القيادتان في السعودية والإمارات تعملان على دحر ومحاربة التطرف والإرهاب واستغلال الدين والزج به في مشاريع سياسية خطرة على المنطقة والعالم، ووجود هذه الرموز السياسية مثل محمد بن سلمان ومحمد بن زايد يعطي أملاً في مستقبل مشرق وآمن للمنطقة
دولنا تمر بالعديد من التحديات التي وصلت إلى تحويل بعضها إلى دول فاشلة، الصومال منذ أكثر من 20 عاماً وهو في حالة حروب أهلية وصراعات قبلية، دول مركزية عربية (مصر - سورية - العراق) تعرضت ولا تزال تخوض مرحلة التعافي من حالات من ربيع أو خريف إسلاموي دمّر مفهوم الدولة ومؤسساتها، وبعضها سقطت أنظمتها السياسية، ولكن الحالة أصبحت لا تفرق عن حالة الصومال كما هي الحال في ليبيا.
بعض النخب العربية تراهن على حتمية الفوضى بعد هذه التغيرات، التي للأسف لم يكن لديها البديل الفعلي من مؤسسات سياسية لها نهج فكري أو آيديولوجي لقيادة حتمية التغيير التي ينادون بها، لا يمكن والتاريخ شاهد على أن أي ثورات لها فلاسفتها والمبشرون بها، وبعضهم لم يشاهد أفكاره على أرض الواقع، فقد رحلوا قبل ذلك.
فكر التغيير والثورات مرحلة وعي سياسي وثقافي تراكمي، ترفض السائد بكل أشكاله، وتقدم أطروحاتها الفلسفية لشكل التغيير القادم سياسياً واجتماعياً وثقافياً، والثورات العالمية مثل الفرنسية والأميركية والبلشفية قامت ضد التسلط الديني ومؤسسة الكنيسة هناك، ونادت وطبق بعضها مفاهيم الحرية والعدالة، وأسست دولة المواطنة، والبعض فشل في ذلك وسقط عندما ابتعد عن أسسها ومبادئها الأصيلة، كما حدث للثورة البلشفية في روسيا.
في منطقة الشرق الأوسط، حدثت ثورة الخميني منادية بالتخلص من ظلم حكم الشاه ونصرة المظلومين، ولكنها للأسف سفكت من دماء الشعب الإيراني خلال أشهر أكثر من ضحايا النظام السابق، وتحولت إيران إلى دولة ثيوقراطية شمولية يعاني منها العالم أجمع.
إن ظهور الحركات الإرهابية في منطقتنا نتيجة للنقص في الرؤيا الفلسفية العميقة للتغيير، ونتيجة النكوص إلى الماضي ومفاهيمه ومحاولة «عصرنته»، وهذا غير ممكن لدواعٍ كثيرة في منطقة الخليج العربي ودوله، وعلى رغم قصر مرحلة التنمية مقارنة بالدول العربية الأخرى، وهذا بالطبع لا يمس العمق الحضاري لها، إلا أن «الدولة الخليجية» قطعت مرحلة متقدمة في بناء مجتمعاتها، وقدمت أمثلة رائعة للعالم بعيداً عن مجتمع النفط، وهي تجربة دبي الرائدة بقيادة الشيخ محمد بن راشد.
القيادتان في السعودية والإمارات تعملان على دحر ومحاربة التطرف والإرهاب واستغلال الدين والزج به في مشاريع سياسية خطرة على المنطقة والعالم، ووجود هذه الرموز السياسية مثل محمد بن سلمان ومحمد بن زايد يعطي أملاً في مستقبل مشرق وآمن للمنطقة
في دول الخليج وخصوصاً في السعودية والإمارات، تنبأت واستشرفت قيادة البلدين برؤية ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لمستقبل وخطورة الاعتماد على النفط، إذ قدم رؤية متماسكة لمستقبل المملكة اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً، ولا شك أن هناك تحديات كثيرة تواجه التغيير الذي نحن مقبلون عليه، خصوصاً أن مفهوم الدولة «الرعية» لا يزال متغلغلاً في الثقافة السائدة، سواء على مستوى المواطن العادي أم رجل الأعمال. الإمارات العربية وبقيادة الشيخ محمد بن زايد تقدم أنموذجاً في كل المجالات، وكلنا معجبون بهذه التجربة، فلماذا نجد الحساسية من الاستفادة منها ونقل هذه التجربة الرائدة والتوقف من قبل البعض في محاولة الإيقاع بين البلدين لأسباب سياسية ضيقة، كما يحدث الآن من البعض في قطر وأدواتها الإعلامية وأتباعها في المنطقة.
هناك أنظمة صارمة لمحاربة الفساد، وقلما نسمع عن اختلاسات في المشاريع الحكومية، والأمير محمد بن سلمان في بداية إطلاق مشروع الرؤية أكد في أكثر من لقاء صحافي أن المحاسبة في قضايا الفساد ستكون صارمة وتطبق على الجميع، لا فرق بين أمير ومواطن. كلنا يعلم خطورة الفساد على مشاريع التنمية في أي دولة، وليست المسألة فقط في إجهاض تلك الخطط، ولكن استشراء الفساد قد يدمر دولاً.
القيادتان في السعودية والإمارات تعملان على دحر ومحاربة التطرف والإرهاب واستغلال الدين والزج به في مشاريع سياسية خطرة على المنطقة والعالم، ووجود هذه الرموز السياسية مثل محمد بن سلمان ومحمد بن زايد يعطي أملاً في مستقبل مشرق وآمن للمنطقة، على رغم محاولات التشويش من البعض على مشاريع التحديث المصونة بالقوانين والأنظمة في منطقتنا.
نقلا عن "الحياة"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة