ما سبق يرى المحلل السياسي الليبي، محمد يسري، أن الزيارة تأتي ضمن الجولات التي يقوم بها رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي من أجل التأكيد على علاقات التعاون بين ليبيا والإمارات.
إضافة إلى حشد المزيد من الدعم الدولي والإقليمي، بما يضمن إجراء الانتخابات في الرابع والعشرين من ديسمبر القادم، حسب المحلل السياسي الليبي.
شريك أساسي
وقال يسري في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية": "الإمارات ستكون حاضرة وبقوة في مؤتمر برلين الثاني كما كانت في النسخة الأولى من المؤتمر التي عقدت في يناير/كانون الثاني 2019".
وأشار إلى أن زيارة الإمارات تأتي كون أبوظبي شريكا سياسيا مهما لليبيا، فكان من الضروري التنسيق والتأكيد على استحقاقات المرحلة الحالية والمقبلة، والتأكد، إضافة إلى التأكيد على دعم مخرجات برلين الأول.
وأكد أن زيارة المنفي تؤكد على محورية دولة الإمارات في استقرار ليبيا من الناحية السياسية، بما تمثله من ثقل سياسي للضغط في إطار تنفيذ خروج المرتزقة والأجانب، فضلا عن كونها شريكًا اقتصاديًا مهمًا، من شأنه دعم البلاد في عمليات المصالحة وإعادة الإعمار ومختلف المشاريع التنموية.
سياسة التوازن
وتابع يسري: "للإمارت دور مهم في حلحلة الأزمة الليبية وتثبيت الاستقرار الحالي الحاصل في البلاد ودعم السلطة التنفيذية الجديدة وعدم عرقلة الانتخابات المقبلة، لعلاقتها القوية مع جميع الدول المعنية بالشأن الليبي".
بدوره، قال طاهر الطيب، المحلل السياسي الليبي، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن زيارة المنفي تأتي في إطار انتهاجه سياسة التوازن بالعلاقات الخارجية مع كل الأطراف المؤثرة بالشأن الليبي.
وأشار إلى أن الإمارات دولة فاعلة عربيا ودوليا بالشأن الليبي، مؤكدًا أن مثل هذه الزيارات مهمة في إطار تعزيز المصالحة والاستقرار بليبيا.
تأكيدا على ما ذهب إليه الخبراء، قال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، إنه أجرى مباحثات بناءة مع محمد المنفي رئيس المجلس الرئاسي الليبي.
وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أن المباحثات تركزت حول العلاقات الثنائية بين الإمارات وليبيا.
وشدد على أن الإمارات تقف إلى جانب ليبيا "خلال مرحلة بناء عهد جديد يحقق تطلعات شعبها إلى الاستقرار والسلام والتنمية".
aXA6IDMuMTUuMjI4LjE2MiA= جزيرة ام اند امز