محمد بن راشد يلتقي الشركاء الاستراتيجيين لمنصة مدرسة
منصة "مدرسة" للتعليم الإلكتروني تعد المبادرة الأكثر تميزاً من نوعها على مستوى العالم العربي، وتضم 5000 درس تعليمي بالفيديو.
التقى الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، عدداً من الشركاء الاستراتيجيين لمنصة "مدرسة"، المنصة التعليمية الإلكترونية الأكبر من نوعها في العالم العربي، وذلك على هامش فعاليات أعمال الدورة الـ7 من القمة العالمية للحكومات التي اختتمت، الثلاثاء.
ضم اللقاء الذي حضره الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، ومحمد بن عبدالله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل، وحسين بن إبراهيم الحمادي وزير التربية والتعليم، وجميلة بنت سالم مصبح المهيري وزيرة دولة لشؤون التعليم العام، ممثلين عن كل من شركة مايكروسوفت، وشركة لينكد إن (LinkedIn)، ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "يونيسكو"، والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو"، ومؤسسة الإمارات للاتصالات "اتصالات"، ووزارة التربية والتعليم في الإمارات، وجمعية المعلمين – الإمارات.
وحول أهمية التفاف مؤسسات القطاع الخاص والعام حول المبادرات المعرفية، قال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، إن "تبني المؤسسات والمنظمات الدولية المشاريع التعليمية والمعرفية هو المعنى الحقيقي للعطاء والتنمية الإنسانية".
وأكد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أن "القطاع الخاص لاعب رئيسي في تعزيز مسيرة التنمية وبناء مجتمعات أكثر ازدهاراً".
وأضاف: "مشروع مدرسة يشكل مستقبل التعليم وتعليم المستقبل، ومن واجبنا ألا نحرم طلبتنا في المناطق الأقل حظاً من المستقبل".
وتُعد منصة "مدرسة" للتعليم الإلكتروني المبادرة الأكثر تميزاً من نوعها على مستوى العالم العربي، وتضم 5000 درس تعليمي بالفيديو، تشمل مواد العلوم والرياضيات والفيزياء والكيمياء والأحياء، وتغطي المراحل المدرسية من رياض الأطفال وحتى الصف الـ12.
كان قد تم على هامش منتدى مستقبل العمل الإنساني في القمة العالمية للحكومات توقيع عدد من مذكرات التعاون المشتركة مع مجموعة من الشركات العالمية والمحلية والمنظمات الدولية والمؤسسات الحكومية، كشركاء استراتيجيين لمنصة "مدرسة" المنضوية تحت مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، وذلك لدعم المنصة تقنياً ورقمياً ومعرفياً.
وتم التوقيع على اتفاق تعاون مع شركة مايكروسوفت الرائدة في المجالات الرقمية، كشريك محتوى تعليمي، وشركة "لينكد إن" الرائدة في مجالات التعارف المهني الرقمي، وشركة الإمارات للاتصالات "اتصالات" كشركاء اتصال للتعريف بمنصة "مدرسة" عبر قنوات الشركات الرقمية المختلفة كشركاء استراتيجيين للمبادرة.
وتحدث سيد حشيش المدير العام الإقليمي لدى شركة مايكروسوفت الخليج، عن ضرورة إتاحة العلوم والمعرفة للجميع، وقال: "يعتبر التعليم عنصراً رئيسياً في تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية لأي دولة في العالم، وتمثل مبادرة مدرسة التي أطلقها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي مثالاً رائعاً يحتذى به في كيفية النهوض بالتعليم المثالي، ليصبح في متناول كل طالب، ونحن في مايكروسوفت نشارك الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم هذه التطلعات التي تتوافق مع رسالتنا المتمثلة بدعم جميع الشباب بالمعرفة والتكنولوجيا اللازمة لإعدادهم لمواكبة المستقبل، وإنه ليشرفنا اليوم أن نكون جزءاً من هذه المبادرة التي سنعمل من خلالها على تطوير مهارات الطلبة وتمكينهم من تحقيق أهدافهم".
من جانبه، أكد علي مطر رئيس "لينكد إن" الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أهمية إيجاد منصات تعليمية معرفية متجددة ومتاحة للجميع، لإيجاد جيل مستقبلي متسلح بالعلوم الأساسية لعيش حياة مستقبلية كريمة.
وقال: "لتحقيق الازدهار الأمثل للمجتمعات، نسعى جميعاً لتزويد أجيال المستقبل بالمهارات الأساسية اللازمة، والتي يحتاجونها لعيش حياة كريمة".
وتحدث عن التعاون مع مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم عبر منصة "مدرسة" الإلكترونية، مضيفا: "يسرنا دعم مبادرة مدرسة للمساعدة في تمكين الشباب من خلال التعليم".
وتعقيبا على توقيع الاتفاقية، تحدث عبدالله سالم المانع مدير عام "اتصالات" بمنطقة دبي، عن أهمية دعم المبادرات المعرفية، وقال: "إنه لمن دواعي فخرنا واعتزازنا في اتصالات أن نتعاون مع مؤسسة إماراتية أصيلة بقامة مؤسسة مبادرات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، وأن يكون هذا التعاون بينها وبين اتصالات لدعم منصة مدرسة، في مضمار أحد أهم عناصر التنمية المستدامة في المجتمعات والشعوب والدول، وهو مضمار التعليم، والذي أولاه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاية خاصة".
وأشار المانع إلى أن "اتصالات" يسعدها أن تسهم في دعم مشروع منصة "مدرسة"، الذي سيقدم آلاف الدروس المجانية لأكثر من 50 مليون طالب عربي في جميع أنحاء العالم، ويأتي هذا في إطار سعيها المتواصل للمساهمة في جميع الفعاليات والأنشطة المجتمعية محلياً وإقليمياً ودولياً، وكجزء من استراتيجية الشركة الثابتة في المسؤولية المؤسسية المجتمعية.
كما تم الاتفاق مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "يونسكو" كشريك تعليمي، على تعريب محتوى مكتبة منظمة "اليونسكو" ونشرها إلكترونيا عبر منصة "مدرسة" لتعزيز المحتوى المعرفي الرقمي باللغة العربية، إلى جانب الاتفاق مع المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو"، كشريك تعليمي؛ للتعاون في دعم حركة الترجمة والتعريب وتبادل الخبرات في إنتاج المحتوى والبحث العلمي.
وحول الاتفاقية، قال الدكتور عبدالعزيز بن عثمان التويجري، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة –إيسيسكو: "إن انطلاقة هذه الشراكة الجديدة بين المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، ومؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، تمثل محطة مهمة من محطات العمل التربوي المشترك وتعتبر لبنة نوعية من لبنات التنمية البشرية، وسيحرص الطرفان من خلال هذا التعاون على تعزيز السياسات العامة للدول الأعضاء في الإيسيسكو في المجالات التربوية والتعليمية، وخاصة من خلال تطوير منصة "مدرسة" التعليمية.
وأضاف: "كما يهدف أيضاً إلى دعم المبدعين ورعاية الموهوبين، وإيلاء المزيد من الاهتمام بتعليم اللغة العربية، بصفة عامة، وللناطقين بغيرها بصفة خاصة، ودعم جهود الترجمة من اللغة العربية وإليها، وسيتم العمل على تحقيق هذه الأهداف المشتركة من خلال عقد المنتديات واللقاءات وتنظيم المؤتمرات والندوات وإصدار الدراسات والبحوث وإنتاج الأدلة التوجيهية والحقائب التدريبية، بما يستجيب لحاجات الدول الأعضاء في الإيسيسكو وشعوبها، ويخدم توجهاتها وأولوياتها، وذلك بالتعاون أيضا مع المؤسسات الوطنية والإقليمية والدولية المختصة والمعنية والمهتمة".
وتابع: "ولا يفوتني هنا أن أشيد بالشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وأن أنوه بمبادراته المتميزة ورؤيته الثاقبة وإنجازاته الرائدة في جميع المجالات، وأن أشكره على الاهتمام بالتعاون مع الإيسيسكو، وإتاحة الفرصة لهذه الشراكة الاستراتيجية المهمة".
من جانبه، أكد الدكتور حجازي إدريس إبراهيم اختصاصي التربية الأساسية وتعليم الكبار في مكتب اليونسكو الإقليمي ببيروت، ضرورة مواكبة تطور أدوات التعليم والحاجة إلى تجديد مضامين التعليم وطرائقه وإيجاد دور جديد للمعلم وللمدرسة.
وقال: "تستند رؤية اليونسكو حول التربية الجديدة ومهارات التعليم في القرن الـ21، إلى المتغيرات التي يشهدها العالم ومنطقتنا العربية، وضرورة مواكبة التطورات المتسارعة للتكنولوجيا وتأثيراتها التربوية الإيجابية في تعزيز فرص التعلم وكبح الانتشار الواسع للعنف والتطرف والانفكاك عن التعليم".
وأضاف: "نهدف إلى تحقيق التحول من كون التعليم حقاً من حقوق الإنسان، إلى اعتبار المعرفة والتعليم صالحاً مشتركاً عالمياً، ويعني ذلك توزيع أدوار ومسؤوليات جديدة للمعلم والمتخصصين في التربية".
وقال "حجازي" حول الشراكة بين اليونسكو ومؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية: "ومن أجل ذلك كان لا بد من تطوير شراكة بين اليونسكو ومؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية في مجال تطوير التعليم في المنطقة العربية للتركيز على تحقيق الجودة في ممارسات التعلم داخل الصف الدراسي، وتحديداً ستشهد الفترة المقبلة جهوداً ملموسة نتيجة لهذه الشراكة لدعم مبادرة مدرسة، ومبادرة تحدي القراءة التي تقوم بها مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية في المنطقة العربية".
وعززت منصة "مدرسة" شراكاتها الاستراتيجية محلياً في دولة الإمارات العربية المتحدة عبر توقيع مذكرة تفاهم مع وزارة التربية والتعليم بدولة الإمارات العربية المتحدة لتوفير محتوى تعليمي مبتكر، وتبادل المنفعة والخبرات العلمية والأكاديمية، والحصول على حق استخدام النتاج العلمي والأدبي للوزارة في المنصة.
كما تم التوقيع مع جمعية المعلمين بالإمارات على مذكرة لدعم حركة التطوع لإنتاج محتوى تعليمي متميز عبر نخبة من المعلمين المتميزين من منتسبي الجمعية، والخبرات الأكاديمية والتربوية.
وأكد حسين بن إبراهيم الحمادي وزير التربية والتعليم الإماراتي، أن مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية من المؤسسات الإماراتية الرائدة التي تجاوزت أعمالها حدود الوطن، وانبثقت عن رؤية مستدامة للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وقال: "إن مذكرة التفاهم تأتي في إطار من الشراكة الوطنية المميزة التي تهدف إلى تبادل الخبرات وتعميم أفضل الممارسات التي تصب في رفد القطاع التعليمي بالإضافة النوعية".
وأضاف الحمادي: "وزارة التربية والتعليم لن تدخر جهداً في تحقيق التعاون الفعال والبناء مع مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية بصفة دائمة، لتطبيق ما تم الاتفاق عليه، وترجمته إلى واقع يحمل أثرا وينعكس إيجابا على رؤية وخطط الطرفين المستقبلية".
وتعقيبا على مشروع "مدرسة"، قال الحمادي: "بدورنا في وزارة التربية سنعمل على إثراء هذا المحتوى عبر توفير محتوى تعليمي ابتكاري لتحقيق الاستفادة المثلى من المنصة".
في السياق ذاته، أكدت شريفة موسى، رئيس مجلس إدارة جمعية المعلمين، أن مبادرة "مدرسة" تحدث تغيراً جذرياً في واقع التعليم العربي، إذ تقدم المبادرة من خلال الفيديوهات التعلمية والدروس العلمية المترجمة إلى العربية دعماً كبيراً للطالب والمعلم والأهالي.
وقالت: "تحرص جمعية المعلمين على أن تكون جزءا أصيلا في تلك المبادرة الفريدة من نوعها، كما تحرص على أن تقوم بدورها التربوي في دعم هذه المبادرة عبر مشاركة نخبة من المتطوعين من أعضاء الجمعية من تربويين ومشرفين وأكاديميين وباحثين في مجال التربية والتعليم في ترجمة ومؤامة وإنتاج الدروس التعليمية".
وأضافت: "ستعمل الجمعية على تسخير كافة إمكانياتها وكوادرها وخبراتها في دعم المنصة".
كان الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي أطلق في أكتوبر/تشرين الأول الماضي منصة "مدرسة" أحد مشاريع مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية وتضم 5000 درس تعليمي بالفيديو تشمل مواد العلوم العامة والرياضيات والفيزياء والكيمياء والأحياء وتغطي المراحل المدرسية من رياض الأطفال وحتى الصف الـ12.
وتهدف المنصة إلى تطوير محتوى تعليمي متميز باللغة العربية تم تعريبه بالاعتماد على أحدث المناهج والمساقات التعليمية في العالم، بحيث يتم إتاحته مجانا لكافة الطلاب العرب في أي مكان بالعالم.
وشهدت منصة "مدرسة" انضمام أكثر من مليون ونصف المليون طالب إلى الموقع الإلكتروني منذ إطلاقه، إلى جانب متابعة أكثر من 4 ملايين حصة تعليمية بالفيديو عبر المنصة.
وتتميز "مدرسة" ببساطة المتطلبات التقنية المطلوبة للاستفادة من محتواها المجاني، ويمكن استخدامها على مختلف الأجهزة الإلكترونية وعبر التطبيق الإلكتروني.
وتمثل منصة "مدرسة" باكورة الجهود المشتركة لمئات الآلاف من ساعات العمل التي قدمها المترجمون والمدققون والمصممون والفنيون والمعلقون ممن تطوعوا في تحدي الترجمة الذي أعلنه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي أواخر عام 2017 لتوفير دروس تعليمية ذات مستوى عالمي مميز، ضمن مختلف المراحل المدرسية، لتتكامل مع المنظومة التعليمية القائمة وتعزز المحتوى التعليمي المتاح في العالم العربي وتصل إلى أكبر عدد ممكن من الطلاب العرب.